رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

سميت سورة البقرة (فسطاط القرآن) لعظمتها ومكانتها وكثرة ما فيها من أحكام ومواعظ، وهى من أطول سور القرآن الكريم؛ حيث يبلغ عدد آياتها 286 آية، وفيها أطول آية فى القرآن الكريم وهى الآية المعروفة بآية الدين، وهنا أتناول فى مقالى كيفية رسم خريطة ذهنية لأطول سورة فى القرآن، فى البداية فى نهاية الستينات ابتكر تونى بوزان (Tony Buzan) أستاذ الذاكرة ما يسمى بـ(الخريطة الذهنية)، وهى: «تقنية تخطيطية قوية تسخر جميع المهارات المرتبطة بالدماغ وتوسع إمكاناته، بطريقة تساعد على التفكير والتعلم، وتعتمد على رسم كل ما تريده فى ورقة واحدة بشكل منظم مركز ومختصر وسهل التذكر»، بمعنى أن الخريطة الذهنية هى اختصار بالغ يعطى صورة شاملة عن الموضوع محل الدراسة أو التحدث، بحيث يبدو بصورة أكثر شمولية، ويمكن من وضع أكبر قدر ممكن من المعلومات والأفكار التى تدور فى الذهن، وإذا وضعناها فى الاعتبار عند تعاملنا مع القرآن نجد أن سورة البقرة التى تسمى فسطاط القرآن هى أطول سور القرآن وتبدو فى نظر كثير ممن يقرؤها أو يسمعها أو يحفظها بها موضوعات شتى تزاحمه عند قراءتها أو تدبرها وتظل مشاهدها تجول فى خاطره دون أن يلحظ رابطاً عاماً ينظم هذه المشاهد المتعددة وهو محور: (العبادة)، وهذا المحور العام تنتظم تحته خمسة موضوعات هى: «أصناف الناس فى الحياة، من الآية: (1) إلى الآية (20)، العبودية وأهميتها، وقصة بدايتها من الآية: (21) إلى الآية (39)، حقيقة العبودية مع صور ونماذج لها من الآية: (40) إلى الآية (152)، شمولية العبادة لكل نواحى الحياة من الآية: (153) إلى الآية: (253) وهو الفصل الأطول فى هذه الموضوعات، والموضوع الأخير يرتكز على كون التعظيم أساس العبودية من الآية (254) إلى الآية (286)»، لذا فإن هذه الموضوعات لو وضعها القارئ فى مخيلته، لفتحت له آفاقاً فى الفهم، فهذه هى سنام القرآن وفسطاط القرآن ومن أعظم السور، لأنها فصلت فيها الأحكام، وضربت فيها الأمثال، وأقيمت بها الحجج، ولم تشتمل سورة على ما اشتملت عليه سورة البقرة، وكثرت أسماء وأوصاف التشريف لهذه السورة العظيمة التى تأتى فى صدر كتاب الله العزيز، ونقل عن ابن كثير: «فى سورة البقرة ألف أمر، وألف نهى، وألف خبر»، وللحديث بقية إن شاء الله.