كيف تحقق التوازن بين العبادات والعمل في شهر رمضان (شاهد)

حذر الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي، من بعض العادات التي قد تؤثر على تنظيم الوقت خلال شهر رمضان، مؤكدًا ضرورة إدارة الوقت بكفاءة للاستفادة القصوى من الشهر الكريم.
وضع خطة لتنظيم الوقت خلال رمضان
وأوضح سعيد صادق، خلال مداخلة هاتفية مع أحمد دياب ونهاد سمير، ببرنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أنه من المهم وضع خطة لتنظيم الوقت خلال رمضان لتحقيق التوازن بين الحياة اليومية والعبادات، خاصة وأن رمضان يحمل في طياته العديد من الفرص الروحية التي تتطلب استثمارها بشكل صحيح.
وأشار إلى أن شهر رمضان يجب أن يكون فرصة لتحديد أهداف جديدة وتنظيم الوقت بشكل يتيح للأفراد أداء العبادة والعمل بكفاءة.
الحفاظ على التوازن في تناول الطعام
ولفت صادق إلى أهمية الحفاظ على التوازن في تناول الطعام، حيث يُفرط البعض في استهلاك الطعام خلال شهر رمضان، وهو ما قد يؤثر على صحتهم. كما شدد على ضرورة التخفيف من تناول الحلويات بشكل مبالغ فيه، حيث أن ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب الإكثار من الحلويات قد يؤدي إلى مشاكل صحية، لا سيما في ظل تناول كميات كبيرة من الأطعمة.
وعن الرياضة خلال رمضان، قال سعيد صادق إنه من الضروري ممارسة النشاط البدني بشكل معتدل، مثل المشي بعد الإفطار، حيث يساهم ذلك في تحسين صحة الجسم والرفع من مستوى الطاقة.
جدير بالذكر أن دراسة حديثة كشفت عن تأثير الصيام الماء (أي الامتناع عن الطعام مع تناول الماء فقط) لمدة 24 ساعة على وزن الجسم، وإفراز هرمون النمو البشري (HGH)، ومؤشرات فسيولوجية أخرى.
وأظهرت النتائج أن صيام الماء يزيد من إفراز هرمون النمو بشكل مستقل عن فقدان الوزن، لكنه لم يثبت بشكل مباشر تقليل المخاطر القلبية الأيضية.
وعلى الرغم من أن الصيام المتقطع (وهو التناوب بين فترات الصيام والأكل) أظهر فوائد صحية متعددة، مثل فقدان الوزن وتحسين عوامل الخطر القلبية الأيضية، فإن الدراسة الحديثة ركزت بشكل خاص على صيام الماء، حيث يمتنع المشاركون عن الطعام لمدة 24 ساعة مع تناول الماء فقط.
وتشير الدراسات إلى أن فوائد الصيام قد تكون ناتجة عن فقدان الوزن أو عن آليات مستقلة، خاصة عند الصيام لأكثر من 20 ساعة. وأحد هذه الآليات هو التحول الأيضي الذي يحدث أثناء الصيام، حيث يتم استخلاص الطاقة من الكيتونات المشتقة من الأحماض الدهنية بدلا من الجلوكوز كما يمكن أن يعزز الصيام المسارات المناعية، ويقلل الالتهابات، ويقوي الميكروبيوم.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يحفز الصيام الطويل إفراز الصوديوم عبر البول وزيادة مستويات الهيموجلوبين دون تركيز الدم، مما قد يحسن قدرة حمل الأكسجين ويقلل من خطر فشل القلب.
وفي الدراسة الحديثة، قام الباحثون بتحليل بيانات من تجربة سريرية عشوائية شملت 30 مشاركا، تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاما، بمتوسط عمر 44 عاما. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة صامت لمدة 24 ساعة مع تناول الماء فقط في اليوم الأول وتناولت الطعام بشكل طبيعي في اليوم الثاني، بينما اتبعت المجموعة الثانية نظامها الغذائي المعتاد في اليوم الأول وصامت في اليوم الثاني. وتم قياس مستويات هرمون النمو، العوامل الأيضية، والعلامات الحيوية قبل وبعد الصيام.
ووجد الباحثون ارتفعا في مستويات هرمون النمو بشكل ملحوظ أثناء الصيام، خاصة لدى المشاركين الذين كانت مستويات الهرمون الأساسية لديهم منخفضة.
كما انخفضت مستويات الصوديوم، والدهون الثلاثية، والوزن، بينما ارتفعت مستويات الهيموغلوبين.
ولم تتأثر مستويات هرمون النمو البشري، عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 (IGF-1)، بصيام الماء.
وأظهرت الدراسة أن صيام الماء لمدة 24 ساعة يمكن أن يحفز زيادة كبيرة في هرمون النمو، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من مستويات منخفضة منه. ومع ذلك، لم يثبت أن هذه الزيادة تقلل بشكل مباشر من المخاطر القلبية الأيضية. وتشير النتائج إلى أن الأفراد الذين يعانون من نقص في هرمون النمو قد يستفيدون بشكل أكبر من صيام الماء.
وتدعو الدراسة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لاستكشاف الفوائد الأيضية لصيام الماء على المدى الطويل، مع توسيع نطاق العينات لتشمل فئات عمرية وجنسية وعرقية متنوعة. كما يمكن أن تركز الدراسات المستقبلية على تأثيرات الصيام المتكرر ولكن بجرعات منخفضة على صحة القلب والأيض.