سلطنة عُمان تجذب السـياحة العالمية

وفود إعلامية دولية تزور المعالم الطبيعيّة لسلطنة عُمان للتعرف على المقومات الثقافية والحضارية والتاريخية
وكالات السياحة العالمية تدرج سلطنة عُمان ضِمن قائمة أفضل الوجهات الشتويَّة لعام 2025.. وعُمان تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمى للمرشد السياحى
سعياً لتنفيذ خططها الإعلامية للترويج لعُمان كمقصد سياحى عالمى، نظّمت وزارة الإعلام، جولة لمجموعة من الإعلاميين من خارج سلطنة عُمان، تضمنت زيارة لأبرز المعالم فى محافظة مسندم ومحافظة البريمى ومحافظة الظاهرة. وتأتى هذه الجولة فى إطار التعريف بالمقومات التراثية والثقافية والحضارية والاقتصادية والطبيعية التى تزخر بها سلطنة عُمان.
وتهدف الجولة لإبراز التنوع والثراء الثقافى والتاريخى والطبيعى لسلطنة عُمان، وتقديم صورة حية لهذا الثراء العمرانى والاقتصادى، والترويج لأهم المعالم الجاذبة للسياح من مختلف أقطار العالم.
وقام الوفد بالتنسيق مع مكتب محافظ مسندم بزيارة إلى أهم معالم المحافظة واطلع على التطور الذى تشهده فى الجوانب التنمويّة الاقتصاديّة والسّياحيّة والاستثماريّة. وقدّم «إبراهيم بن سعيد البوسعيدى» محافظ مسندم خلال لقائه بالوفد الإعلامى عرضاً شاملاً كشف فيه عن رؤية المحافظة الاستراتيجية للنموّ والتطوير متناولاً أبرز المشروعات والمبادرات الهادفة إلى تعزيز موقعها باعتبارها وجهة رئيسة للاستثمار والسياحة.
وأبرز العرضُ مكانة مسندم الاستراتيجية باعتبارها بوّابة الخليج العربى وإحدى أهم نقاط الملاحة البحرية العالمية عبر مضيق هرمز، وركّز على الميزات التنافسيّة التى تتمتع بها المحافظة، بما فى ذلك التضاريس الطبيعية الفريدة، والأنشطة البحرية المتنوعة، والإرث الثقافى والتاريخى الغنى، بالإضافة إلى البيئة الاستثمارية الجاذبة.
وتضمنت الرؤية الاستراتيجية مجموعة من المشروعات التنموية الكبرى، من بينها مشروعات البنية الأساسية من تطوير شبكة الطرق والمرافق العامة، وتعزيز الربط بين الولايات، والمشروعات السياحية وتتمثل فى إنشاء منتجعات وفنادق عالمية، مثل مشروع «بوابة الشمال»، ومشروع تطوير جزيرة مالب، إضافةً إلى مشروعات المغامرات فى خصب. والمشاريع البيئية والتنموية مثل تطوير الحدائق والمتنزهات الطبيعية، وإنشاء واجهات بحرية حديثة فى مختلف ولايات المحافظة، إضافة إلى الامتيازات الاستثمارية مثل تقديم حوافز خاصة للمستثمرين وتشمل إعفاءات ضريبية وجمركية، وتسهيلات فى تملك المشروعات السياحية والعقارية.
وأكّد إبراهيم بن سعيد البوسعيدى، أن هذه المشروعات تهدف إلى تعزيز جاذبية مسندم بوصفها وجهة استثمارية وسياحية، مع التركيز على الاستدامة البيئية وتكامل التنمية مع المجتمع المحلى، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتى فى إطار رؤية «عُمان 2040» لتعزيز التنوع الاقتصادى وجذب الاستثمارات النوعية.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات فى توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز القطاع السياحى، ورفع مستوى الخدمات والبنية الأساسية فى المحافظة، ما يجعلها مركزاً إقليمياً للنموّ والازدهار.

عُمان أفضل الوجهات الشتويَّة لعام 2025
ولم يكُنْ إدراج سلطنة عُمان ضِمن قائمة أفضل الوجهات الشتويَّة لعام 2025، وفقَ تصنيف صحيفة The Sunday Times البريطانيَّة مُجرَّد مصادفة، بل هو انعكاس طبيعى لمكانتها المُتنامية كوجهة سياحيَّة عالَميَّة، تزاوج بَيْنَ الجَمال الطَّبيعى، والتَّاريخ العريق، والضِّيافة الأصيلة. فالسَّلطنة لم تعتمدْ على مواردها الطَّبيعيَّة فقط، بل بذلتْ جهوداً حثيثة على مدَى السَّنوات الماضية لِتَعزيزِ قِطاع السِّياحة عَبْرَ تطوير البنية الأساسيَّة السياحيَّة، وتحسين الخدمات، وتقديم تجربة سياحيَّة متكاملة تحافظ على الهُوِيَّة الثَّقافيَّة العُمانيَّة وتتماشَى مع معايير الاستدامة، وبَيْنَما تُسابق بعض الدوَل الزَّمن لجذبِ ملايين السيَّاح بأيِّ وسيلة، اختارت عُمان طريقاً أكثر تميُّزاً، يرتكز على السِّياحة النَّوْعيَّة الَّتى تمنح الزوَّار تجربةً ثريَّة، حيثُ يجد السَّائح نَفْسَه فى تناغم مثالى بَيْنَ البيئة الطَّبيعيَّة الخلَّابة والموروث الحضارى العريق، فى أجواءٍ تبعثُ على الرَّاحة والاسترخاء، يُكلِّلها كرَم الضِّيافة العُمانى المشهود به.
