رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري


 

يبدو أن إسرائيل قد بدأت" حرب تجويع" ضد سكان غزة فقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي  نتنياهو وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتباراً من صباح الأحد، وذلك بهدف الضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف المبعوث الأمريكي للمنطقة ، معتبرين أن أهمية ذلك القرار تكمن في الضغط علي حماس ،  وقال مكتب رئيس وزراء الإحتلال إن القرار اتُخذ، لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي انتهت السبت"

وحذرت منظمات دولية من خطر المجاعة وما تفعلة إسرائيل من ما أسمته " حرب التجويع " في غزة إذا إستمر قطع الإمدادات عن غزة خاصة وأن غالبية السكان في غزة يعيشون علي الإمدادات الغذائية من خارج القطاع بعد تدميره وإنهاء كل سبل العيش به وحذرت المنظمات متسائلة ماذا سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعاً خاصة وأننا في شهر رمضان الكريم، في حين صرح المكتب الإعلامي بغزة أن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلي غزة يعني فعليا "حرب تجويع "على أهالي غزة الذين يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية

ويبقي السؤال المهم هل ستعود الحرب على غزة مرة أخرى ..؟؟

يبدو أن الحرب أصبحت علي الأبواب مرة أخري فقد خرجت تصريحات من وزراء في اليمين المتطرف تدعو للعودة للحرب مرة أخرى فقد قال وزير الأمـ.ـن القـ.ـومي الإسرائيلي ايتمار بن_غفير: "سأعود إلى الحكومة عندما تعود إلى حـ.ـرب كبرى أو تتوقف المساعدات أو يبدأ تنفيذ خطة ترامب " وأعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش أن وقف المساعدات إلى غزة ليس سوى الخطوة الأولى. وأوضح أن "الخطوة التالية ستكون قطع الكهرباء والمياه، وشن هجوم واسع وقوي يؤدي إلى احتلال القطاع، مع تشجيع تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتهجير السكان".

وبعدها أعلن وزير طاقة الاحتلال الإسرائيلي رسمياً قطع الكهرباء عن قطاع غزة، وشبكة الكهرباء أصلا مدمرة في قطاع غزة، لكن ما زالت هناك محطات مياه تعمل في المناطق التي لم يدخلها جيش الإحتلال الإسرائيلي، وتحديداً في المنطقة الوسطى.قرار قطع الكهرباء يعني توقف مضخات المياه ومحطات التحلية عن العمل

ويبدو أن رفض حماس الموافقة على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مثلما طلبت إسرائيل، وأعلانها  أنها لن تُطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين إلا بموجب شروط الاتفاق المرحلي المتفق عليه بالفعل وتأكيدها أن  قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص و"جريمة حرب" وانقلاب سافر على الاتفاق ، سيكون مبررا كافيا لإيجاد الذريعة لإسرائيل للعودة للحرب .

كما أعلن ماركو روبيو  وزير الخارجية الأمريكي  عن “حالة طوارئ” لتجاوز الكونغرس وإرسال أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار إلى إسرائيل، وهذه هي المرة الثانية خلال شهر التي تتخطى فيها إدارة ترامب عملية موافقة الكونغرس على إرسال أسلحة عسكرية إلى الدولة العبرية.وخلال الولاية الأولى لترامب، أستخدمت الإدارة إعلان الطوارئ لتجاوز الكونغرس وإرسال أسلحة إلى إسرائيل خاصة وأن هذة الأسلحة تشمل قنابل وصواريخ لضرب التحصينات والأنفاق تحت الارض ومنها " أم القنابل " التي سمحت أمريكا لأول مرة لإسرائيل بإمتلاكها  مما قد يمهد لعودة الحرب مرة أخري

عودة الحرب مرة أخري واضحًا حتي من قبل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسري، فما جرى لا يمثل نهاية الحرب، بل هو مجرد صفقة تبادل، بينما تبقى العمليات العسكرية خيارًا قائماً، عودة الحرب تبدو قريبة وربما خلال شهر رمضان.لكنها لن تكون حرب طويلة ،لكنها ستكون شديدة العنف، وقد يسقط عدد كبير من الشهداء في غزة .

فمن يعتقد أن الحرب لن تعود فهو مخطئ، ستكون هناك جولة أخري من الحرب لكنها لن تكون طويلة لكنها ستكون جولة سريعة لكنها مدمرة، ذات أهداف محددة زمنيًا، وستجعل الأوضاع في غزة أكثر مأساوية والهدف القضاء علي ما تبقي من غزة ،وأن يرفع سكان غزة صوتهم ضد حماس ويطالبوها بتسليم ما تبقى من الأسري  لحماية أرواح المدنيين، وإلا  من وجهة الكيان الصهيوني فإن العواقب ستكون كارثية.

وللأسف هذه  المره لن يكون هناك دعم إقليمي أو دولي للتخفيف من حدة هذه الحرب ،كما سحظى هذه الحرب بدعم واسع من الشارع الإسرائيلي، وأعتقد أنها لن تواجه معارضة دولية تُذكر، وقد لا يُسمح لمعارضي الحرب في أمريكا وأوروبا وحتى الدول العربية بالخروج إلى الشوارع كما حدث في بداية الحرب .

كما إن الاحتفالات التي نظمتها الفصائل الفلسطينية بمناسبة الإفراج عن الأسرى قد يكون لها ثمن باهظا فإسرائيل كيان صهيوني نرجسي انتقامي، وما حدث خلال فترة وقف إطلاق النار لن يمر دون ردّ فقد تنتقم إسرائيل من الشعب الفلسطيني الذين هم ضحايا الحرب بين إسرائيل وحماس .

فلا تزال حماس تعتقد أنها لاعب رئيسي وقادرة على تحقيق إنجازات، لكنها في الواقع تعيش مرحلة الاحتضار، وتحاول الإيحاء بالقوة رغم تراجعها ومن المتوقع أن تضغط قطر لإخراج قادة حماس من أراضيها، وربما يخرجون من الشرق الأوسط بالكامل. كما أن عمليات اغتيال لبعضهم، سواء داخل غزة أو خارجها، أصبحت قريبة جدًا.

حقيقة ما تبقى من الأسري لدي حماس أصبح لا يشكل ورقة ضغط في إسرائيل، فجميع الأسري المدنيين لدي  حماس قد أفرجت عنهم ولم يتبقي الا عدد قليل من الأسري العسكريين ورغم أن إسرائيل يُعتبرون كل المواطنين  مجندين لذا فإن مسألة الأسري ليست مجرد قضية أمنية، بل تحمل بُعدًا أخلاقيًا بالنسبة للمجتمع والحكومة وهذا سبب ضغطا علي حكومة الكيان بسبب المظاهرات اليومية لوقف الحرب وعودة الأسري، لكن عمليًا الأن لم يعد العدد المتبقي من الأسري العسكريين كافيًا لردع التصعيد العسكري وقد تضحي إسرائيل بهم .

ومن السيناريوهات المحتملة إذا عادت الحرب أن تشهد هذه الحرب موجة نزوح جماعي للغزيين باتجاه سيناء ، ومن المنوقع تشديد الحصار وربما قطع الاتصالات والمياه ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الطبية.وقد تبدأ الحرب بضربات عسكرية مركزة على الجنوب مع السماح للغزيين بالفرار نحو سيناء لتنفيذ مخطط التهجير بالقوة وتدمير ما تبقى من غزة.