بعد ضغط «ترامب»
"أوكرانيا" تخضع لصفقة المعادن المثيرة للجدل ..و"زيلنيسكى"فى واشنطن

موسكو: اقتراح «قوات حفظ السلام» خادع
اتفق الطرفان الأمريكى والأوكرانى على توقيع الصفقة التى اقترحتها الولايات المتحدة بشأن حقوقها فى ثروات كييف المعدنية بعد تراجع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن مطالبه الأكثر تطرفا. فى حين قال وزير الخارجية الروسى ديمترى بيسكوف إن المملكة المتحدة وفرنسا منخرطتان فى تأجيج الصراع في اوكرانيا من خلال مناقشة تشكيل قوة أوروبية لحفظ السلام فى حالة التوصل إلى اتفاق سلام، وأضاف لافروف إن نهج أوروبا فى التعامل مع الصراع يصر على التصعيد واصفا الفكرة بالخدعة لضخ الأسلحة إلى أوكرانيا مما يجرى المنطقة إلى تحويلها لنفوذ حلف شمال الأطلسى وانتهاك حقوق الروس وكشف لافروف عن اجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا فى اسطنبول اليوم، واتهم الدول الأوروبية بالكذب عندما تقول إن روسيا غير راغبة فى التفاوض بشأن أوكرانيا.
وفى سياق اتفاقية المعادن النادرة من المقرر أن يوقع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى على الاتفاق فى واشنطن غدا، ما ينهى نزاعا حادا مع الرئيس الأمريكى بشأن شروط الاتفاق. وأفاد مسئول أمريكى تم إرسال مسودة مترجمة نهائية للاتفاق إلى أوكرانيا أمس الأول.
ولا يلزم مشروع الاتفاق أوكرانيا باستخدام الأرباح من مواردها الطبيعية لسداد ما يصل إلى 500 مليار دولار للولايات المتحدة، وهو مطلب رئيسى لترامب، الذى اشتكى من أن الولايات المتحدة «لم تحصل على أى شيء فى المقابل» مقابل دعمها للمجهود الحربى الأوكرانى.
وبدلًا من ذلك، ستساهم كييف بنسبة 50% من الأموال التى يتم جمعها من خلال التطورات المستقبلية لاحتياطيات المعادن والطاقة، وفقًا لمسودة الاتفاق التى كشفت عنها صحيفة فاينانشال تايمز كما لن تحصل الولايات المتحدة على حقوق فى أى من إنتاج النفط أو الغاز الحالى فى أوكرانيا.
وفى تصريح للرئيس الأمريكى قال «إنهم شجعان للغاية، لكن بدون الولايات المتحدة وأموالها ومعداتها العسكرية، لكانت هذه الحرب قد انتهت فى فترة قصيرة للغاية من الزمن».
وأضاف ترامب بعد عدة أيام من الضغط على زيلينسكي: «سمعت أنه سيأتى يوم الجمعة. بالتأكيد، لا مانع لدى إذا كان يرغب فى ذلك. إنه يرغب فى التوقيع عليها معي». لافتا إلى استمرار إمدادات الأسلحة الأميركية لأوكرانيا حتى نتوصل إلى اتفاق مع روسيا».
ونفى ترامب التحدث مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بشأن الوصول إلى المعادن فى الأجزاء التى تسيطر عليها روسيا فى أوكرانيا وكشف عن انفتاحه لقبول العرض الروسى الخاص بإبرام صفقة معدنية مع روسيا. قائلا «أود أن أشترى المعادن من الأراضى الروسية أيضًا إذا استطعنا».
وكان زيلينسكى قد رفض التوقيع على اتفاق باعتباره غير عادل لشعبه، وسيترتب عليه سداد ديون «على مدى الأجيال العشرة المقبلة» مطالبا بضمانات أمنية حازمة من الولايات المتحدة ضد أى عدوان روسى مستقبلى.
ولا يتضمن الاتفاق أى ضمانات أمنية أمريكية محددة، لكن المسؤولين الأوكرانيين وصفوه بأنه وسيلة لربط أمريكا بدور فى استقرار البلاد وبقائها فى المستقبل.
ومن المقرر أن يوقع وزير الخارجية الأوكرانى أندريه سيبيجا ووزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو على صفقة المعادن، حسبما ذكر موقع «أوكرينسكا برافدا» الإخبارى. وبحسب نيويورك تايمز الأمريكية إن من المتوقع أن يوقع وزير الخزانة سكوت بيسنت ونظيره الأوكرانى الاتفاق أولا، وبعد ذلك يتوجه زيلينسكى إلى واشنطن للتوقيع مع ترامب.
وبرر بعض حلفاء ترامب الذين دافعوا عن صفقة المعادن، بما فى ذلك السيناتور ليندسى غراهام أنها ستكون بمثابة ضمانة أمنية لأن الولايات المتحدة سوف ترغب فى حماية استثماراتها الاقتصادية فى أوكرانيا.
وقال ترامب إن أوروبا، وليس الولايات المتحدة، ستكون «مسئولة إلى حد كبير» عن دعم الجيش الأوكرانى وردع الهجمات الروسية المستقبلية إذا انتهت الحرب.
وبحسب صحيفة بولتيكو إن بوتن ينظر إلى محادثات السلام باعتبارها فرصة لإعادة تشكيل النظام الأمنى فى أوروبا، حيث إن أحد الشروط الرئيسية لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة هو انسحاب قوات حلف شمال الأطلسى من أوروبا الشرقية.
كما أكد مسؤولو الكرملين علنًا أنهم غير مستعدين لتقديم تنازلات إقليمية، وأصروا على السيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية الأربع التى طالبت بها موسكو فى عام 2022–بعضها لم تحتلها بالكامل بعد.
واوضح توماس جراهام، المستشار السابق للبيت الأبيض فى الشؤون الروسية : «من الواضح تماما من وجهة النظر الروسية أن بوتن يريد السيطرة على أوكرانيا وكل أوكرانيا. إنه يريد السيطرة على التوجه الجيوسياسى لأوكرانيا، وإلى حد محدود سياستها الداخلية».
وأضاف جراهام: «إن رؤيته لمستقبل أوكرانيا خارج السيطرة المادية لروسيا تتماشى مع العلاقة التى تربط بيلاروسيا بروسيا فى هذه المرحلة... أعتقد أن التوفيق بين هاتين الرؤيتين المتباينتين أمر صعب للغاية. وستكون هذه هى النقطة الشائكة. وأعتقد أن الروس فى موقف الآن يدركون فيه أن هناك مشكلة».
ويرى المحللون ان مع كل مدينة وبلدة يتم الاستيلاء عليها، فإن موقف روسيا سوف يصبح أكثر صلابة. إن الوقت فى صالح موسكو». وأصبح الأوكرانيون أكثر ارتياحًا للاتفاق خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أزال الأمريكيون بعض الشروط الأكثر إرهاقًا.
وقد نص مشروع الاتفاق على أن تساهم أوكرانيا فى الصندوق بنصف عائداتها من تحويل الموارد الطبيعية إلى نقود فى المستقبل، بما فى ذلك المعادن الأساسية والنفط والغاز. وسوف تمتلك الولايات المتحدة الحد الأقصى من المصلحة المالية فى الصندوق المسموح به بموجب القانون الأمريكى، وإن لم يكن بالضرورة جميعها. وسوف يكون الصندوق مصممًا لإعادة استثمار بعض العائدات فى أوكرانيا.