أستاذ علوم سياسية: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة طموحة وتحتاج لخطوات لتنفيذها

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة طموحة وشاملة، حيث تناولت كافة جوانب إعادة الإعمار بدقة، مشيرًا إلى أنها تتضمن توسيع مساحة قطاع غزة من خلال استصلاح جزء من البحر بمقدار 14 كيلومترًا، لاستخدامه في إنشاء ميناء ومطار ومنشآت سياحية واستثمارية.
خطة مصر تم تبنيها في القمة العربية الطارئة
وأضاف “الرقب”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن خطة مصر تم تبنيها في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، كما لاقت ترحيبًا واسعًا من منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب دعم دول كبرى مثل الصين وروسيا، وعدة دول أوروبية مثل فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، وألمانيا.
المعيق الأساسي لتنفيذ الخطة
وأوضح الرقب أن العائق الأساسي أمام تنفيذ الخطة ليس التمويل، حيث يمكن للدول العربية، خاصة الخليجية، توفير المبلغ المطلوب والذي يقدر بين 3 إلى 4 مليارات دولار، لكنه شدد على أن المشكلة تكمن في رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح ببدء التنفيذ. وأشار إلى أن الاحتلال سبق وأن عرقل جهود إعادة الإعمار بعد حرب 2021، حيث لم يلتزم بإدخال المعدات ومواد البناء.
وأشار الرقب إلى أهمية إقناع الإدارة الأمريكية بدعم تنفيذ الخطة المصرية، حيث أكد أن واشنطن لديها موقف متردد، إذ وصف المبعوث الأمريكي ستيف بوت كوف الخطة بأنها "جيدة" لكنها تحتاج إلى مزيد من الدراسة. وأضاف أن تشكيل طاقم عربي من الدول التي لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، مثل دول الخليج ومصر، يمكن أن يسهم في إقناع واشنطن بممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لبدء تنفيذ الخطة.
وحذر الرقب من وجود تضليل أمريكي حول مستقبل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تكون تستخدم ملف غزة للتمويه على أهدافها الحقيقية في الضفة الغربية. وأوضح أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول "شراء قطاع غزة" وتحويله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط" ما هي إلا مناورات سياسية لامتصاص الغضب الدولي، في حين أن المخطط الحقيقي قد يكون توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية
وأشاد بالدور الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها رفضت بشكل قاطع أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، وواصلت جهودها على المستوى الدولي لإحياء حل الدولتين وعقد مؤتمر دولي للسلام، مؤكدًا أن مصر لعبت دورًا مهمًا في رعاية المصالحة الفلسطينية، وعملت على إيجاد حلول توافقية لتجاوز الخلافات الداخلية.
تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة
فيما يتعلق بإدارة غزة، أشار الرقب إلى أن مصر طرحت فكرة تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة القطاع بشكل مؤقت، وهو ما لاقى دعمًا من حركة حماس، مشيرًا إلى أن الفكرة جاءت كمحاولة لتجاوز رفض بعض الفصائل تشكيل حكومة تكنوقراط، محذرًا من أن تنفيذ هذه الخطة قد يواجه عرقلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما قد يحول دون استلام اللجنة مهامها الإدارية في غزة.
ونوه بأن تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة يتطلب إجراءات عملية وضغوطًا دبلوماسية على الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أهمية تحرك الدول العربية بالتنسيق مع واشنطن لضمان تنفيذ هذه الخطة الطموحة، التي تمثل بارقة أمل لإعادة إعمار القطاع وإعادة الحياة إليه من جديد.