فاسألوا أهل الذكر
نية الإفطار وحدها لا تؤدى لبطلان الصيام

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إنه بعد دراسة أقوال الفقهاء واستقراء الأدلة الشرعية، تبيّن أن نية الإفطار وحدها لا تؤدي إلى بطلان الصيام، طالما لم تصاحبها أفعال مفطرة. وقد استندت الفتوى إلى قاعدة شرعية تؤكد أن الوساوس والأفكار التي تراود النفس لا يُؤاخذ بها المسلم ما لم تتحول إلى أفعال، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:»إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ» (رواه البخاري). وتابع: يرى جمهور الفقهاء، ومن بينهم الحنفية والمالكية والشافعية في أحد أقوالهم، أن مجرد نية الفطر لا تبطل الصوم، لأن النية وحدها لا تُعدّ عملاً يترتب عليه الفطر، ما لم يصاحبها فعلٌ مفسدٌ للصوم. وفي المقابل، ذهب رأي آخر من الشافعية والحنابلة إلى أن نية الخروج من الصوم تُبطله، حتى لو لم يقم الصائم بأي فعل مفطر، باعتبار أن الصيام عبادة تستلزم استمرار النية، فإذا قطعها عمدًا بطل صومه.
في النهاية، يبقى الصيام صحيحًا طالما لم يصاحبه فعلٌ مفطر، ولا يُطالب الصائم بالقضاء لمجرد النية وحدها، استنادًا إلى الأدلة الشرعية.