الزينة والفوانيس بهجة رمضان في قرية ديبي بالبحيرة

يُعَدّ شهر رمضان المبارك مناسبة دينية واجتماعية ينتظرها المسلمون في جميع أنحاء العالم بفرح وسعادة، خاصة في القرى والأرياف التي تحافظ على العادات والتقاليد الأصيلة.
وفي قرية ديبي بمحافظة البحيرة، تنعكس أجواء الشهر الكريم على وجوه الأطفال الذين يفرحون بالفوانيس والزينة الرمضانية، التي تملأ الشوارع والمنازل، لترسم لوحات من البهجة والسرور.
تمثل هذه الأجواء فرصة مميزة للأطفال للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل، حيث تتنوع مظاهر الفرح من تعليق الزينة الورقية والمضيئة، إلى شراء الفوانيس التي تُعَدّ رمزًا أساسيًا لرمضان في مصر. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الاحتفالات تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين سكان القرية وتوريث القيم الرمضانية للأجيال الجديدة.
الزينة والفوانيس: بهجة رمضان في قرية ديبي
يقول صاحب مكتبة للمستلزمات المدرسية" للوفد" مع دخول حلول شهر رمضان، يبدأ الأهالي، كبارًا وصغارًا، في التحضير لاستقبال الشهر الكريم بأجمل الطرق، تُعلّق الزينة الملوّنة والمضيئة في الشوارع، بينما تزداد حركة الأسواق لشراء مستلزمات الزينة، وخاصة الفوانيس التي تُعد من أبرز رموز الشهر المبارك.
وأضاف بأن في قرية ديبي، يتفنّن الأطفال في اختيار الفوانيس، حيث تتنوع أشكالها بين التقليدية المصنوعة من النحاس والزجاج الملون، والحديثة التي تعمل بالبطاريات وتصدر أضواءً وأصواتًا جذابة
وأشار الى أن الأهالي يحرصون على شراء الفوانيس لأطفالهم، ليس فقط لإدخال البهجة إلى قلوبهم، ولكن أيضًا لتعزيز ارتباطهم بالعادات الرمضانية.
وأوضح أن الفانوس الرمضاني يعود إلى العصر الفاطمي، حيث كان الأطفال يخرجون لاستقبال الخليفة الفاطمي عند رؤية هلال رمضان وهم يحملون الفوانيس ويغنون الأناشيد الترحيبية، ومنذ ذلك الحين،
وأكد باسم بأن الفانوس أصبح جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات الرمضانية، حيث يتنافس الحرفيون في صناعته بأشكال وأحجام مختلفة، ليصبح جزءًا من التراث المصري الأصيل.
أجواء رمضان في قرية ديبي: ترابط اجتماعي وعادات متوارثة
يتميّز شهر رمضان في القرى المصرية بأجواء روحانية واجتماعية مميزة، حيث يسود التآخي والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وفي قرية ديبي، تُنظَّم العديد من الأنشطة الرمضانية التي تشارك فيها العائلات، مثل تزيين الشوارع والمنازل، وتحضير وجبات الإفطار الجماعية، التي تعكس روح التعاون والتكافل الاجتماعي.
موائد الرحمن وإفطار الجماعة
إلى جانب الاحتفال بالفوانيس والزينة، تعتبر موائد الرحمن من التقاليد الأساسية في رمضان، حيث يجتمع الأهالي في الساحات العامة أو المساجد لتناول وجبة الإفطار معًا. يقوم الأهالي بتحضير أصناف مختلفة من الطعام لتقديمها للصائمين، خاصة الفقراء وعابري السبيل، مما يعزز من روح المحبة والتراحم بين الجميع.
التقاليد الدينية والأنشطة الثقافية
يحرص الأهالي أيضًا على تعليم الأطفال القيم الدينية خلال الشهر الكريم، حيث يتم تنظيم حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، إضافة إلى مسابقات ثقافية حول المعلومات الإسلامية، كما يحرص الأطفال على الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح برفقة آبائهم، مما يعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى المجتمع الإسلامي.
دور الأسرة في غرس القيم الرمضانية
تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في تعزيز الشعور بالبهجة لدى الأطفال خلال شهر رمضان، حيث تحرص الأمهات على إعداد الأكلات الرمضانية المميزة، مثل الكنافة والقطايف، بينما يقوم الآباء بمرافقة أطفالهم لشراء الفوانيس وتعليق الزينة في المنازل.
كما تعمل الأسر على غرس القيم الإسلامية في نفوس أبنائها، من خلال تشجيعهم على الصيام التدريجي، وتعليمهم أهمية الصدقة والتعاون مع الآخرين. كما يحكي الكبار للصغار قصصًا عن تقاليد رمضان قديمًا، مما يعزز ارتباطهم بالتراث المصري الأصيل.
تأثير الاحتفالات الرمضانية على الأطفال
تساهم الأجواء الاحتفالية الرمضانية في قرية ديبي في تعزيز القيم الإيجابية لدى الأطفال، حيث يتعلمون أهمية التكاتف الاجتماعي، والكرم، والفرح بمشاركة الآخرين. كما أن الأجواء الاحتفالية تُضفي جوًا من السعادة والمرح، مما يجعل رمضان ذكرى جميلة تظل محفورة في أذهانهم لسنوات طويلة.
كما تساعد هذه العادات في بناء شخصية الأطفال، حيث يتعلمون المسؤولية من خلال المشاركة في إعداد الزينة وتحضير الإفطار، بالإضافة إلى تعلم الصبر والانضباط من خلال تجربة الصيام.
تُعد الاحتفالات الرمضانية في قرية ديبي بالبحيرة مثالًا حيًا على ارتباط المجتمع المصري بعاداته وتقاليده الراسخة، فمن خلال الفوانيس والزينة، وموائد الرحمن، والتقاليد الدينية، تتجلّى أروع صور الفرح والترابط الاجتماعي. كما أن هذه الأجواء تترك أثرًا إيجابيًا في نفوس الأطفال، حيث ترسّخ لديهم القيم الإسلامية، وتعزز انتماءهم لهويتهم الثقافية.
وهكذا، يبقى رمضان في القرى المصرية مناسبة استثنائية، تجمع بين الروحانيات والفرح، ليكون شهرًا مليئًا بالمحبة والبركة والتواصل الإنساني.





