دكتور عاطف عبداللطيف رئيس جمعية «مسافرون» ونائب رئيس مستثمرى مرسى علم
مصر قادرة بقوة لتصدر المشهد السياحى العالمى
موسم الشتاء الأفضل هذا العام وتوقعات الصيف مبشرة
اللجنة الاستشارية لمجلس الوزراء نجحت فى حل ٣٥٪ من التحديات المتعلقة بتراخيص المشاريع السياحية الجديدة
أناشد الحكومة إعادة النظر فى إعادة هيئة التنمية السياحية لوزارة السياحة
قلة أسطول النقل السياحى والمراسى الخاصة بالفنادق العائمة والرسوم المرتفعة أكبر التحديات التى تواجه القطاع
نجاح حملات الدعاية والترويج للمقصد المصرى وراء زيادة الحركة السياحية الوافدة
مطلوب عودة المجلس الأعلى للسياحة برئاسة الرئيس
قرار عودة سيارات الدفع الرباعى يزيد حركة السياحة الصحراوية بنسبة ٣٠٪
المتحف المصرى الكبير هدية مصر للعالم والتجلى الأعظم يجذب الآلاف من الباحثين عن التجربة الروحانية
قال الدكتور عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة وعضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء ونائب رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، رسالتنا للعالم اليوم خلال مشاركتنا فى بورصة برلين السياحية ITB، إن مصر الوجهة الآمنة والمتنوعة التى تلبى احتياجات الجميع». مع المقاصد السياحية الجديدة مثل المتحف المصرى الكبير ومشروع التجلى الأعظم بشرم الشيخ، وهو ما يؤكد أن مصر قادمة بقوة لتتصدر المشهد السياحى العالمى.
وفى حواره لـ«دنيا السياحة» قال رئيس جمعية «مسافرون للسياحة» موسم الشتاء هذا العام يعد من أفضل المراسم الشتوية، حيث شهد نموًا إيجابيًا مقارنة بالشتاء الماضى، واستعادت مصر الحركة السياحية بشكلها الطبيعى وساعد على ذلك الخطط التى تم وضعها من وزارة السياحة بعدم الاعتماد على أسواق بعينها خاصة بعد أحداث روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب الدائرة بينهم فكان من الضرورى تعويض هذين السوقين بالاتجاه لفتح اسواق وجنسيات متنوعة أخرى فى شرم الشيخ مثل التشيك وبولندا وكازاخستان وتركيا، ارتفع عدد السائحين الوافدين من الأسواق الرئيسية مثل بريطانيا وألمانيا، هذا النمو يعكس ثقة السائحين فى مصر كوجهة سياحية آمنة ومتنوعة، خاصة فى ظل تحسن البنية التحتية والخدمات السياحية».
وتابع «عبداللطيف» أن التوقعات تشير إلى موسم صيف قوى بفضل الحجوزات المبكرة من الأسواق الأوروبية والعربية، وجهود وزارة السياحة فى الترويج لمصر فى المعارض الدولية وتسهيل إجراءات التأشيرات الذى سينعكس إيجابًا على الحركة السياحية من السوق الأوروبى الذى يشهد طلبًا متزايدًا، ونحن مستعدون لاستقبال هذا التدفق من خلال تطوير البنية التحتية وزيادة عدد الغرف الفندقية، وما تشهده مصر حاليًا ليس مجرد تحسن فى الأرقام، بل هو ثورة سياحية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فى موسم الشتاء الحالى، ارتفعت أعداد السائحين بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضى، حيث وصل أكثر من 4.2 مليون سائح ليستمتعوا بجمال البلاد وأمنها.
وأشار إلى انه رغم التوقعات بموسم صيف مبشر، ولكن هناك مشكلات يجب حلها لضمان قدرة القطاع على تلبية هذا الطلب، أحد أكبر التحديات هو عدم كفاية الطاقة الاستيعابية للطيران، حيث إن عدد الرحلات الجوية المباشرة إلى مصر لا يزال محدودًا، ما يدفع الكثير من السياح إلى اختيار وجهات أخرى توفر رحلات أكثر سهولة وأقل تكلفة، هذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على حركة السياحة، حيث أن الرحلات الجوية هى المفتاح الرئيسى لتسهيل تدفق السياح، وإذا لم يتم التوسع فى عدد الخطوط الجوية المباشرة، فإن هذا سيحد من قدرة مصر على استيعاب النمو المتوقع.
