رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

سيد العبيدي يكتب: "الحلقة الأولى من معاوية".. طحين بلاطحن في المسلسل المثير للضجة

بوابة الوفد الإلكترونية

 بعد مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل ”معاوية" الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي على شبكة قنوات (mbc) السعودية، الذي يروي جزءًا من حقبة تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي تتناول سيرة ونشأة وحياة الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان "كاتب وحي" رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الخليفة الأموي الأول والسَّادِس في ترتيب الخُلفاء للنبيِّ مُحَمَّد، وأوَّلُ مَلكٍ في الإسلام..تأليف الكاتب الصحفي خالد صلاح وإخراج طارق العريان.

 وفي إطار مشاهدة الحلقة الأولى كمتابع شاهد عشرات الأعمال الدرامية التاريخية منها على سبيل المثال لا الحصر مسلسل "عمر بن الخطاب - الإمام - صقر قريش - الحجاج بن يوسف الثقفي - القعقاع بن عمرو التميمي - ملوك الطوائف - ربيع قرطبة - محمد الفاتح - قيامة ارطغرل - المؤسس عثمان" وغيرها الكثير من الأعمال التاريخية، ومع تقديري الكامل للتاريخ الإسلامي الذي يستحق الاعتزاز به وتناول أحداثه بشكل قوي وسليم يعظم الصورة الذهنية حول سيرة هؤلاء الرجال العظماء عند المسلمين وغير المسلمين جاءت الحلقة الأولى من المسلسل على غير المتوقع رغم تأجيل الشركة المنتجة عرضه موسمين والحديث عن تكلفة مالية ضخمة تجاوزت 100 مليون دولار.

 ظهر في الحلقة الأولى من المسلسل أداء أغلب الممثلين ضعيف وقد يكون من دون المستوى، فالمعروف عن العرب فصاحة اللسان والبلاغة لاسيما في الحوار الذي هو أصل الحبكة الدرامية التي تتكون منها القصة وترابط الأحداث من أجل توليد أثر عاطفي، أو فني لدى المشاهد، وهو ما لم يظهر في كثير من المشاهد منها مشهد الحوار الذي دار بين أبي سفيان ووجهاء قريش في الإحتفال بميلاد معاوية ومشهد الحوار بين أبي سفيان وعمرو بن العاص قبل ذهابه إلى بلاد الحبشة ومشهد الحوار بين أبي سفيان وهند ومشاهد أخرى خلت من الحبكة الدرامية التي تدفع المتابع إلى التركيز والحرص على المشاهدة بشغف من دون ملل أو نفور.

 إلى جانب الإصرار إلى تسريع الأحداث والقفز بشكل فج على فترة زمنية مهمة في حياة الخليفة معاوية كان لا يجب إهمالها وهي فترة تأسيسه والتي تميز فيها بالذكاء والفنطة المأخوذة عن أمه هند بنت عتبة، فقد اشتهرت بذكائها ودهائها السياسي، وكان لها حضور قوي في مجتمع مكة، والده أبي سفيان الذي قال عنه ذات يوم: "إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه"، فردّت أمه هند بقولها: "ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة".

 كذلك تجاهل العمل اللقاء التاريخي بين عمرو بن العاص والنجاشي ملك الحبشة، وحصر أغلب مشاهد الحلقة الأولى في شخص أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية لمجرد أنه والد معاوية، بينما في تلك الحقبة كانت الزعامة في قريش لأبي طالب عم النبي وأبي الحكم بن هشام "أبوجهل" وحمزة عم الرسول وعقبة ابن أبي معيط وأمية بن خلف والنضر بن الحارث وسهيل بن عمرو وأبو عبد شمس الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة جد معاوية لأمة هند بنت عتبة والذي غاب أيضًا عن الحلقة وعن المسلسل رغم أن معاوية شهد مصرعه في غزوة بدر على يد حمزة بن عبدالمطلب وكان شابًا في عمر السابعة عشرة هو ما لم يتطرق إليهم العمل أو حتى يشير إليهم على لسان "هند" التي أكلت من كبد سيد الشهداء حمزة بعد استشهاده انتقامًا لأبيه عتبة جد معاوية وشيبة بن ربيعة أخو جده، والوليد بن ربيعة خاله، وحنظلة بن أبي سفيان أخوه، وعقبة بن أبي معيط ابن عم أبيه.

 ولم تعكس الحبكة الدرامية ومشاهد المعارك ومبارزة معاوية ويزيد أو حتى سباقهم بالخيل وسفرهم إلى دمشق أهمية الحقبة التاريخية والشخصيات التي تناولها المسلسل، كما اختفت غزوة بدر وغزوة أحد وتفاصيل المعارك والتحضير لها وتوالت الأحداث التي تضمنتها مشاهد الحلقة بصورة منقوصة دفعتني شخصيًا إلى الملل وفقدان الشهية في المتابعة منذ البداية.

 وفي مشهد لقاء أبي سفيان "هرقل ملك الروم" وسؤال الأخير عن النبي الذي ظهر في جزيرة العرب، فضلًا عن أنه لا جدوى من التحدث باللغة الإنجليزية ووجود مترجم كان الأحرى أن يتحدث الممثل الذي جسد دور "هرقل" باللغة العربية فهذا لا ينتقص من العمل ولا يضيف له أهمية كونه يتحدث باللغة الإنجليزية إضافة إلى أن نص الحوار الذي دار بين الطرفين منقول عن مسلسل "عمر" إنتاج 2012 من تأليف وليد سيف وإخراج الراحل حاتم علي والذي أظهر خلاله الفنان التونسي "فتحي الهداوي" مؤدي دور أبي سفيان بلاغة رائعة خلال الحوار هو الفنان محمد قريع مؤدي دور هرقل قيصر الروم.

 ما سبق ليس انتقادًا للمسلسل والجهد المبذول، لكنه مجرد ملاحظات نأمل أن تعوضنا الحلقات المقبلة عنها.. ولنا حديث آخر.