هل يظهر الجن للإنسان في هيئة قطة سوداء؟.. علي جمعة يوضح

طرحت إحدى الفتيات سؤالًا على الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، حيث سألت: "هل صحيح أن الجن يظهر للإنسان في هيئة حيوانات، وأشهر هذه الحيوانات هي القطة السوداء؟"
ظهور الجن في هيئة حيوانات
في إجابته على السؤال، أوضح الدكتور علي جمعة أن الجن يتشكل بأشكال مختلفة، وقد وردت في الأحاديث والآثار الإسلامية إشارات إلى إمكانية ظهوره في صور متعددة، منها صورة الحيوانات.
واستدل بواقعة حدثت في عهد النبي محمد ﷺ، عندما هجم ثعبان على بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، فقتلته، فقيل لها بعد ذلك: "أتدرين من قتلتي؟ إنه عفريت سليمان"، فقالت: "اعتدى على أمه".
وأكد الدكتور علي جمعة أن الجن إذا ظهر في هيئة حيوان واعتدى على الإنسان، فإنه يُعامل معاملة المعتدي، أي أنه يفقد اعتباره ككائن غير مرئي ويصبح عدوانه سببًا لمواجهته أو دفع ضرره.
وأضاف أن التعامل مع هذا الأمر شبيهٌ بحكم الاعتداء بين البشر، حيث إن الإنسان إذا قتل غيره ظلمًا، فإنه يُقتص منه، لقوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 179]، مما يدل على أن العدل أساس في التعامل مع المعتدين، سواء كانوا بشرًا أو حتى من عالم الجن إذا تجسدوا في صورة مرئية واعتدوا.
حكم قتل الحيوانات المؤذية
وفي سياق متصل، تحدث الدكتور علي جمعة عن حكم قتل الحيوانات الضارة التي تؤذي الإنسان، مؤكدًا أن الإسلام أباح قتل بعض الحيوانات التي تشكل خطرًا على حياة الإنسان.
واستدل بحديث النبي ﷺ: "خمسٌ من الفواسق يُقتلن في الحل والحرم: الحية، والغراب، والفأرة، والكلب العقور، والحدأة"، مشيرًا إلى أن العلماء جمعوا من الأحاديث المختلفة عددًا من الفواسق التي يجوز قتلها، وبلغ عددها عشرة، وهي تشمل كل حيوان مؤذٍ وضار كالثعابين والكلاب المسعورة والقطط المصابة بالسعار، مؤكدًا أن التخلص من هذه الحيوانات ضرورة لحماية الإنسان والحفاظ على حياته وسلامته.
ضرورة الرفق بالحيوان حتى في القتل
ورغم إباحة قتل الحيوانات المؤذية، شدد الدكتور علي جمعة على ضرورة أن يكون القتل رحيمًا، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة"، داعيًا إلى الابتعاد عن وسائل القتل العنيفة أو المؤلمة.
كما استنكر بعض الممارسات القاسية التي يرتكبها البعض، مثل حرق الفئران بعد اصطيادها أو تعذيب الحيوانات قبل التخلص منها، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال ليست من شيم المسلمين، ولا تتماشى مع تعاليم الرحمة في الإسلام.