الأزهر للفتوى: المعلمون أصحاب رسالات رفع الله قدرهم

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن المعلمين يحملون رسالة تعليمية وتربوية سامية، تجعل تخلقهم بالفضائل وابتعادهم عن صغائر الأمور واجبًا عليهم أكثر من غيرهم، نظرًا لمكانتهم في المجتمع، ودورهم في تكوين الأجيال.
تكريم الإسلام للعلماء والمعلمين
رفع الله عز وجل من شأن العلماء، ومنحهم مكانة عظيمة في الإسلام، حيث قال في كتابه الكريم:
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" [المجادلة: 11]
وهذه الآية تؤكد أن أصحاب العلم لهم منزلة خاصة عند الله، فهم ورثة الأنبياء في نقل العلم النافع، وتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم. كما أن النبي ﷺ بيّن فضل العلماء والمعلمين في عدة أحاديث، منها قوله:
"إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير." [رواه الترمذي]
المعلم قدوة في الأخلاق والسلوك
أشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن دور المعلم لا يقتصر على نقل المعلومات فقط، بل يمتد ليكون قدوة صالحة لطلابه، يزرع فيهم القيم النبيلة والأخلاق الحسنة. ولذلك، فإن تحلي المعلمين بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن سفاسف الأمور ضرورة ملحة، لأن الطلاب يتأثرون بسلوكياتهم وأخلاقياتهم.
وقد كان النبي ﷺ خير معلم، حيث قال عن نفسه: "إنما بعثت معلما". وكان تعليمه قائمًا على الرحمة والحكمة، فلم يكن غليظًا أو متعاليًا، بل كان يوجه أصحابه بلطف، ويغرس فيهم حب التعلم والعمل الصالح.
أهمية دور المعلم في بناء المجتمع
المعلم هو حجر الأساس في بناء المجتمعات، فبفضل جهوده يتخرج الأطباء والمهندسون والعلماء والقادة، ولذلك فإن دوره لا يقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، بل يشمل التربية والتوجيه، ومساعدة الطلاب على تكوين شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات.
واجب المجتمع تجاه المعلمين
نظرًا لمكانة المعلمين ودورهم العظيم، فإن المجتمع مطالب بتقديرهم واحترامهم، وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم، تكفل لهم حياة كريمة، وتحفزهم على أداء رسالتهم بأفضل شكل.
المعلمون هم شعلة النور التي تضيء طريق الأجيال القادمة، وهم القدوة التي تترك أثرًا عظيمًا في نفوس طلابهم، لذلك ينبغي أن يحظوا بالتقدير والتكريم، وأن يدرك الجميع فضلهم، فهم صناع المستقبل وأساس النهضة والتقدم.