رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

دعاء البرد الشديد.. كلمات مستجابة في الطقس القارس

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اشتداد موجات البرد القارس وتساقط الثلوج في بعض المناطق، يلجأ الكثيرون إلى البحث عن أدعية تقيهم قسوة الطقس وتمنحهم الدفء الروحي والطمأنينة، في ظل هذه الأجواء الباردة، تتجدد تساؤلات المسلمين حول فضل العمل والعبادات في هذا الطقس القاسي، وما إذا كان هناك أجر مضاعف لمن يتحمل المشقة في أداء واجباته اليومية.

فضل الدعاء في الطقس البارد

الدعاء من العبادات التي تمنح الإنسان راحة نفسية وسكينة، وهو وسيلة للتقرب إلى الله وطلب العون والرحمة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي تناسب الأوقات التي يشتد فيها البرد، ومن هذه الأدعية:

  • "اللهم في هذا البرد القارس، نستودعك كل من لا مأوى له، وكل من لا لباس له، وكل من لا دفء له، فاحفظهم بحفظك وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين."
  • "اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، اللهم اجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين."
  • "اللهم أجرني من زمهرير جهنم."

البرد في القرآن والسنة

جاء ذكر البرد في القرآن الكريم ليؤكد أن تغيرات الطقس من مظاهر قدرة الله في الكون، حيث قال تعالى:
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" (سورة النور: 43).

أما في السنة النبوية، فقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الأيام شديدة الحرارة والبرد:
"اللهم أجرني من حر جهنم" في الأيام الحارة، و**"اللهم أجرني من زمهرير جهنم"** في الأيام الباردة، وعندما سئل عن الزمهرير، قال: "هو بيت يُلقى فيه الكفار، يتميز من شدة برده بعضه من بعض."

حكم العبادات في الطقس البارد

يتساءل كثيرون عن كيفية أداء العبادات في ظل الطقس القارس، وهل يجوز التخفيف في بعض الأحكام بسبب شدة البرد؟

الوضوء في البرد الشديد
بحسب الفقهاء، يجوز التيمم بدلاً من الوضوء إذا كان استعمال الماء البارد قد يؤدي إلى ضرر أو مرض، خاصة إذا لم يتوفر ماء دافئ. ومع ذلك، في ظل توفر وسائل تسخين الماء، فإن التيمم لا يعد خيارًا مشروعًا إلا للضرورة.

الصلاة في المسجد
أكد علماء الشريعة أنه يجوز ترك الجماعة في المسجد في حالة المطر الغزير أو البرد الشديد، ويجوز للمؤذن أن يقول "صلوا في رحالكم"، أي في أماكنكم. ومع ذلك، فإن من يتحمل المشقة ويصلي في المسجد يكون له أجر أعظم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الأجر على قدر المشقة."

الجمع بين الصلوات بسبب البرد
أوضح الفقهاء أنه يجوز الجمع بين الصلوات إذا كان المطر غزيرًا بحيث يصعب معه الذهاب إلى المسجد، ولكن إذا كان الإنسان في منزله أو في مكان عمله، فلا يجوز له الجمع.

فضل العمل في الطقس البارد

العمل عبادة، وتحمل المشقة في سبيل أداء الواجبات اليومية له أجر عظيم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه."

وفي الأجواء الباردة، يُعتبر خروج الإنسان لطلب الرزق، رغم المشقة، نوعًا من الجهاد، حيث يتحمل الإنسان ظروفًا صعبة لتأمين احتياجاته واحتياجات أسرته.

دعاء المطر في البرد الشديد

عند نزول المطر في الطقس البارد، يستحب الدعاء والتضرع إلى الله، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند نزول المطر:
"اللهم صيبًا نافعًا"، وكان يكشف جزءًا من جسده ليصيبه المطر قائلاً: "لأنه حديث عهد بربه."

 

مع انخفاض درجات الحرارة واستمرار موجات البرد، يظل الدعاء هو الوسيلة الأقوى للشعور بالدفء الروحي، بجانب اتخاذ الأسباب المادية من التدفئة وارتداء الملابس الثقيلة. كما أن الصبر على مشقة البرد في أداء العبادات والعمل يزيد من الأجر والثواب، ويدفع الإنسان للتقرب إلى الله والتأمل في عظمة خلقه.