وقال عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء: «الطريق إلى 30 مليون سائح» والوصول إلى هذا الرقم الطموح بحلول 2028 لم يعد مجرد حلم، بل هدف تسعى الدولة لتحقيقه عبر خطط مدروسة تشمل زيادة السعة الفندقية، وتوسيع خطوط الطيران، وتقديم حوافز للمستثمرين، والفنادق الجديدة التى يتم إنشاؤها حاليًا ستضيف الآلاف من الغرف، مما سيعزز قدرة مصر على استقبال التدفقات السياحية المتزايدة، ومصر على أعتاب تحقيق نهضة سياحية كبرى بفضل المشروعات العملاقة، التعاون الحكومى والخاص، والاستراتيجيات الطموحة، ونحن واثقون بأن العام المقبل سيشهد نتائج ملموسة من الجهود المبذولة على كافة المستويات».
وأشاد «عبداللطيف» باللجنة الاستشارية التى شكلها رئيس الوزراء والتى تضم رجال أعمال ومستثمرين سياحيين مؤكدًا ان بالفعل بدأت المشاكل البيروقراطية التى كانت تعيق الاستثمارات فى التلاشى تدريجيًا. فى خلال شهرين فقط، تم حل 35% من التحديات المتعلقة بتراخيص المشاريع الجديدة، مما يعزز الثقة لدى المستثمرين فى السوق المصرى.
وطالب «عبدالطيف» الحكومة بإعادة النظر فى عودة هيئة التنمية السياحية لوزارة السياحة، لأن فكر هيئة التنمية السياحية يختلف تمامًا عن فكر وزارة الاسكان، ورغم انها وزارة كبيرة وعظيمة الا ان استراتيجيتها تعتمد على الاستثمار العقارى والسكنى وبيع الأراضى فى المقام الأول، وهذا يختلف تمامًا عن التنمية السياحية ذات الاستثمار طويل الآجل إلى جانب تشغيل العمالة وإستجلاب العملة، كما ناشد الحكومة بالتدخل لتقليل قيمة الفائدة على الاستثمار السياحى والمحددة ٣٢٪ وهى نسبة مرتفعة جدًا وتعجيزية امام الاستثمار السياحى.
وأشار نائب رئيس مستثمرى مرسى علم إلى أن قطاع السياحة فى مصر يعيش مرحلة من التحديات والفرص المتداخلة، فبينما تسجل أعداد السياح الوافدين ارتفاعًا كبيرًا وتحقق مصر أرقامًا قياسية، فإن هناك مشاكل هيكلية لا تزال تعيق تحقيق المستهدفات الطموحة التى وضعتها الدولة، وأبرزها استقبال 30 مليون سائح سنويًا. هذه الأرقام تتطلب استعدادًا استثنائيًا، ليس فقط من حيث الترويج السياحى، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالبنية التحتية، والخدمات، والتشريعات التى تسهل الاستثمار فى القطاع، وهو الأمر الذى لا يزال يواجه عوائق كبيرة تحتاج إلى حلول جذرية، حيث تتمثل التحديات الأساسية فى الإجراءات البيروقراطية، الحاجة إلى تطوير البنية التحتية، وتوفير التسهيلات المالية، فى شرم الشيخ تحديدًا، نحتاج إلى مزيد من الاستثمارات فى مشاريع النقل والبيئة لتعزيز التنافسية».
وتابع: من التحديات قلة أسطول النقل السياحى فى المناطق السياحية والذى لايتناسب مع الحركة المتوقعة، وكذلك ضرورة توفير الكهرباء فى مرسى علم، وعن نفسى تقدمت منذ ٣ سنوات للحصول على الكهرباء وكان الرد لايوجد قدرة ولا محطات واشتغل بالسولار رغم تكلفتة المرتفعة جدًا بالمقارنة بالكهرباء توازى خمسة اضعاف وغير صديق للبيئة، ومن التحديات أيضًا قلة عدد المراسى الخاصة بالسياحة النيلية، ومطلوب زيادتها من نيل القاهرة حتى اسوان والعكس، فلابد من وجود مراسى سياحية آمنة ومريحة لرسو المراكب منعًا لحدوث التكدسات إلى جانب البيروقراطية والوقت الطويل الذى يستغرق فى استصدار التراخيص وضرورة إعادة النظر فى الرسوم المرتفعة التى يتم فرضها فمطلوب مساندة ودعم الفنادق العائمة وان يكون الطريق الملاحى سريع وآمن وتوفير الخدمات من القاهرة حتى اسوان والعكس.
