رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

أمريكا تطالب أوكرانيا بسحب قرارها السنوي من الأمم المتحدة بشأن حرب روسيا

ترامب ونتنياهو وزيلينسكي
ترامب ونتنياهو وزيلينسكي

كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست عن مساعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لطلب من الحكومة الأوكرانية سحب قرارها السنوي المزمع تقديمه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يدين الحرب الروسية في أوكرانيا، وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب كانت ترغب في استبدال هذا القرار ببيان جديد تحت رعاية واشنطن يدعو إلى إنهاء الصراع بشكل سلمي.

 

ووفقًا للمصادر التي تحدثت إليها الصحيفة، فإن إدارة ترامب اقترحت تقديم نسختها من البيان في اجتماع منفصل لمجلس الأمن، حيث كانت تأمل في تقديم "حل وسط" لا يضر بعلاقاتها مع روسيا، وكان من المتوقع أن يتم الإعلان عن القرار الأوكراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن أوكرانيا رفضت تمامًا طلب سحب قرارها الذي كان مزمعًا التصويت عليه في وقت لاحق.

 

وفي رد فعل سريع، أكدت أوكرانيا رفضها التام لأي ضغوط من قبل واشنطن لسحب القرار الذي يعتبره البعض بمثابة تصعيد حاد ضد روسيا، وأشارت المصادر إلى أن أوكرانيا أصرّت على أن موقفها الثابت هو تعزيز إدانة العدوان الروسي في الأمم المتحدة، وأكدت أن الحرب ضد أوكرانيا يجب أن تظل محورًا رئيسيًا في السياسة الدولية.

 

قبل انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلبت إدارة ترامب عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي صباح يوم الاثنين، لمناقشة الوضع في أوكرانيا، بحسب مصادر دبلوماسية، يُنظر إلى هذا الاجتماع كخطوة تمهيدية لإتاحة الفرصة للدول الكبرى لتقديم بيان منفصل يدعو إلى التهدئة، بدلًا من القرار الأوكراني الذي ينطوي على إدانة صريحة لروسيا.

 

تقرير واشنطن بوست ذكر أيضًا أن البيان الأمريكي الذي كان من المفترض أن يتم تقديمه في اجتماع مجلس الأمن كان يحمل عنوانًا مؤقتًا هو "الطريق إلى السلام"، ويعبّر عن الحزن على فقدان الأرواح من الجانبين في النزاع، لكن النقاد أشاروا إلى أن البيان لا يبدو قويًا بما يكفي للتأثير على الصراع، حيث أن البعض اعتبره دعوة إلى التهدئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون التركيز على الضغط لوقف الحرب.

 

في وقت سابق، كانت الولايات المتحدة قد طالبت أوكرانيا بإجراء تغييرات جوهرية على نص القرار المزمع تقديمه، بهدف تقليص لهجته العدائية تجاه روسيا، وباستخدام لغة أقل حدة تقترب أكثر من الموقف الروسي، وركزت الضغوط الأمريكية على محاولة إضعاف صيغة القرار الأوكراني، الذي كان من المتوقع أن يتبنى لهجة شديدة ضد العدوان الروسي.

 

الصحيفة أفادت أيضًا بأن الولايات المتحدة كانت قد عارضت بشدة صياغة البيان الذي كان من المقرر أن تقدمه الدول السبع الكبرى (G7) لإدانة العدوان الروسي على أوكرانيا، ومن الملاحظ أن النسخة الأمريكية التي كان من المقرر أن تُعرض في مجلس الأمن تختلف في توجهاتها عن البيان المرتقب من الدول السبع، حيث بدت أقرب إلى دعوة لتهدئة العلاقات مع بوتين، بدلًا من فرض ضغط حقيقي على روسيا لوقف العدوان.

 

بينما تمسك الحلفاء الأوروبيون بموقفهم الثابت إزاء روسيا، فإن النسخة الأمريكية من البيان تأتي في سياق أوسع يشير إلى وجود انقسام في المواقف بين الحلفاء بشأن كيفية التعامل مع موسكو، واعتبر البعض أن البيان الأمريكي يبتعد عن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها سياسات الدول الغربية تجاه العدوان الروسي، مما يفتح المجال للتساؤلات حول مستقبل دعم واشنطن للأوكرانيين في نزاعهم المستمر مع روسيا.

 

ترامب وبوتين: علاقة تتجاوز البروتوكولات السياسية

 

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظهر احترامًا كبيرًا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يقترب من الإعجاب الشخصي، منذ اجتماعهما الأول في عام 2018، وتشير الصحيفة إلى أن هذه العلاقة المثيرة للجدل أثارت تساؤلات داخل الإدارة الأمريكية، حيث حاول مستشارو ترامب الأمنيون إقناعه بضرورة النظر إلى بوتين بشكل أكثر حذرًا.

 

في تصريحات نقلها مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، قال إن فريقه حاول، خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، إقناعه بتوخي المزيد من الشك تجاه الرئيس الروسي، إلا أنهم فشلوا في تغيير رأيه، ووفقًا لبولتون، فقد اعتقد ترامب أن بوتين وصديقه حقًا، وهو ما يعكس العلاقة الشخصية التي كان يفضلها الرئيس الأمريكي مع الزعماء الدوليين.

 

في محادثة هاتفية جرت بين الرئيسين الروسي والأمريكي في 12 فبراير، ناقش ترامب وبوتين آفاق التسوية في أوكرانيا، حيث شدد ترامب على ضرورة وقف القتال بسرعة والتوصل إلى حل سلمي، وقال الكرملين إن بوتين أيد هذه الدعوة وأكد على أهمية القضاء على الأسباب الجذرية للصراع من أجل التوصل إلى تسوية طويلة الأمد عبر المفاوضات.

 

تجدر الإشارة إلى أن ترامب عبر في محادثاته مع بوتين عن اعتقاده بضرورة تجنب التصعيد العسكري، وهو ما يعكس مواقف سابقة له، حيث حاول جلب حل دبلوماسي للعديد من القضايا الدولية الشائكة خلال فترة ولايته.

 

على صعيد آخر، يُلاحظ أن ترامب قام في الشهر الماضي بسحب حماية الخدمة السرية من مستشاره السابق جون بولتون، ما يسلط الضوء على التوتر المتزايد بين الرجلين، وشن ترامب هجومًا حادًا ضد بولتون، واصفًا إياه بـ"الشخص الغبي" و"مثير الحرب"، مؤكدًا أنه كان المسؤول عن شن الحرب على العراق في عام 2003 وما تلاها من تداعيات أضرت بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

 

وبينما يواصل ترامب إبراز علاقته الخاصة ببوتين، فإن تدهور علاقته مع بولتون يعكس عمق الخلافات الداخلية في إدارة ترامب السابقة حول كيفية التعامل مع القضايا الدولية، بما في ذلك العلاقة مع روسيا.

 

يبقى سؤال العلاقة بين ترامب وبوتين محورًا مثيرًا للجدل على الساحة السياسية الأمريكية والدولية، بينما يصف البعض هذه العلاقة بأنها تسعى إلى تعزيز الدبلوماسية مع روسيا، يرى آخرون أنها تمثل خطرًا على السياسة الأمريكية ومصالحها الاستراتيجية في مواجهة تحديات روسيا العالمية