مؤلف مسلسل معاوية يرد على منتقديه وينهي الجدل المثار

رد الكاتب المصري خالد صلاح مؤلف مسلسل معاوية، عن الانتقادات التي لاحقت العمل الدرامي الذي أثار حالة من الجدل خلال الأيام الأخيرة الماضية بسبب الخلافات والأخطاء التاريخية بشأن شخصية معاوية، ولأسباب دينية تتعلق بتجسيد الصحابة والخلفاء الراشدين وقرار منعه من العرض في العراق.
أول تعليق من خالد صلاح مؤلف مسلسل معاوية
كتب خالد صلاح بيان رسمي عبر حسابه على الفيسبوك قائلًا :" معاوية ، لم يكن مجرد رجل دولة، أو قائد عسكري يخوض معاركه على أسنة الرماح ، بل كان إنسانًا، صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيًا حين تستدعي الحاجة، ولينًا حيث ينبغي التروي والتدبر، حين بدأنا هذا المشروع مع MBC Studios، لم تكن غايتنا أن نصوغ حكاية تُضاف إلى سجل الروايات المتضاربة، ولم يكن قصدنا أن ننتصر لرؤية على أخرى ، أردنا أن نقترب من معاوية، لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه".

وأضاف صلاح :" حكايتنا في هذا المسلسل ليست عن رجل يبحث عن السلطة لمجرد السلطة، ولم تكن قصة رجل خُلق لينتصر أو يُهزم، بل كانت مسيرة رجل تعلم كيف يتحايل على الريح، كيف لا يواجه العاصفة بعناد المغامرين، بل بحكمة من يعرف أن البحر لا يخضع إلا لمن يتقن فن الإبحار، لهذا كان معاوية شخصية درامية بامتياز، لأنه لم يكن ذلك القائد الذي يحسم الأمور بحد السيف وحده ، بل كان ذلك العقل الذي يحسب كل خطوة، ويدرك أن الزمن، في النهاية، هو أذكى اللاعبين".
واختتم كلامه :" في معاوية، لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم ، لم نبحث عن الحقيقة في صياغاتها الجامدة، بل حاولنا أن نرى الإنسان خلف السياسة، وأن نعيد قراءة القصة بعيدًا عن صخب الروايات المتضادة. لم ننظر إليه كحاكم نقش اسمه في كتب التاريخ ، بعض الكتب مجدت سيرته ، وبعضها لعنته بلا هوادة ، بل رأيناه كروح عاشت، وتألمت، وانتصرت، روح ساقتها الضرورة إلى الهدى أحياناً ، و إلى الخطايا أحياناً أخرى ، ثم سارت إلى قدرها مثل كل من سبقوها ، المسلسل ليس عن صراع صحابة تقاتلوا ، لكنه عن إنسان خاض صراعه الأول مع نفسه ، ثم دارت به طاحونة الصراعات مخيراً أو مجبراً حتى نهاية العمر".

