رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

نحتاج فى هذا التوقيت أكثر من أى وقت مضى إلى التلاحم والوحدة العربية والموقف العربى الموحد والمتماسك للوقوف يدًا واحدة ضد المخطط الصهيونى القبيح لتهجير الفلسطينيين من بلدهم والتطهير العرقى لقطاع غزة، نحتاج إلى موقف عربى قوى وصارم ضد الهجمة الشرسة التى يقودها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومحاولاته للضغط على مصر والأردن لاستقبال الفلسطينيين وتهجيرهم من بلدهم.
تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب تعكس الغطرسة والتكبر والبلطجة التى يمارسها على العالم، وآن الأوان أن يكون للدول العربية وقفة حازمة ويعبروا عن قوتهم ويتصدوا لهذه التصريحات الاستفزازية والمنفلتة من رئيس أمريكا ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الجميع يجب أن يعلن رفضه لهذه التصريحات والخطط ويوقف مخطط التهجير للفلسطينيين الذى يستهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا والقضاء عليها ونسف حل الدولتين وكتابة سيناريو النهاية لهذه القضية وللشعب الفلسطينى.
هذا السيناريو والمخطط الصهيونى لن تسمح مصر بتنفيذه ولن يمر، وعلى الوطن العربى كله والمجتمع الدولى أن يتصدى له ويدعم موقف وجهود الدولة المصرية، يجب أن يتوقف ترامب عن تصريحاته العدوانية المستفزة، فكيف وصل به الجنون لدرجة أن يتحدث عن شراء وبيع قطاع غزة؟!، الأوطان لا تباع ولا تشترى يا سيد ترامب!، غزة جزء أصيل من فلسطين شعب وأرض ووطن وهوية، لا تقدر بثمن وأهلها لن يتركوها ومستعدون للتضحية بأرواحهم ودمائهم لحماية أرضهم.
إسرائيل وأمريكا أعداء السلام فى المنطقة يريدون بحرًا من الدماء ونزاعات وحروب، الاحتلال الإسرائيلى لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وخرق هذا الاتفاق أكثر من مرة، ويعمل على تقويض جهود السلام، والرئيس الأمريكى لا يتوقف عن التصريحات العنترية والتهديد والوعيد ليلاً ونهاراً، يبدو أنه فقد عقله وأصابه جنون العظمة والغرور، يتحدث وكأنه يمتلك العالم ويحركه ويتحكم فى قرارات ومصائر الدول، فلا يتوقف عن التهديد والوعيد، وآخرها تهديده بأن سيشترى قطاع غزة ويبيع جزءًا منه لبعض الدول فى الشرق الأوسط، تصريحات استفزازية وغير مسئولة تصدر من رئيس أكبر دولة فى العالم؟!، كيف يصمت العالم أمام هذه التصريحات العدوانية التى تمثل كل أشكال البلطجة علناً أمام الرأى العام العالمى دون استحياء أو خجل.
الشعب الفلسطينى الشقيق عزيمته وإرادته لن تلين، ولن يترك بلده، ومصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ مخطط التهجير للفلسطينيين أيا كانت التهديدات والضغوط، مصر دولة قوية ذات سيادة، قرارها بإرادتها الحرة وإرادة شعبها العظيم الذى يصطف خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة مدعما لأى إجراءات وتدابير تتخذها الدولة لحماية الأمن القومى المصرى والتصدى لمخطط التهجير ومنه تصفية القضية الفلسطينية.
مصر قالت «لا للتهجير.. التهجير خط أحمر»، قالتها بكل قوة فى وجه العالم كله، وأن السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التى يتعرض لها السلم والأمن الإقليميين والدوليين، الناتجة عن الاحتلال الاسرائيلي، والعدوان الإسرائيلى الأخير على غزة وتداعياته، هو تبنى المجتمع الدولى لنهج يراعى حقوق جميع شعوب المنطقة بدون تفرقة أو تمييز، بما فى ذلك الشعب الفلسطينى الذى يعانى من إجحاف غير مسبوق بحقوقه الأساسية، بما فيها حقه فى العيش بسلام على أرضه وفى وطنه.
الدولة المصرية أعلنت اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار قطاع غزة، وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب، وعلى المجتمع الدولى أن يدعم جهود مصر وسرعة تنفيذ خطة عاجلة لعملية شاملة لإعمار غزة، وأن تكون هناك رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية، تتأسس على ضرورة إنهاء الظلم التاريخى الذى تعرض، ومازال يتعرض له، الشعب الفلسطيني، واستعادة هذا الشعب لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وحق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم، وبما يتسق مع القيم الإنسانية، ومع مبادئ القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، بما فى ذلك قرارات الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الانسان، واتفاقية جنيف الرابعة.
يجب أن يتم العمل على تسوية عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقاً للقانون الدولى على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، وأتمنى أن يكون هناك موقف عربى موحد للتصدى لانتهاكات وبلطجة الاحتلال الإسرائيلى وتصريحات ترامب، وأن تخرج القمة العربية الطارئة التى دعت لها مصر يوم 27 فبراير الجاري، لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، بموقف حاسم وقرارات قوية تعبر عن رفض قاطع للتهجير بكل أشكاله وصوره.