وزير خارجية جيبوتي يفوز برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي
في إنجاز دبلوماسي رفيع، فاز وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال الانتخابات التي جرت ضمن القمة الـ38 للاتحاد في أديس أبابا.
جاء هذا الفوز متوقعًا نظرًا لما يتمتع به من خبرة دبلوماسية واسعة وكفاءة قيادية جعلته المرشح الأبرز لهذا المنصب.
ويُعد هذا الانتصار فخرًا واعتزازًا للدبلوماسية الجيبوتية، التي أثبتت مكانتها الفاعلة في الساحة الأفريقية والدولية.
فجيبوتي، رغم صغر مساحتها، أظهرت قدرة استثنائية على التأثير في القرارات الإقليمية، والمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار، وتعزيز التعاون القاري، مما جعلها ركيزة أساسية في الدبلوماسية الأفريقية.
وخاض يوسف منافسة قوية مع رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا، والملغاشي ريتشارد راندريماندراتو، إلا أن تأييد دول مؤثرة في الاتحاد الأفريقي، وخبرته العميقة في الملفات السياسية والاقتصادية، حسمت النتيجة لصالحه.
حيث حصل محمود علي يوسف على 33 صوتًا متفوقًا على السياسي الكيني المعارض رايلا أودينغا، ليخلف موسى فكي محمد من تشاد في هذا المنصب لمدة أربع سنوات.
ويأتي انتخابه في إطار نظام التناوب الإقليمي المعتمد منذ 2018، والذي يمنح هذه الدورة لمنطقة شرق أفريقيا، ومن خلال هذا المنصب، يُنتظر أن يلعب يوسف دورًا محوريًا في تعزيز التكامل القاري، ودفع جهود التنمية والاستقرار، وتنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، التي تهدف إلى بناء أفريقيا قوية ومزدهرة ومستقلة.
يوسف، البالغ من العمر 59 عامًا، هو دبلوماسي محترف من عرقية العفر وقد شغل منصب وزير الخارجية في جيبوتي منذ عام 2005.
قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية، شغل يوسف منصب سفير جيبوتي في مصر، كما شغل منصب وزير الخارجية في حكومات ثلاث رؤساء في جيبوتي. ويُعتبر يوسف مرشحًا ذو معرفة عميقة بمؤسسات الاتحاد الأفريقي، وهو ما منحه ميزة كبيرة في الحملة الانتخابية.
حيث أشاد المراقبون بحملته الهادئة والمبنية على خبراته الطويلة، يوسف يتحدث اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية.
بهذا الفوز، تُعزز جيبوتي حضورها في الساحة الأفريقية والدولية، وتؤكد مجددًا أنها دولة دبلوماسية محورية قادرة على التأثير في مستقبل القارة، والمساهمة في صياغة رؤية أفريقية موحدة تعكس تطلعات شعوبها.

