أفضل أوقات الدعاء.. وصية نبوية لاغتنام البركة والاستجابة

أكد مجمع البحوث الإسلامية أهمية اختيار الأوقات الفاضلة للدعاء، مستشهدًا بحديث رسول الله ﷺ عن أبي أمامة رضي الله عنه، حيث سُئل النبي ﷺ: "أي الدعاء أسمع؟" أي: أيُّ وقت يكون الدعاء فيه أقرب للإجابة، فقال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات" (رواه الترمذي).
جوف الليل الآخر.. ساعة استجابة وبركة:
أوضح المجمع أن جوف الليل الآخر، وهو الوقت الذي يكون قبل الفجر بوقت يسير، يُعد من أعظم الأوقات لاستجابة الدعاء، حيث يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، فينادي عباده ويفتح لهم أبواب الرحمة والمغفرة، كما جاء في الحديث الصحيح: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟" (متفق عليه).
وأكد المجمع أن قيام الليل والدعاء في هذا الوقت من أسباب تفريج الكروب وتحقيق الأمنيات، كما كان دأب الصالحين الذين وجدوا فيه لذة المناجاة والقرب من الله.
الدعاء دبر الصلوات المكتوبات:
أما ثاني الأوقات التي أوصى بها النبي ﷺ فهي بعد الصلوات المكتوبة، حيث يكون المسلم ختم عبادته وذكر الله، وهو في حالة روحانية عالية، مما يجعل دعاءه أقرب إلى القبول.
وأشار مجمع البحوث الإسلامية إلى أن المواظبة على الدعاء بعد الصلاة تجعل العبد متعلقًا بربه، وتُذكّره دومًا بحاجة القلب إلى الخالق في كل أمور حياته.
كيف تستثمر هذه الأوقات المباركة؟:
- خصص وقتًا للدعاء في جوف الليل، حتى لو كان لبضع دقائق، واستغلها في الاستغفار وطلب الحاجات من الله.
- اجعل لك دعاءً ثابتًا بعد كل صلاة مفروضة، وكن موقنًا بالإجابة.
- تحرّ هذه الأوقات خاصة عند وجود حاجة ملحّة، فالله يحب العبد اللحوح في دعائه.
وختم مجمع البحوث الإسلامية رسالته بالتأكيد على أن الالتزام بهذه الأوقات المباركة يجعل المسلم أكثر اتصالًا بربه، وأكثر استشعارًا لرحمته وكرمه.