عمرو الليثي: الالتزام بالأخلاقيات الإعلامية يحقق تطورًا مستدامًا

قال الإعلامي د. عمرو الليثي، إن الإعلام هو أحد أعمدة المجتمع الأساسية، يلعب دورًا محوريًا فى تشكيل الوعى العام وتوجيه الرأى العام في مختلف القضايا، لافتًا إلى أنه رغم هذا الدور الحيوي إلا أن الإعلام فى مصر يعاني في بعض الأحيان من غياب، أو تراجع فى الالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي.
وأكد الليثي، من خلال تصريحات صحفية، أن هذا الغياب يمكن أن يترك آثارًا سلبية على المجتمع المصرى، حيث يؤثر على ثقافة الناس، ويزيد من انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، ويضعف الثقة فى المؤسسات الإعلامية.
وأضاف: "وأخلاقيات العمل الإعلامى هى مجموعة من المبادئ والمعايير التى يجب أن يلتزم بها الصحفيون والإعلاميون فى أدائهم المهني، وتشمل هذه الأخلاقيات احترام الحقيقة، والحفاظ على المهنية والموضوعية، وعدم الانحياز أو التحيز لأى طرف سياسى أو اجتماعى، وحماية خصوصية الأفراد، مع مراعاة التأثير الاجتماعى للأخبار والبرامج الإعلامية، كما تفرض الأخلاقيات الإعلامية ضرورة التعامل مع الأخبار بحذر ومسؤولية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الحساسة مثل الأمن القومى، الصحة العامة، أو النزاعات الاجتماعية.
وتابع: "وفي السنوات الأخيرة، أصبح الإعلام في مصر يعاني من تحديات تتعلق بالابتعاد عن القيم الأخلاقية في بعض الأحيان، وقد يتسبب التنافس بين وسائل الإعلام فى نشر الأخبار بشكل مفرط دون التحقق من صحتها، مما يؤدي إلى انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، كما يتم استخدام الإعلام أحيانًا فى الدعاية السياسية أو التجارية، مما يسهم فى انحراف الصحافة عن رسالتها الأساسية، وهى خدمة المجتمع بكل مصداقية.
وأضاف: "ومن أبرز مظاهر غياب الأخلاقيات الإعلامية انتشار «الإعلام الأصفر» أو «الإعلام الموجه»، الذى يسعى وراء الإثارة وجذب المشاهدين على حساب الحقيقة والمصداقية. هذه الممارسات قد تضر بالثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام، بل وقد تؤدى إلى تشويش الصورة الحقيقية للأحداث، مما يخلق بيئة إعلامية مليئة بالشكوك والمغالطات.
واستكمل حديثه قائلًا: "إن غياب أخلاقيات الإعلام يؤدي إلى انتشار الشائعات والأخبار المغلوطة التي تسهم في تكدير السلم الاجتماعى وزعزعة الاستقرار، كما يؤدى غياب الموضوعية فى الإعلام إلى زيادة الانقسامات السياسية والاجتماعية فى المجتمع، فعندما تتحول وسائل الإعلام إلى أداة دعاية تروج لفكرة واحدة أو طرف معين، يمكن أن تزداد الهوة بين الفئات المختلفة فى المجتمع، مما يضر بالتعايش السلمى ويزيد من الاستقطاب، ويؤدى أيضًا إلى تدهور الوعي الثقافي والتعليم فى المجتمع.
وأضاق: "وإذا كانت وسائل الإعلام تروج للمحتوى السطحى أو المضلل، فإن هذا سيؤثر على عقول الأجيال الشابة ويقلل من قدرتهم على التفكير النقدي وتحليل المعلومات بشكل موضوعي.
واختتم حديثه قائلًا: "إن غياب أخلاقيات العمل الإعلامى فى مصر يشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع المصري، فمن الضروري أن تعمل وسائل الإعلام على استعادة هذه الأخلاقيات، كما يجب على الإعلاميين تعزيز قيم الشفافية والمصداقية، والتأكد من أن رسالتهم تهدف إلى تحسين المجتمع ودعمه بالمعرفة الصحيحة، وبتحقيق الالتزام بالأخلاقيات الإعلامية، يمكن للمجتمع المصري أن يحقق تطورًا مستدامًا ويعيش فى بيئة إعلامية صحية ومستقرة.