(حوار) خبير أمن معلومات للوفد حول منصة FBC: احذروا.. الاحتيال الإلكتروني يتربص بكم!

أثارت قضية منصة FBC للاستثمار موجةً من الجدل في الأوساط المالية والتكنولوجية، بعد توجيه اتهامات لها بالاحتيال وإلحاق خسائر جسيمة بالمستثمرين، فقد برزت المنصة في البداية كواحدة من الخيارات الواعدة للاستثمار الرقمي، مستفيدةً من انتشار التداول عبر الإنترنت والإقبال المتزايد على الفرص المالية الرقمية، إلا أن الشكاوى المتكررة، إلى جانب التحقيقات الجارية، كشفت عن مخاوف جدية تتعلق بمصداقية المنصة ونموذج عملها، مما دفع السلطات المختصة إلى التدخل واتخاذ إجراءات لحماية المستثمرين.
وفي هذا الصدد أجرت الوفد حوارًا مع الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، يلقي الحوار الضوء على الأسباب التي دفعت المستثمرين للانضمام إلى المنصة، وحجم الخسائر، والإجراءات القانونية المتاحة، وكيفية تجنب الوقوع في براثن الاحتيال الإلكتروني.
الحوار كاملًا..
بدايةً، كيف اشتهرت منصة FBC للاستثمار، وما الذي دفع العملاء للانضمام إليها؟
منصة FBC للاستثمار ظهرت في البداية كمنصة واعدة، ركزت على التسويق الرقمي المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستهدفةً شريحة واسعة من الجمهور، خاصةً الشباب والباحثين عن فرص استثمارية سريعة وهنا لابد أن نركز علي كلمة "فرص استثمارية سريعة" ، ما دفع العملاء للانضمام إليها هو الوعد بتحقيق عوائد استثمارية مرتفعة وسريعة، مع تسهيلات في عمليات الإيداع والسحب، وتقديم أنظمة إحالة جذابة. بالإضافة إلى ذلك، استغلت المنصة ثقة الناس في التكنولوجيا والتحول الرقمي، موهمةً إياهم بأن الاستثمار الإلكتروني هو مستقبل الاستثمار.
ما هي الوعود أو العروض التي قدمتها المنصة لجذب المستثمرين؟
العروض كانت مغرية للغاية، وتضمنت وعودًا بتحقيق أرباح يومية أو أسبوعية بنسب عالية جدًا، مقارنةً بالاستثمارات التقليدية. كما ركزت المنصة على تقديم عروض خاصة للمستثمرين الجدد، وحوافز للمستثمرين الذين يقومون بإحالة أصدقائهم وعائلاتهم وترشيح المنصة لزاويهم. استخدموا أساليب التسويق الشبكي بشكل فعال، مما ساهم في انتشار المنصة بشكل سريع.
بصفتك خبيرًا تكنولوجي ولك دراسات وابحاث في مجال الاقتصاد التكنولوجي، ما هو حجم الخسائر المالية التي يمكن أن يتكبدها المستثمر نتيجة الاستثمار في هذه المنصات؟
الخسائر يمكن أن تكون فادحة، وقد تصل إلى كامل رأس المال المستثمر. هذه المنصات غالبًا ما تكون مبنية على نموذج "بونزي" الهرمي، حيث يتم دفع الأرباح للمستثمرين الأوائل من أموال المستثمرين الجدد، وعندما لا يتمكنون من جذب المزيد من المستثمرين الجدد، تنهار المنصة ويختفي المسؤولون عنها بالأموال. مع العلم أن نموذج " بونزي" هو أشهر نموذج للنصب وقد تم تطبيقه كثيرا وهو صاحب هذا النموذج هو تشارلز بونزي.. المحتال الأشهر في التاريخ، تشارلز بونزي يعتبر نموذج مشهور للاحتيال المالي الالكتروني، اشتهر بنظام هرمي اتسمى باسمه (هرم بونزي) أو (مخطط بونزي) أو (سلسلة بونزي)، والذي وعد المستثمرين بأرباح هائلة في وقت قصير، وعلي رغم قدم الفكرة إلا الي الان يقع المستثمرين كفريسة في النصابين والمحتالين.
ما هي الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها بعد التعرض للاحتيال؟
أولًا، يجب على الضحايا التوجه فورًا إلى أقرب قسم شرطة لتقديم بلاغ رسمي بالواقعة، مع تقديم كافة الأدلة المتاحة، مثل لقطات الشاشة للمحادثات، وإيصالات التحويل، وأي وثائق أخرى ذات صلة.
ثانيًا، يمكن للضحايا رفع دعوى قضائية جماعية ضد القائمين على المنصة، مما يزيد من فرص استرداد الأموال.
ثالثًا، يجب التواصل مع الجهات الرقابية المختصة، مثل البنك المركزي المصري، وهيئة الرقابة المالية، لتقديم شكوى رسمية والتحقيق في الأمر.
