الغضب يزلزل أركان العاشر من رمضان.. عقاب جماعي بسب واقعة "روناء"

اعتلى الأهالي منصة الحكم في العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وجهوا الاتهامات وشرعوا في تنفيذ العقوبة فورا، يتحركون جماعات لا يثنيهم عن قرارهم شيء.
معاقبة المتهم بضربه وتعذيبه
تجمعوا في سوق "ابني بيتك" على بكاء الطفلة "روناء" بنت الـ 8 أعوام، وسيدات يصرخن في وجه شاب يبلغ من العمر 37 عاما، يدعى "خيري.ص"، بأن هذا المتهم هتك عرض الصغيرة هنا ويشرن إلى حمام عمومي ملتصق مسجد.

العدالة الشعبية
أمسك أحد الرجال المتهم من رقبته، وسدد له عدة لكمات، وفي ثوانِ انتشر الخبر في السوق زحفوا الأهالي على "خيري" كلُّ يريد ضربه، حتى وصل الأمر إلى وقوف شاب على ظهره، وهو ملقى على الأرض، ليتدخل أحدهم ويحميه منهم حتى لا يسقط قتيلا بين أيديهم، وينفذون فيه عدالتهم الشعبية، قبل وصول الشرطة، ويرى كل ضاربا فيهم ابنته في هذه الواقعة.
معاقبة والدة المتهم
بعاطفة الأمومة، اندفعت والدة المتهم تجاه ابنها، تحاول منع الأهالي الغاضبين من الفتك بابنها "خيري" هي لا تدعي براءته وتعلم أنه اركتب جريمة لكنها لا تتحمل رؤية طوفان اللكمات والصفات على جسد فلذة كبدها وإن كان مذنبا.

احتضنته لتحميه بجسدها من الأهالي، لتقترب سيدة وتصفعها على وجهها بلطمة مدوية أثرت على سمعها "حسبما ذكر زوجها"، وهي تردد قائلة "سبوه ابني مضطرب عقليا ومعاه شهادة معاملة أطفال".
معاقبة الحمام العمومي
أصدر الأهالي حكم الإعدام على مسرح الجريمة، وهنا حمام عمومي ملاصق لمسجد كبير بسوق "ابني بيتك"، ليقرروا إغلاقة بالطوب الأحمر والأسمنت، منظريا ذات العقوبة على المتهم، معلنين إغلاقه لحين إشعار آخر.

أغلقوه بإحكام، متجاهلين كونه ملاذا لوراد السوق من بائعين، ومارة، ومرضى، خاصة النساء، حيث كان الحمام هو الخيار الوحيد لهن لأنه خارج مبنى المسجد.

معاقبة والدة الطفلة روناء
صب بعض المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي غضبهم على والدة الطفلة، ومنهم من حملها مسؤولية ما ألم بصغيرتها، واتهموها بالتقصير في رعايتها.
وعقاب آخر أنزلوه بها، وهو نظراتهم المؤلمة، وأصابعهم التي تشير إليها متهامسين بأن هذه السيدة التي وقعت طفلتها ضحية هتك العرض، بينما اكتفى آخرون بإبداء عبارات شفقة كانت تحرق قلبها وتذكرها بالجريمة التي لا تنساها، لتضطر الأم إلى اتخاذ القرار الصعب وتخليها عن مصدر رزقها وتركها العمل كبائعة في السوق.

معاقبة والد المتهم
يجوب "الحاج صلاح" والد المتهم شوارع مدينة العاشر من رمضان، بـ"تروسيكل" يجمع علب "الكانز" لبيعها، وتمثل مصدر دخله الوحيد.
بكى بحرقة وهو يقول" الناس تشير إليّ ويتحدثون بـ " والد خيري المتهم، آذوني ودمروني نفسيا، حكموا علي وعاقبوني بذنب لم ارتكبه، في حين أن القضاء لم يبت بعد في أمر ابني، فارفقوا بي".

فكر "صلاح "، في أن يلزم بيته حتى لا يتعرض لنظرات الناس وكلماتهم الجارحة ، لكن العوز وحاجته إلى الإنفاق، خاصة بعد ترك زوجته العمل كبائعة في السوق عقب الواقعة.