رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تحسين الأسطل لـ"الوفد": إسرائيل حجبت الحقيقة عن العالم

نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين يكشف جرائم الاحتلال ضد "صاحبة الجلالة"

الدكتور تحسين الأسطل
الدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين

تحسين الأسطل: الاحتلال الإسرائيلى حجب العالم عن رؤية الحقيقة ومنع 4000 صحفى أجنبى من دخول غزة

د. تحسين الأسطل: أنشأنا 3 مراكز دعم إعلامى فى غزة لمساعدة الصحفيين فى مواجهة الحرب

الاحتلال يحارب الكلمة.. أكثر من 200 شهيد من الصحفيين و535 مصاباً و89 مؤسسة إعلامية مدمرة

الصحافة الفلسطينية كشفت وجه الاحتلال رغم محاولات إخفاء الحقيقة

نقابة الصحفيين المصريين ساندت الصحفيين الفلسطينيين فى محنتهم وعاملتهم كأبناء الوطن

مصر تصدت لتهجير 2 مليون و300 ألف فلسطينى

استشهاد 200 صحفى فلسطينى واستهداف عائلاتهم فى حرب الإبادة

الصحفيون الفلسطينيون يواجهون حرباً مفتوحة على الحقيقة

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تنبأت باستهداف الاحتلال المباشر للصحفيين منذ اليوم الأول للعدوان

الصحافة الفلسطينية مستمرة فى مقاومة الاحتلال وتوثيق الحقيقة

محاولات يائسة لتجاوز منظمة التحرير الفلسطينية

الاحتلال يضيّق الخناق على الإعلام الفلسطينى

الحرب على الصحافة الفلسطينية: الاحتلال يقصف منازل الصحفيين ويحارب الحريات

مصر ساندت الصحفيين الفلسطينيين فى معركتهم ضد الاحتلال

الصحفيون الفلسطينيون أثبتوا عزيمتهم فى مواجهة حرب الإبادة

الصحفى الفلسطينى محاصر بين القصف والتهديدات

الاحتلال يشن حرباً مدمرة لإسكات صوت فلسطين

 

 فى قلب المعركة الدامية.. حيث تتناثر أشلاء الحقيقة تحت وطأة القصف والدمار، يقف الصحفيون الفلسطينيون كجسرٍ بين الواقع المأساوى والعالم المترقب، يروون قصة شعبهم الذى يُباد على مرأى من العالم، يتنقلون بين الركام لا يهابون الموت، يحملون كاميراتهم وأدواتهم الثقيلة كالحجر بعزيمة أثقل. يوثقون الأحداث والآلام رغم زخات الرصاص التى تلاحقهم، والقذائف التى تستهدف كل لحظة من وجودهم.

فى ظل القصف المتواصل وتدمير المؤسسات الإعلامية، أصبح الصحفى الفلسطينى أسمى من مجرد ناقل للحدث، بل هو مرآة أوجاع شعبه، إنه الجندى الذى يقاوم بالحق ويُعرّى زيف الاحتلال، يواجه المجهول يومًا بعد يوم، ويعيش تحت وطأة الرعب، لكن صوته يظل ثابتًا لا يتزعزع.

«مخاطر فى الميدان».. كشفها الدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، خلال حديثنا معه الذى فتح لنا أبواب المعاناة التى يواجهها الصحفى الفلسطينى، متحديًا شبح الموت والتهديدات المستمرة. وقدم لنا صورة حية عن التحديات التى يواجهها الصحفيون فى ظل العدوان المتواصل، ودور النقابة فى حماية حقوقهم. ورفع الصوت فى وجه العدوان المستمر على حرية الصحافة وإسكات الحقيقة. كيف يعيش الصحفى الفلسطينى وسط الجحيم؟ وكيف تصدت نقابة الصحفيين لظلم الاحتلال الذى لا يُحتمل؟

إلى نص الحوار..

