رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

صلاة التراويح في رمضان.. موعدها وعدد ركعاتها

بوابة الوفد الإلكترونية

 تُعَدُّ صلاة التراويح من العبادات التي يُقبِل عليها المسلمون في شهر رمضان المبارك، إذ تُؤدى بعد صلاة العشاء طوال ليالي الشهر الفضيل، وهي سنة مؤكدة باتفاق المذاهب الأربعة، وفضلها عظيم لما فيها من قيامٍ وطاعةٍ لله عز وجل.

موعد أول صلاة تراويح في رمضان:

 تبدأ صلاة التراويح في الليلة الأولى من شهر رمضان بعد إعلان دار الإفتاء المصرية نتيجة استطلاع هلال الشهر، فإن ثبتت رؤيته بعد غروب شمس اليوم الجمعة، فإن صلاة التراويح ستقام في المساجد بعد صلاة العشاء مباشرة، على أن يكون يوم السبت هو أول أيام رمضان. 

 أما إذا لم تثبت الرؤية، فإن أول صلاة تراويح ستكون مساء السبت بعد العشاء، ويكون أول يوم في رمضان هو يوم الأحد.

عدد ركعات صلاة التراويح:

 جاء عن الأئمة الأربعة أن عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعة، دون احتساب الوتر، أي تُصلَّى ثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا هو المذهب المعتمد لدى جمهور الفقهاء. ومع ذلك، فإن من صلاها أقل من ذلك فلا حرج عليه، لأن قيام الليل في رمضان مشروع بأي عدد من الركعات، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يحدد لها عددًا ثابتًا، بل كان يقوم الليل إحدى عشرة ركعة، وأحيانًا ثلاث عشرة ركعة.

 أما في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد جمع الناس على إمام واحد يصلِّي بهم صلاة التراويح عشرين ركعة، لما رأى في ذلك توحيدًا للمسلمين وحثًّا لهم على العبادة، وهذا ما جرى عليه العمل في كثير من الدول الإسلامية حتى اليوم.

صلاة التراويح في المسجد أم في المنزل؟

 اختلف الفقهاء في أيهما أفضل لصلاة التراويح، أداؤها في المسجد أم في المنزل، وقد أجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، بأن الصلاة في المسجد جماعةً أفضل، لأنها تُعين المسلم على المواظبة عليها وتزيد من أجرها، كما أنها تجمع المسلمين على الطاعة والعبادة.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح بالناس عدة ليالٍ، لكنه امتنع عن الاستمرار في ذلك خشية أن تُفرض عليهم، ثم جاء سيدنا عمر رضي الله عنه فجمع الناس عليها، واعتُبِر ذلك من "نعمة البدعة"، أي من الأمور الحسنة التي تعود بالنفع على المسلمين.

 في المقابل، أجاز الفقهاء أداء صلاة التراويح في المنزل لمن أراد ذلك، خصوصًا إذا كان الإنسان يجد في ذلك مزيدًا من الخشوع والراحة، ولكن بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تعطيل المساجد من إقامة الصلاة.

حكم الذكر والصلاة على النبي بين ركعات التراويح:

 يظن البعض أن الذكر أو الصلاة على النبي بين ركعات التراويح من البدع، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا حرج شرعًا في ذلك، بل هو أمر مستحب، لأن الله أمر بالصلاة على النبي في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

 كما أن الذكر بين الركعات وأثناء الصلاة وبعدها مشروع بالأدلة الشرعية العامة، فقد قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، وأكدت السنة النبوية على استحباب التسبيح بعد الصلاة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله بعد صلاة الوتر.

أول صلاة تراويح في الإسلام:

 لم تكن صلاة التراويح تُصلَّى جماعةً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بانتظام، إذ كان يخشى أن تُفرض على المسلمين، لكنه كان يرغبهم فيها، وقال في الحديث الشريف: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".

 أما في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقد رأى أن الناس يصلون متفرقين في المسجد، فأمر بجمعهم خلف إمام واحد، وقال مقولته الشهيرة: "نعمت البدعة هذه"، ومنذ ذلك الحين أصبحت صلاة التراويح تقام في المساجد جماعة، واستمر العمل بها حتى يومنا هذا.

خلاف حول عدد ركعات صلاة التراويح:

 أثيرت تساؤلات عديدة حول عدد ركعات التراويح، وهل من الأفضل صلاتها ثمان ركعات أم عشرين ركعة؟ وقد أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي أكثر من إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، ولكن الصحابة بعد وفاته زادوا في عددها لما وجدوا في ذلك من الفضل والخير.

 وأشار إلى أن هناك من يصليها عشرين ركعة، ومن يصليها ستًا وثلاثين، وكل ذلك جائز شرعًا، لأن النبي لم يحدد لها عددًا معينًا، بل ترك الأمر مفتوحًا، كما أن الإكثار من العبادة ليس ببدعة، بل هو أمر مستحب.

 

 صلاة التراويح سنة مؤكدة، يُستحب أداؤها جماعةً في المسجد، لكن لا بأس بأدائها في المنزل لمن أراد ذلك، وعدد ركعاتها عشرون ركعة عند جمهور الفقهاء، لكن من أراد أن يصلي أقل من ذلك فلا حرج عليه، إذ لم يحدد النبي عددًا معينًا لها.

ويبقى الأهم في هذه الصلاة تحقيق الخشوع والتقرب إلى الله عز وجل، والاستفادة من فضلها العظيم في شهر رمضان، الذي هو شهر المغفرة والرحمة.