دبلوماسي روسي سابق: الأوروبيون يعتبرون استنزاف موسكو وتصعيد الأوضاع مصلحة استراتيجية

أكد الدبلوماسي الروسي السابق، ألكسندر زاسبكين، من موسكو، أن الدول الأوروبية ترى في تصعيد الأزمة الأوكرانية واستنزاف روسيا مصلحة استراتيجية لها، مشيرًا إلى أن هذا التوجه كان واضحًا منذ بداية الصراع.
أوروبا تتصرف بشكل منفرد بعيدًا عن واشنطن
وأوضح “زاسبكين”، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المرحلة الأولى من الحرب شهدت شكوكًا حول مدى استقلالية القرار الأوروبي، وما إذا كانت واشنطن تتحكم بالكامل في إدارة الأزمة، لكن مع انتقال السلطة من إدارة بايدن إلى ترامب.
وتابع الدبلوماسي الروسي السابق، :"أصبح واضحًا أن الأوروبيين مصممون على لعب دور مستقل، وأنهم يعتبرون تصعيد الأوضاع مع روسيا ضرورة استراتيجية لمواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى".
أبعاد الصراع الأوروبي - الروسي
وأشار زاسبكين إلى أن هناك عدة مستويات لفهم الموقف الأوروبي من الحرب في أوكرانيا، أولهما البُعد الجيوسياسي، حيث يرتبط التصعيد بمشروع "العولمة الليبرالية" الذي قادته الإدارات الأمريكية السابقة، من أوباما إلى بايدن، بالتنسيق مع القوى الأوروبية الكبرى مثل فرنسا، بريطانيا، وألمانيا، وايضًا الخلفية التاريخية، حيث يرى أن أوروبا تعود إلى نهجها القديم في معاداة روسيا، مستذكرًا موقفها أثناء الحرب العالمية الثانية عندما توحّدت القارة ضد الاتحاد السوفيتي، في مشهد يعكس التوترات التاريخية المتجددة.
روسيا تتعامل مع الواقع بحذر
واختتم زاسبكين حديثه بالتأكيد على أن موسكو تأخذ هذه التوجهات الأوروبية بعين الاعتبار، وتتعامل مع الأزمة وفق رؤيتها الاستراتيجية لمواجهة الضغوط الغربية المستمرة.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو مستعدة للنقاش بشأن الأزمة الأوكرانية مع المستعدين لتقديم مساعدة حقيقية لحلها.
وأضاف لافروف: بحثنا بالتفصيل مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كافة السبل لحل الصراع في أوكرانيا.