وقال «عبداللطيف»: متوقعين أن تشهد الفترة القادمة حركة سياحية كبيرة نتيجة لنجاح حملات الدعاية والترويج للمقصد المصرى فى كافة الاسواق إلى جانب ما تتمتع به مصر من حالة الأمن والاستقرار وهو عامل مهم جدًا لجذب مزيد من الحركة الوافدة من كل دول العالم ولديهم رغبة شديدة لزيارة مصر من أمريكا وكندا ودول شرق أوروبا وآسيا وللأسف يحد من ذلك عدد الطيران والرحلات القادمة لمصر ومطلوب زيادة خركة الطيران والرحلات من البلاد المستهدفة، ومطلوب زيادة عدد الرحلات الداخلية داخل مصر مثل الأقصر وشرم الشيخ والغردقة على ان تكون مواعيد رحلاتها مناسبة للسائح بحيث لاتكون المواعيد مبكرة جدًا أو متأخرة جدًا ولابد من ربط مواعيد السياحة الداخلية وعدد الرحلات بحركة السياحة وخطط المراكب العائمة فى الأقصر وأسوان، لابد من تحديث مواعيد الطيران الداخلى وزيادة اعدادها خاصة انها غير كافية لاستيعاب الحركة المتوقعة
وطالب «عبداللطيف» بعودة المجلس الأعلى للسياحة برئاسة الرئيس لتوحيد الجهود بين القطاعات المختلفة وضمان تجاوز العقبات بسرعة، تنسيق الجهود على أعلى المستويات سيمكن مصر من تحقيق أهدافها السياحية فى وقت قياسى.
وأكد عضو مستثمرى جنوب سيناء ان مدينة شرم الشيخ، باعتبارها واحدة من أهم المقاصد السياحية فى مصر، شهدت نسبة إشغال مرتفعة وصلت إلى أكثر من 75% فى بعض الفترات، ولكن رغم ذلك فإن المدينة لا تزال تعانى مشاكل تتعلق بالبنية التحتية والخدمات. هناك نقص واضح فى العمالة المدربة، حيث يواجه أصحاب الفنادق صعوبة فى العثور على موظفين مؤهلين لتقديم خدمة بجودة عالية، وهو ما يعود إلى ضعف برامج التدريب والتأهيل فى القطاع، بالإضافة إلى مغادرة الكثير من الكوادر المدربة إلى الخارج للعمل فى دول تقدم رواتب أعلى وظروف عمل أفضل. هذه المشكلة تؤثر على تجربة السياح، حيث إن جودة الخدمة تعتبر من العوامل الأساسية فى قرار السائح بشأن العودة إلى نفس الوجهة أو اختيار وجهة أخرى فى المستقبل.
ومن أبرز الجنسيات الوافدة إلى شرم الشيخ السياح البريطانيون، الألمان، الإيطاليون، والأوكرانيون. كما أن هناك إقبالًا متزايدًا من الأسواق العربية والخليجية، مثل السعودية والإمارات والكويت، أما السياحة الروسية فلا تزال تلعب دورًا مهمًا رغم التحديات الجيوسياسية. هناك أيضًا زيادة فى التدفقات من السوق الألمانى، البريطانى، والإيطالى، ما يخلق تنوعًا ضروريًا لاستدامة القطاع السياحى».
وأشاد «عبداللطيف» بقرار الدولة بالسماح لسيارات الدفع الرباعى فى شرم الشيخ لفتح الباب أمام سياحة المغامرات ورحلات السفارى. مع تطبيق معايير أمان صارمة، من المتوقع أن ترتفع نسبة الإقبال على السياحة الصحراوية بنسبة 30% خلال العامين المقبلين.
وأكد عضو مستثمرى جنوب سيناء ان مشروع التجلى الأعظم فى سانت كاترين، وجهة دينية عالمية، يجسد الروحانية والجمال الطبيعى، ومع انتهاء المرحلة الأولى من التطوير بتكلفة 500 مليون جنيه، تستعد المدينة لاستقبال آلاف الزوار الباحثين عن التجربة الروحية والهدوء.
المتحف المصرى الكبير مغناطيس يجذب العالم، وافتتاحة ليس مجرد حدث ثقافى، بل نقطة تحول فى السياحة المصرية، هذا الصرح الضخم يستعد لاستقبال 5 ملايين زائر سنويًا، وهو ما سيسهم فى تنشيط السياحة الثقافية، بالإضافة إلى الفعاليات والأنشطة التى سيتم تنظيمها داخله لجذب العائلات والأطفال.