 < كيف تصف واقع الصحافة الفلسطينية تحت الاحتلال والحصار؟ وهل ما زالت قادرة على أداء دورها رغم كل التحديات؟

- واقع الصحافة الفلسطينية أصبح مؤلمًا جدًا منذ بداية الحرب على قطاع غزة وما تبعها من تصعيد خطير على الضفة الغربية وسائر الأراضى الفلسطينية، حيث إن العمل الصحفى فى ظل هذه الظروف يشكل تحديًا بالغ الخطورة، فكيف إذا كان فى مواجهة حرب إبادة؟.. ولكن رغم كل هذه المخاطر والتحديات استطاعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن تبذل جهودًا كبيرة لتوفير كل ما يلزم من دعم وتمكين الصحفيين الفلسطينيين للقيام بدورهم المهنى والإنسانى فى نقل الحقيقة للعالم.

< كيف تواجه الصحافة الفلسطينية محاولات التكميم والاستهداف الممنهج من قِبل الاحتلال؟

- منذ اليوم الأول للعدوان، تنبأت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بخطورة الأوضاع، وما سيؤول إليه واقع الصحفيين من استهدافات مباشرة من قِبل الاحتلال الإسرائيلى، وهو ما تجسد بالفعل فى الاعتقالات والممارسات الوحشية التى شملت الاستهداف المباشر للصحفيين، بدءًا من القصف المستمر وصولًا إلى تدمير المؤسسات الإعلامية بالكامل، بالإضافة إلى استهداف الصحفيين فى الميدان وحتى فى منازلهم مع أسرهم. هذه الهجمات الممنهجة أسفرت عن استشهاد أكثر من 200 صحفى، إلى جانب مقتل 70 من أقاربهم من الدرجة الأولى، ما يبرز نية الاحتلال المُبيّتة فى استهداف الصحافة الفلسطينية، وإخراس صوتها، وترهيب الصحفيين لمنعهم من أداء رسالتهم الإنسانية والمهنية.

< الصحفى الفلسطينى يواجه الاحتلال والتضييقات الداخلية.. كيف تواجه النقابة هذه المعضلة؟

- بالتأكيد واجه الصحفى الفلسطينى ظروفًا قاسية فرضتها الحرب؛ من انقطاع الاتصالات، وعدم توفر الإنترنت، وغياب المقرات، فضلًا عن منع الاحتلال الإسرائيلى دخول التجهيزات الإعلامية الضرورية، مما جعل الصحفيين فى وضع بالغ الصعوبة حيث أصبحوا غير قادرين على تعويض أى من أدواتهم الأساسية مثل الكاميرات، الشواحن، معدات السلامة المهنية وحتى الكهرباء، إلا أن الصحفيين الفلسطينيين استطاعوا التغلب على هذه التحديات الكبرى، وواصلوا أداء رسالتهم الصحفية بكل شجاعة. وفى مواجهة هذه الظروف الاستثنائية، أنشأت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ثلاثة مراكز للتضامن الإعلامى فى مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث وفرت للصحفيين الأدوات اللازمة للعمل الصحفى؛ مركز بجنوب قطاع غزة فى خان يونس ومركز بوسط القطاع فى دير البلح، وآخر فى مستشفى المعمدانى بغزة، وأيضا تابعت بشكل مستمر التواصل مع الصحفيين فى المستشفيات التى كانت تستقبلهم، مثل المستشفى الكويتى فى رفح قبل تدميره، ومستشفى ناصر فى خان يونس، ومستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح، ومستشفى الشفاء فى غزة، والمستشفى الإندونيسى بشمال القطاع.

< الاحتلال الإسرائيلى لا يقتل الصحفيين جسديًا فحسب بل يحاول طمس الرواية الفلسطينية عالميًا.. كيف ترد على ذلك؟

- لقد سعى الاحتلال الإسرائيلى منذ بداية عدوانه على الأراضى الفلسطينية إلى منع الصحفيين الفلسطينيين من أداء رسالتهم المهنية والإنسانية، مستخدمًا كل أساليب القتل المتعمد والاستهداف المباشر، ناهيك عن تعرض جميع الصحفيين الفلسطينيين لتهديدات مباشرة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية التى قامت بالتحريض ضدهم، بالإضافة إلى التهديدات المباشرة التى مورست عليهم من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، حيث كانت تتصل بالصحفيين بشكل متواصل لممارسة الضغط عليهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شملت الهجمات قصف منازل الصحفيين واستهداف مصادر معلوماتهم، ورغم هذه الهجمات الوحشية، واجه الصحفيون الفلسطينيون خطر الإبادة المهنية وتمسكوا بكل السبل الممكنة لإيصال رسالتهم، وتمكين الرواية الفلسطينية من الوصول إلى العالم.

