رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

على خطى الأحباب(1): عندما التقى النبي بأخته الشيماء

بوابة الوفد الإلكترونية

في ربيع الجزيرة العربية، حيث السهول الممتدة والجبال الشامخة، وُلدت قصة أخوّة فريدة بين النبي محمد ﷺ وأخته من الرضاعة، الشيماء بنت الحارث السعدية، هذه القصة تعكس عمق الروابط الإنسانية التي تتجاوز حدود الدم والنسب، لتصل إلى أسمى معاني الحب والوفاء.

طفولة مشتركة في ديار بني سعد

نشأ النبي محمد ﷺ في ديار بني سعد، حيث أرضعته السيدة حليمة السعدية. في تلك البيئة البدوية، ترعرع مع إخوته من الرضاعة، وكان للشيماء دور خاص في حياته. كانت تحمله وتلاعبه، وتغني له:

يا ربَّنـا أبقِ لنا محمدًا
حتى أراه يافعـاً وأمـردا
ثم أراه سـيداً مسـودا
واكبتْ اعاديه معاً والحُسَّدا
وأعطه عزاً يدوم أبدا

هذه الأبيات تعكس حب الشيماء العميق لأخيها الصغير وتطلعها لمستقبله المشرق.

لقاء بعد سنوات الفراق

مرت السنوات، وكبر النبي محمد ﷺ وأصبح رسول الله. وفي غزوة حنين، وقعت الشيماء أسيرة في أيدي المسلمين دون أن يعرفوا هويتها. أعلنت لهم: "تعلمون والله أني لأخت صاحبكم من الرضاعة". لم يصدقوها حتى جاؤوا بها إلى النبي ﷺ. عندما أخبرته بذلك، سألها عن علامة تثبت صدقها. فذكّرته بعضة كان قد عضّها إياها في صغرهم. عندها، عرف النبي ﷺ صدقها، وبسط لها رداءه، وأكرمها، وخيّرها بين البقاء معه أو العودة إلى قومها، فاختارت العودة.

 قيمة الأخوّة والوفاء

هذه القصة تحمل في طياتها دروسًا عميقة عن قيمة الأخوّة والوفاء، تُظهر كيف أن الروابط التي تُبنى في الطفولة تبقى راسخة في الذاكرة، وكيف أن النبي ﷺ قدّر هذه العلاقة وأعطاها حقها من الاحترام والتقدير.

 

في زمننا الحالي، نحن بحاجة إلى استلهام مثل هذه القصص لتعزيز قيم المحبة والوفاء في مجتمعاتنا. فكما سار النبي ﷺ على خطى الأحباب، يجب أن نسير نحن أيضًا على نفس الخطى، مُقدّرين العلاقات الإنسانية ومُعزّزين لأواصر المحبة والاحترام.