بين السطورر
على الرغم من صدور تحذيرات فقهية كثيرة بتحريم مشاهدة مسلسل معاوية، والذى اثار جدلا واسع النطاق، فقد فوجئ الجميع بعرضه على إحدى القنوات العربية مما أثار الضجر فى النفوس، ضاربين بهذه التحذيرات عرض الحائط وكأنهم يقولون «أعلى ما فى خيلكم اركبوه»! وإلا بماذا نفسر عرضه بعد إثارة كل هذا الجدل والتحذير من علماء الدين بعدم عرضه وتحريم مشاهدته؟، إذن فماذا يبغى القائمون على هذا المسلسل؟، وماذا يريدون، ولماذا كل هذا الاصرار على عرضه، رغم رأى كبار العلماء بمنعه وتحريم مشاهدته؟، فقد اشتد الجدل بعد عرض حلقات منه الذى دار بشأن هذا المسلسل، فقد كان مخططًا له أن يتم عرضه قبل عامين، ولكن جرى تأجيله بسبب اعتراضات من مراجع دينية، فى الداخل والخارج سواء من السنة أو الشيعة فقد تم رفض عرضه فى العديد من دول العالم، حيث تفجر الجدل حول هذا المسلسل بسبب تجسيد بعض الشخصيات المبشرة بالجنة مثل، الخليفة عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب. فقد سبق وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رأيه المتضمن إن الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا، خاصة العشرة المبشرون بالجنة، وكذلك أمهات المؤمنين، وبنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يجوز تمثيلهم لِمَا لَهُم من مكانةٍ عظيمةٍ وسابقةٍ فى الإسلام، والتأكيد على حرمة جميع الصحابة لشرف صحبتهم للنبى صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم فى صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم، وختم فضيلة المفتى الأسبق فتواه، مؤكدا أنه لم يسبق لدار الإفتاء المصرية أن أصدرت فى أى عهد من عهودها منذ نشأتها وإلى يومنا هذا أيَّ فتوى تبيح تمثيل الأنبياء أو الرسل أو العشرة المبشرين بالجنة أو آل البيت الكرام، فقد تعرض مسلسل معاوية لتأجيلات متكررة منذ الإعلان عنه لأول مرة فى عام 2023 كما رفضت هيئة الإعلام العراقية عرضه هناك، معتبرة أنه قد يؤدى إلى تأجيج الخلافات الطائفية، وواجه اعتراضات قوية من المؤسسات الدينية، وعلى رأسها علماء الأزهر وأخرى منسوب صدورها للمؤسسات الدينية، التى تضمن الرفض القاطع لتجسيد شخصيات الصحابة، معتبرًة ذلك حرامًا شرعًا، وأن تجسيد الصحابة واضح وثابت، إذ سبق له رفض أعمال سابقة تناولت شخصيات تاريخية إسلامية مثل مسلسل عمر بن الخطاب، كما دعا علماء الدين إلى مقاطعة العمل وعدم مشاهدته، أوضح الدكتور عبدالفتاح عبدالغنى العوارى، عضو هيئة كبار العلماء، فى تصريحات صحفية له أن تجسيد شخصية معاوية بن أبى سفيان، الذى كان أحد كتاب الوحى، يعد أمرًا مرفوضًا دينيًا، مشيرًا إلى أن الصحابة لا يجوز تجسيدهم بأى حال من الأحوال فى الأعمال الدرامية، وأضاف أن الخلافات التاريخية حول الحكم والخلافة شأن إلهى لا يجب تحويله إلى عمل درامى يخضع للتفسيرات المتباينة، ومن جانبه، شدد الدكتور محمد على، الداعية الإسلامى فى الأزهر الشريف، على أن مشاهدة مسلسل معاوية حرام شرعًا، مشيرًا إلى أن الأزهر سبق أن أصدر بيانًا يحرم فيه أى عمل درامى يتناول شخصيات الصحابة، مثلما حدث مع مسلسل عمر بن الخطاب، وأكد أن مثل هذه الأعمال تؤثر على المشاهدين خصوصًا الشباب، كما تناول الدكتور رضا عبد الواحد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، فى تصريحات صحفية له، أن المسلسل شهد معارضة كبيرة بسبب تجسيده لصحابة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذى يرفضه الأزهر، إلى أن مؤسسة الأزهر اتفقت على عدم عرض المسلسلات التى تجسد الصحابة والرسل، لأن الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة لا يمكن لأحد أن يجسدها، لكن يمكن أن تُروى فى المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية، فيما أوضح الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، خلال حديث له متلفز، أن العقيدة الخاصة بالمسلمين لا تقبل أن يقوم ممثل أدى أدوارا غير لائقة فى الأفلام والمسلسلات بتجسيد دور أحد الصحابة وأضاف أن الأمة الإسلامية عليها الالتزام برأى الأزهر الشريف، مبينا أن كل الدول تحرم تجسيد الممثلين لشخصيات الأنبياء والصحابة، لأن التجسيد يفتح باب الفتنة فى الأمة.