وزير الأوقاف: القرآن يربّي الإنسان على شهود الجمال في كل شيء

تناول الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عددا من القيم والمعاني السامية التي يحملها الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم، في برنامج اللؤلؤ والمرجان، مسلطًا الضوء على مفهوم الجمال الذي تكرر في آياته.
وأوضح وزير الأوقاف أن الله سبحانه وتعالى أودع في هذا الجزء إشارات متكررة إلى الجمال في مختلف جوانب الحياة، حتى في أبسط الأمور مثل الأنعام، إذ يقول تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾، مشيرًا إلى أن تربية الوجدان على شهود الجمال في كل شيء تقي الإنسان من القبح في الفكر والسلوك والكلام.
كما استعرض الدكتور أسامة الأزهري مواضع أخرى من الجزء الرابع عشر، ومنها قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ﴾، مؤكدًا أن خزائن كل شيء بيد الله وحده، سواء كانت علمًا أو حلمًا أو رزقًا، داعيًا إلى التوجه لله عز وجل في طلبها.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور أسامة الأزهري إلى الآيات التي وصفت الصفح الجميل، والصبر الجميل، والهجر الجميل، والسراح الجميل، مبينًا أن هذه القيم تأتي جميعها في سياق النزاع والخصومة، وكأن القرآن الكريم يدعو إلى تغليب الجمال حتى في لحظات الخلاف.
واختتم الوزير الحلقة بالإشارة إلى وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام بـأنه كان أمة في قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ﴾، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى وهبه صفات الكمال التي لا تجتمع إلا في أمة كاملة؛ ما يجعله نموذجًا متفردًا في الإيمان والقيادة.
وأكد الوزير أن التدبر في هذه القيم يسهم في بناء شخصية الإنسان المؤمن، ويؤهله ليكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع، داعيًا إلى أن يستلهم المشاهدون من هذه المعاني ما يعينهم على التحلي بمكارم الأخلاق.
وزير الأوقاف: الإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر وفقيهها ومسندها ومحدثها
وعلى صعيد اخر، احتفل الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والكاتب الصحفي الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، في أجواء روحانية مميزة، بإطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد ماسبيرو، في خطوة تعد باكورة لبرامج ممتدة تهدف إلى إبراز شخصية الإمام الليث بن سعد بوصفه رمزًا ملهمًا من رموز التجديد والمواطنة، ومعبرّا عن المدرسة المصرية الأصيلة في فقهها وحمايتها للوطن ونسيجه المجتمعي.
وقد استُهل الحفل بتلاوة قرآنية مباركة تلاها فضيلة الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، في أجواء روحانية مميزة، وسط حضور رسمي وجماهيري.
حضر الافتتاح كلٌّ من: الأستاذ مجدي لاشين، أمين عام الهيئة الوطنية للإعلام؛ والشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني؛ والأستاذ الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف؛ والكاتب الصحفي محمود الجلاد، معاون الوزير لشئون الإعلام؛ والدكتور خالد صلاح، مدير مديرية أوقاف القاهرة، وجمعٌ كبير من القيادات الإعلامية والدعوية والشخصيات العامة.
رحّب الكاتب الصحفي الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بمعالي وزير الأوقاف، والسادة الحضور، موضحًا أن هذا المسجد سيستضيف عددًا من العلماء في برنامج شامل هدفه تعزيز الوسطية والانتماء، وتجديد الفكر الإسلامي، وبثّ القيم والمبادئ الوطنية والدينية والأخلاقية.
وفي كلمته، أثنى وزير الأوقاف على حسن اختيار اسم المسجد، الإمام الليث بن سعد -رحمه الله-، ذلك العالم الفذّ الذي جمع بين العلم الواسع والمكانة الرفيعة، وكان أحد أبرز أعلام مصر في الفقه والحديث والعلم الشرعي. وأشار إلى أن الإمام الليث إمام أهل مصر وفقيهها ومسندها ومحدثها ووزيرها، وقد أثنى عليه كل معاصريه، حتى قال فيه الإمام الشافعي -رحمه الله-: "إن الإمام الليث أفقه من مالك، إمام أهل المدينة، إلا أن أصحابه لم يقوموا به".
وأعلن وزير الأوقاف عن إطلاق برامج تدريبية متكاملة للدعاة والدارسين والباحثين، لدراسة شخصية وعلم الإمام الليث بن سعد، والوقوف على منهجيته العلمية الرائدة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعكف على تقديم حلقات وبرامج ومؤلفات، وإعداد كوادر علمية، وعقد حلقات نظاميّة لإحياء علوم الليث بن سعد -رحمه الله تعالى-.
وأكد سيادته أن إحياء تراث الإمام الليث بن سعد ليس مجرد استذكار لسيرة عالم فذ، بل هو استعادة لمنهج الوسطية والاعتدال، وإبراز لنموذج فكري راقٍ يؤكد روح العلم والانفتاح والفقه العميق، وهو ما تحتاجه الأمة اليوم لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، وترسيخ قيم التسامح والتعايش.
ويأتي إطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد ماسبيرو بداية لسلسلة من الفعاليات والبرامج العلمية والإعلامية التي تهدف إلى تقديم منهجية هذا الإمام العظيم، وترسيخ فكره الوسطي المعتدل، ليكون منارةً للأجيال القادمة في فهم الدين والتفاعل الإيجابي مع قضايا العصر.
واختُتم الحفل بابتهالات دينية عذبة قدمها المبتهل الشيخ عبد اللطيف وهدان، في أجواء روحانية زادت الحضور خشوعًا وتأثرًا.