ما هي النصائح التي تقدمها للأشخاص لتجنب الوقوع في مثل هذه العمليات الاحتيالية؟
نصيحتي الذهبية هي: الحذر الشديد. لا تثقوا في أي وعود بتحقيق أرباح سريعة وسهلة بنسب عالية جدًا. تحققوا من مصداقية المنصة قبل الاستثمار، وابحثوا عن تراخيصها وسجلها التجاري. استشيروا خبراء ماليين متخصصين قبل اتخاذ أي قرار استثماري. لا تستثمروا أموالًا لا يمكنكم تحمل خسارتها. كونوا متشككين في أي عروض تبدو جيدة لدرجة يصعب تصديقها. مع عدم المخاطرة بأموالكم في منصات غير موثوقة لمجرد أنها تحقق أرباح سريعة ، مع العلم أنه يوجد أنواع من الاستثمار مختلفة ومضمونة مثال شراء الذهب أو البرصة وغيرها من الاستثمارات المالية الأخرى.
كيف ترى تأثير هذه الحادثة على ثقة الناس في الاستثمارات الإلكترونية؟
هذه الحادثة المؤسفة ستؤثر سلبًا على ثقة الناس في الاستثمارات الإلكترونية، وستجعلهم أكثر حذرًا وترددًا في الانخراط فيها. لكن يجب ألا نعمم، فالاستثمار الإلكتروني يمكن أن يكون آمنًا ومربحًا إذا تم التعامل معه بحذر وعقلانية، والاعتماد على منصات موثوقة ومرخصة. ولكن أنا أميل الي الاستثمار الالكتروني الحقيقي حيث أنه يوجد أنواع كثيرة من الاستثمار الالكتروني مثال الأسهم - السندات - صناديق الاستثمار المتداولة في البرصة - العملات المشفرة مثال (البيتكوين أو الإيثريوم ) - الفوركس ) وغيرهم كثيراً ولكن نود قبل الاستثمار القراءة جيداً أو الاستفسار من الخبراء في نوع الاستثمار التي سوف استثمر أموالي فيه .
هل تعتقد أن هناك حاجة لتشديد الرقابة على المنصات الاستثمارية الإلكترونية؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
بالتأكيد، هناك حاجة ماسة لتشديد الرقابة على المنصات الاستثمارية الإلكترونية. يمكن تحقيق ذلك من خلال عدة إجراءات، منها: إصدار قوانين ولوائح تنظيمية واضحة ومفصلة تحكم عمل هذه المنصات، وتلزمها بالحصول على تراخيص رسمية، والالتزام بمعايير الشفافية والإفصاح. إنشاء هيئة رقابية متخصصة لمراقبة هذه المنصات، والتحقيق في المخالفات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين. رفع مستوى الوعي لدى الجمهور بمخاطر الاستثمار الإلكتروني، وكيفية تجنب الوقوع في عمليات الاحتيال. التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول لمكافحة الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود.
ما هي الدروس المستفادة من تجربتك مع منصة FBC؟ (بافتراض أن الدكتور عمرو صبحي كان أحد المتضررين)؟
(بافتراض شخصي للتوضيح) الدرس الأهم هو أنه لا يوجد طريق مختصر للثراء السريع. يجب أن نكون حذرين للغاية عند التعامل مع أي فرصة استثمارية تبدو مغرية جدًا. يجب أن نتحقق من مصداقية المنصة قبل الاستثمار، وأن نستشير خبراء متخصصين. يجب ألا ننسى أبدًا أن الاستثمار يحمل دائمًا مخاطر، وأننا قد نخسر أموالنا. وبناء علي تجربتي الشخصية في الاستثمار فأنا لست شخصاً يسعي وراء الثراء السريع فكل هذه الاستثمارات تقد تؤدي بصاحبها الي الهلاك ونصيحتي الي كل أولادنا وأخواتنا الذين يسعوا الي جلب المال ، رجاءً البعد كل البعد عن الثراء السريع وعن برامج المراهنات والعمل علي أنفسنا بطريقة احترافية و أفضل أنواع الاستثمار هو الاستثمار في نفسك واولادك هذا هو الاستثمار الحقيقي الذي سوف يجلب لك مستقبل حقيقي وليس مستقبل مزيف.
هل تعتقد أن هناك أمل في استرداد أموالك؟ وما هي الخطوات المقبلة التي تنوي اتخاذها؟ (بافتراض أن الدكتور عمرو صبحي كان أحد المتضررين)
(بافتراض شخصي للتوضيح) الأمل موجود دائمًا، ولكن يجب أن نكون واقعيين. فرص استرداد الأموال قد تكون ضئيلة، ولكن هذا لا يعني الاستسلام. سأقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية المتاحة، وسأتعاون مع المحامين والجهات المختصة لتقديم كافة الأدلة والمستندات التي قد تساعد في الوصول إلى المسؤولين عن هذه المنصة واسترداد الأموال. كما سأعمل على توعية الآخرين بمخاطر الاستثمار الإلكتروني، حتى لا يقعوا ضحية لمثل هذه العمليات الاحتيالية.