باحثة سياسية: سوريا تتجه نحو الفيدرالية وإسرائيل تستغل الأوضاع لتعزيز نفوذها

أكدت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية، من رام الله، أن عملية دمج قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة في دمشق لا يمكن أن تتم إلا بتعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرةً إلى أن الأكراد، رغم اهتمامهم بوحدة الأراضي السورية، لا يتحركون دون ضوء أخضر أمريكي.
إسرائيل والتذرع بالمخاطر الأمنية
وأوضحت أن الولايات المتحدة وإسرائيل تشعران بأن وجود الحركات الجهادية أو الأصولية لا يزال يشكل خطرًا على إسرائيل، مما يدفع تل أبيب إلى البقاء في جنوب سوريا بحجة أن هذه الحكومة قد تتحول إلى تهديد أمني مستقبلي.
وأشارت إلى أن إسرائيل تحاول دمج الأكراد مع الدروز في منطقة السويداء، بهدف تقليل تركيز الحركات الجهادية داخل الحكومة الانتقالية، وذكرت أن بعض قيادات السويداء انضمت إلى الحكومة الانتقالية بقيادة الشرع، في خطوة تهدف إلى تحقيق توازن داخلي.
وحدة سوريا أم تقسيمها؟
ترى حداد أن سوريا، رغم المظاهر التي توحي بالتوحد، تتجه فعليًا نحو تقسيم داخلي عبر فيدراليات، حيث ستكون هناك مهام مختلفة لكل من الأكراد والدروز والحكومة الانتقالية، فيما لم يتم حتى الآن التوافق مع الطائفة العلوية في الساحل السوري.
وأضافت أن إسرائيل تتموضع بالقرب من جبل الشيخ، وتسعى إلى إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة تحت مبررات عدم الثقة في استقرار الحكومة الانتقالية، مؤكدةً أن الهدف الأساسي لإسرائيل هو التواجد العسكري وتأمين نفوذها في المنطقة.
مستقبل سوريا في ظل التغيرات الإقليمية
أوضحت حداد أن منطقة شمال شرق سوريا تحتوي على مخزون كبير من النفط، كان تحت سيطرة الأكراد، مما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على احتمال التوافق الشكلي بين الأطراف، أو تقسيم فعلي غير معلن داخل البلاد.
وأشارت إلى أن إسرائيل تستغل هذا الواقع لإنشاء ممر يمتد من حدودها حتى العراق، مرورًا بنهر الفرات وإقليم كردستان، مؤكدةً أن الوضع الحالي يؤدي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة.