حريق مُتعمد بمسجد في مدينة جارجو في جنوب باريس

قالت مصادر إعلامية فرنسية إن مسجد مدينة جارجو في جنوب العاصمة باريس تعرض لإحراقٍ مُتعمد في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.
وأشارت تقارير فرنسية إلى أن المسجد تضرر بالكامل، ونددت قيادات الجالية الإسلامية في فرنسا بالحادث، ودعت السلطات للتحقيق من أجل التعرف على الجناة وتقديمهم للعدالة.
يُذكر أن المسجد وهو يُدار بواسطة جمعية تابعة للجالية التركية تعرض للتدنيس في بداية الشهر الجاري، وذلك عن طريق كتابة ألفاظ عنصرية مُعادية للإسلام والمسلمين.
اقرأ أيضًا.. تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30% من أوزانهم
اقرأ أيضًا: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
شهدت أوروبا خلال العقود الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في استهداف المساجد، سواء من خلال الهجمات اللفظية، أو الاعتداءات الجسدية، أو التخريب المتعمد. يعكس هذا التوجه تصاعد الإسلاموفوبيا والمشاعر العدائية تجاه المسلمين في بعض الأوساط الأوروبية، خاصة مع تزايد عدد المسلمين في القارة.
البدايات المبكرة:
يمكن تتبع حوادث استهداف المساجد في أوروبا إلى أوائل التسعينيات، عندما شهدت القارة موجة من الاعتداءات العنصرية على المسلمين، لا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي واندلاع الحروب في البلقان، والتي أدت إلى زيادة الهجرة الإسلامية. في بعض البلدان مثل ألمانيا وفرنسا، بدأت تتشكل جماعات يمينية متطرفة تستهدف المهاجرين والمساجد كرموز للهوية الإسلامية.
تصاعد الظاهرة بعد 11 سبتمبر 2001
بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، شهدت أوروبا موجة غير مسبوقة من الإسلاموفوبيا، حيث تعرضت العديد من المساجد إلى التخريب والاعتداءات بسبب ربط الإسلام بالإرهاب. في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ازداد عدد الجرائم المرتكبة ضد المساجد، وشملت الاعتداءات حرق المصاحف، وتشويه الجدران برموز عنصرية، وحتى الهجمات الجسدية على المصلين.
الاعتداءات في العقد الأخير:
في السنوات العشر الأخيرة، تصاعدت الهجمات على المساجد في ظل تزايد التيارات القومية المتطرفة. في فرنسا، تعرضت العديد من المساجد للتخريب والحرق، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد في 2015 و2016. كما شهدت ألمانيا ارتفاعًا في الهجمات على المساجد، حيث تم تسجيل أكثر من 100 اعتداء سنويًا في بعض الفترات. وفي النرويج، حاول متطرف مسلح تنفيذ هجوم إرهابي على مسجد في عام 2019، لكن تم التصدي له.
ردود الفعل والمواجهة:
واجهت الحكومات الأوروبية هذه الاعتداءات بمزيج من التشريعات الأمنية والتنديدات الرسمية، إلا أن بعض المجتمعات المسلمة اشتكت من عدم كفاية الإجراءات لحماية المساجد. في بعض الدول، مثل المملكة المتحدة وألمانيا، تم تعزيز المراقبة الأمنية حول دور العبادة، فيما خصصت فرنسا ميزانيات لحماية المساجد.
يظل استهداف المساجد في أوروبا تحديًا يعكس تصاعد التوترات الاجتماعية والدينية، مما يستدعي جهودًا أكبر لتعزيز التعايش السلمي والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف بجميع أشكاله.