وفى خطوة تُدلل على نية الاحتلال فى إخفاء الحقيقة، منع 4000 صحفى أجنبى، كانوا قد وصلوا بالفعل إلى الأراضى الفلسطينية، من دخول قطاع غزة، وهو رقم لو حدث فى أى مكان آخر فى العالم لكان قد أثار عاصفة من الإدانات والمطالبات بالعقاب، إلا أن هذا المنع مرّ مرور الكرام دون أن يتحدث أحد عن هذا التصرف، وكان من ضمن الممنوعين مع المفارقة الشديدة 840 صحفيًا أمريكيًا وصلوا بالفعل إلى المنطقة من دخول القطاع. وحتى بعد وقف إطلاق النار وبدء الهدنة، لا يزال الاحتلال يواصل منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة لحجب العالم عن رؤية الجرائم التى تُرتكب بحق الإنسانية فى غزة.

< هناك صحفيون استشهدوا أثناء التغطية الميدانية وآخرون أصيبوا ومؤسسات إعلامية دُمّرت.. هل لدى النقابة إحصائيات دقيقة حول هذه الخسائر؟

- حتى اللحظة، ارتقى أكثر من 200 صحفى شهيدًا منذ بداية العدوان، وأصيب 535 آخرون، بينما تم تدمير 89 مؤسسة إعلامية من وسائل إعلام محلية وعربية ودولية، بالإضافة إلى إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية فى الضفة الغربية وتدمير غالبية منازل الصحفيين. الصحفيون فى قطاع غزة، الذين يقدر عددهم بحوالى 1300 صحفى، تعرضوا لمجموعة من المعاناة التى تشترك فيها مع معاناة شعبنا الفلسطينى، بدءًا من التهجير القسرى، والعيش فى مخيمات النزوح، إلى الملاحقة المستمرة. وعلى الرغم من هذه الظروف القاسية، كان على الصحفى أن يتصدى لواجباته المهنية وفى الوقت ذاته أن يحافظ على أسرته ويرعاها فى ظل الظروف الخطيرة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى.

< كيف ترى الدعم العربى للصحفيين الفلسطينيين فى مواجهة التحديات خلال الحرب؟

- نحن فى نقابة الصحفيين الفلسطينيين ندعو الضمير الإنسانى والعربى للاستيقاظ فى مواجهة الجرائم التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى والصحفيون فى ظل الحرب المستعرة، حيث يواجه الصحفى الفلسطينى حربًا شاملة بكل مقومات الدولة العسكرية والسياسية والاقتصادية. ونحن فى نقابة الصحفيين الفلسطينيين فتحنا آفاق التعاون مع كل المنظمات العربية الشقيقة من أجل مساندة الصحفى الفلسطينى.

وبالتالى يحتاج الصحفى الفلسطينى إلى مساندة ودعم مستمر من الإعلاميين العرب، وخاصة الإعلام المصرى، مصر أم الدنيا لعبت دورًا بارزًا فى الوقوف إلى جانبنا. لقد توصلنا إلى اتفاقيات مهمة مع نقابة الصحفيين المصريين، التى تعاملت مع الصحفيين الفلسطينيين الموجودين الآن فى أراضيها كالصحفيين المصريين، وهذه وقفة لن ننساها من جانب أشقائنا فى مصر، كما أن هناك دعمًا متواصلًا فى التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين. هذا الدعم العربى القوى، الذى يؤمن بحق الصحفيين فى أداء رسالتهم المهنية والإنسانية، هو السبيل الوحيد لضمان الحصانة والحماية لهم.