يُضاف إلى هذا التَّميُّز المناخى الفريد، الَّذى يجعل السَّلطنة وجهةً مفضَّلة للسيَّاح خلال فصل الشِّتاء، حيثُ تتمتَّع بدرجات حرارة معتدلة تبلغ فى المُتَوَسِّط (23) درجةً مئويَّة، ما يُتيح للزوَّار الاستمتاع بمختلف الأنشطة فى الهواء الطَّلق دُونَ قُيود، فمن الجبال الشَّاهقة الَّتى تحتضن قُرى تراثيَّة خلَّابة ومزارع تمتدُّ على مدارج صخريَّة، إلى الصَّحارى الَّتى تُقدِّم تجربةً ساحرة وسط الرِّمال الذَّهبيَّة، وصولاً إلى الشَّواطئ الممتدَّة الَّتى تجذب عشَّاق الرِّياضات البحريَّة، يجد السَّائح فى عُمان تنوُّعاً جغرافياً نادراً يُلبِّى مختلف الأذواق، هذا التَّنوُّع لم يكُنْ لِيحقِّق نجاحه الحالى لولا التَّخطيط المدروس لاستغلالِه بشكلٍ مسئول، حيثُ حرصت سلطنة عُمان على تطوير الوجهات السِّياحيَّة دُونَ الإضرار بالبيئة، من خلال إقامة منتجعات مستدامة، وتحسين البنية الأساسيَّة بما يَضْمن راحة الزوَّار، دُونَ المساس بجَمال الطَّبيعة أو الخصوصيَّة الثَّقافيَّة لكُلِّ منطقة.
لكن ما يجعلُ التَّجربة السِّياحيَّة فى عُمان استثنائيَّة بحقٍّ، هو ارتباطها العميق بالعادات والتَّقاليد العُمانيَّة، الَّتى لا تزال حاضرةً فى تفاصيل الحياة اليوميَّة، فمن الأسواق القديمة الَّتى تفوح بروائح اللُّبان والتَّوابل العُمانيَّة، إلى البيوت الطِّينيَّة والقلاع الشَّامخة الَّتى تَروى فصولاً من التَّاريخ، يشعُر السَّائح بأنَّه لا يزور مُجرَّد وجهة سياحيَّة، بل يدخل إلى عالَم أصيل ينبض بالحياة.. فهذه الهُوِيَّة الثَّقافيَّة لم تكُنْ لِتظلَّ متألِّقة لولا حرص السَّلطنة على إبرازها ضِمْن استراتيجيَّتها السِّياحيَّة، حيثُ تمَّ توظيف التُّراث كعنصر جذب سياحى يُعزِّز تجربة الزوَّار، بدلاً من أنْ يكُونَ مُجرَّد مظهرٍ شَعبى (فلكلورى) هامشى. كما أنَّ الضِّيافة العُمانيَّة، المعروفة بكرَمِها الفطرى، تُضيف بُعداً آخر لهذه التَّجربة، حيثُ يشعُر السَّائح بترحيبٍ حقيقى يجعله يَعُودُ مرَّةً أخرى بحثاً عن الأجواء الدَّافئة الَّتى تمتزج فيها الحفاوة بالرَّفاهيَّة.
إنَّ إدراك عُمان لأهميَّة السِّياحة كمحرِّك اقتصادى دفعَها إلى تَبنِّى سياسات متوازنة تهدف إلى تحقيق نُموٍّ مستدام فى القِطاع، من خلال التَّوَسُّع فى مشاريع البنية الأساسيَّة، وتعزيز الاستثمار فى المنشآت السِّياحيَّة الَّتى تحترم الطَّابع البيئى والثَّقافى، وتكثيف جهود التَّرويج للسَّلطنة كوجهةٍ مفضَّلة على الخريطة العالَميَّة، وبَيْنَما تواصلُ بعض الدوَل التَّركيز على الكمِّ فى استقطاب السيَّاح، تَسير عُمان بخُطًى ثابتة نَحْوَ نموذج سياحى أكثر استدامة، يُراعى الجودة والتَّجربة الفريدة، ما يُعزِّز مكانتها كوجهةٍ لا تُنسى للمسافرِين الباحثِين عن الدِّفء الشِّتوى، وجَمال الطَّبيعة، وثراء التَّاريخ، وصِدق الضِّيافة.. وبهذا النَّهج المتكامل، لا تكتفى السَّلطنة بكونها وجهةً سياحيَّة موسميَّة، بل تكرِّس مكانتها كواحدة من أهمِّ الوجهات الَّتى تُعِيدُ تعريف مفهوم السِّياحة الفاخرة الأصيلة، حيثُ الجَمال والتَّاريخ والإنسان فى تناغمٍ لا مثيل له.