< كيف ترى دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية؟ وما تقييمك لتغطية الإعلام المصرى للأحداث؟

- لقد لعبت مصر دورًا محوريًا ورئيسيًا فى حماية الشعب الفلسطينى وإحباط المخططات الإسرائيلية التى كانت تهدف إلى تهجير 2 مليون و300 ألف فلسطينى من قطاع غزة، حيث منعت هذه الجريمة ورفضت هذا المخطط الاستعمارى الذى تبنته الإدارة الأمريكية بشكل رسمى. مصر تظل شريكة حقيقية لفلسطين فى مسيرتها نحو الاستقلال وتقرير مصيرها، وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال دعمه المستمر والمساندة القوية لشعبنا. لا يمكننا نسيان وقفة النقابات المصرية والإعلام المصرى الذى يتبنى قضية فلسطين والدفاع عن الصحفيين الفلسطينيين فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. إننا نتطلع إلى أن تستمر مصر فى هذا الدعم وتعمل على ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لإجباره على الالتزام بالاتفاقيات واستمرار إدخال المساعدات رغم منعها من قِبل الاحتلال الإسرائيلى، وإعادة إعمار قطاع غزة، وهو الدور الذى أثبتت مصر ريادتها فيه.

وأثبت الإعلام المصرى، بكل قنواته الخاصة والرسمية، دعمه المستمر والراسخ للقضية الفلسطينية، مدافعًا عن حقوق الشعب الفلسطينى وعن الصحفيين الفلسطينيين فى وجه الاعتداءات الإسرائيلية. لم يكن الدور الإعلامى المصرى فى تغطية الأحداث بفلسطين مجرد تقارير صحفية، بل كان رسالة وطنية عظيمة، تظهر مواقف مصر الثابتة على المستويين الرسمى والشعبى. وما يميز هذا الدعم هو التزامه المستمر، ووقوف الصحافة المصرية دائمًا إلى جانب الحق الفلسطينى فى كافة المحافل. إننا نثمن هذا الدور الجليل ونتطلع إلى استمراره، إذ إن الصحفى الفلسطينى عندما يجد دعمًا حقيقيًا لقضيته، سيظل متمسكًا بروايته ويستمر فى فضح الجرائم التى يرتكبها الاحتلال، خاصة فى مواجهة حرب الإبادة الممنهجة ضد شعبنا الأعزل.

< بحسك الصحفى.. كيف تصف مشهد غزة اليوم؟ وكيف يمكنك اختصاره فى عبارة واحدة تلخص الوضع؟

- بحسّى الصحفى أقول إنه رغم الإبادة الجماعية التى يتعرض لها قطاع غزة سيستمر شعبها فى الحياة، والتصدى لكل محاولات التهجير القسرى. ورغم كل أشكال التدمير، تظل رسالته ثابتة: «نحن سنُعمّرها»، فغزة ستظل قلبًا نابضًا فى جسد فلسطين، وستظل جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

< هل هناك مسألة تودّ أن تُثيرها فى حديثنا عن القضية الفلسطينية؟

- إن القضية التى نريد أن نُثيرها هى المحاولات اليائسة لبعض الأطراف التى تسعى لتجاوز دور منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها لشعبنا، سواء فى المؤتمرات أو المحافل الدولية، فى وقت كان من المفترض فيه أن تتركز الجهود على ملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلى والإدارة الأمريكية أمام المحاكم الدولية بسبب الجرائم التى ارتكبوها بحق شعبنا. ما يحدث من تساوق مع الاحتلال ومن محاولات التشويش على دور منظمة التحرير إنما يعكس إساءة لتضحياتنا العظيمة ودمائنا التى أريقت فى حرب الإبادة الجماعية. فى هذا الوقت العصيب، فإن أولى الأولويات يجب أن تكون تكثيف الجهود العربية والدولية لفتح محاكمات ضد قادة الاحتلال، ودعم المؤسسات الفلسطينية لتعزيز سيادتها وتمكينها من أداء مهامها فى جميع الأراضى الفلسطينية، بما فى ذلك قطاع غزة، الذى عانى وما زال يعانى من الجرائم المستمرة بحق شعبنا.