تعاون عُمانى نيبالى فى مجال السياحة
وفى ذات السياق، وقعت وزارة التراث والسياحة وجمهورية نيبال الديمقراطية الاتحادية ممثلة بوزارة الثقافة والسياحة والطيران المدنى مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال السياحة انطلاقاً من رغبة البلدين فى تعزيز وتطوير التعاون بينهما فى المجال السياحى.
وقع مذكرة التفاهم كل من سالم بن محمد المحروقى وزير التراث والسياحة، والدكتورة آرزو رانا ديوبا وزيرة خارجية نيبال ممثلة عن وزارة الثقافة والسياحة والطيران المدنى لجمهورية النيبال.
من خلال مذكرة التفاهم سيعمل الجانبان على تطوير التعاون الثنائى بينهما فى مختلف المجالات المتعلقة بالسياحة، بما فى ذلك تشجيع الاستثمارات السياحية، وإنشاء الفنادق، وتطوير المرافق السياحية، وتعزيز الخبرات فى الإدارة الفندقية. وتهدف المذكرة إلى تحفيز السياحة المتبادلة بين البلدين وفق القوانين والأنظمة المعمول بها، وتعزيز التواصل المباشر بين وكالات السفر والشركات السياحية، كما تشجع المذكرة على المشاركة فى المعارض الدولية التى يُنظمها كل جانب فى بلده، مع تقديم التسهيلات اللازمة لوفود البلد الآخر للمشاركة فى الندوات والمؤتمرات وحلقات العمل السياحية الدولية، كما تؤكد المذكرة تعزيز التعاون بين الجانبين فى إطار منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) والمنظمات السياحية الدولية الأخرى، إلى جانب تطوير التعاون من خلال برامج مشتركة، وتبادل المعلومات والوثائق المتعلقة بالتدريب المهنى للعاملين فى قطاع السياحة، إلى جانب تبادل المعلومات والإحصاءات ومواد الترويج السياحى، وتبادل المعرفة الفنية والخبرات فى مجالات التدريب، والبحوث، والمعلومات السياحية المتنوعة.
عُمان تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمى للمرشد السياحى
وفى سياق متصل، شاركت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة دول العالم الاحتفال باليوم العالمى للمرشد السياحى الذى يصادف 21 فبراير من كل عام؛ تقديراً للدور الذى يقوم به المرشدون السياحيون من تقديم المعلومات التاريخية والثقافية والسياحية عن المعالم والمواقع والمزارات السياحية التى يقصدها السائح. ويأتى احتفاء وزارة التراث والسياحة بهذا اليوم إيماناً منها بدور المرشدين السياحيين العُمانيين فى جعل الزيارة لسلطنة عُمان مثرية بمختلف المعلومات وإيجاد أفضل التجارب السياحية للسائح.
وأكد أنور بن محمد المحروقى، رئيس قسم الإرشاد السياحى بوزارة التراث والسياحة، أهمية تسليط الضوء على الدور الحيوى الذى يقوم به المرشدون السياحيون فى قطاع السياحة، مشيراً إلى أن المرشدين للمواقع السياحية هم سفراء لسلطنة عُمان وبوابة السائح لفهم مختلف الثقافات والمقومات التاريخية والطبيعية والثقافية والبيئية التى تتمتع بها سلطنة عُمان. وأوضح أن عدد رخص الإرشاد السياحى التى أصدرتها الوزارة حتى نهاية عام 2024م بلغ 1175 رخصة لمرشدين سياحيين، وتأتى اللغة الإنجليزية فى مقدمة اللغات الأكثر ترخيصاً، كما تم ترخيص بعض المرشدين باللغات الأجنبية الأخرى كاللغة الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والروسية وغيرها.
وقال: إن وزارة التراث والسياحة تسعى إلى زيادة أعداد المرشدين المرخَّصين باللغات الأجنبية غير الإنجليزية بناءً على حاجة القطاع وتعدد الأسواق السياحية وتوعية المجتمع بأهمية ودور المرشد السياحى، مشيراً إلى أن الوزارة قامت بتنظيم أنشطة سياحة المغامرات وتأهيل العاملين فى هذا النشاط وإيجاد شراكات فاعلة مع الجهات ذات العلاقة لتمكين المرشد السياحى المتخصص فى سياحة المغامرات؛ إذ بلغ عدد المرشدين السياحيين المرخصين لنشاط المغامرات 52 مرشداً عُمانياً متخصصاً منهم 6 مرشدات عُمانيات متخصصات فى سياحة المغامرات.