رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

المخطط الإسرائيلى الأمريكى فى مواجهة الموقف المصرى العربي

بوابة الوفد الإلكترونية

سمير فرج: مصر لم تتأثر بإيقاف «بايدن» المساعدات الأمريكية ٤ سنوات 

«الديك»: «ترامب» يسعى لدخول التاريخ عبر تهديدات فارغة 

إيهاب يوسف: فرصة تاريخية لتوحيد الدول العربية فى مواجهة التحديات المعاصرة

«أبو زيد»: ملك الأردن أكد على وجود رؤية عربية مشتركة مع مصر

إعلامى فلسطيني: شعب غزة يختار النضال ولا يقبل التهجير

 

تتجلى قوة الرد المصرى أمام تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى هدد بوقف المساعدات المقدمة لمصر والأردن، فى سياق موقف رسمى مصرى دبلوماسى وشعبي، بالإضافة الى المواقف العربية الموحدة التى ترفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين. تبرز العديد من السيناريوهات المطروحة، إلا أن جميعها يؤكد على وجوب الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى ورفض كافة محاولات الضغط السياسى للقبول بمخطط التهجير القسري.

 وفى هذا الإطار، تتضافر جهود الدول العربية ومنظماتها، حيث تُعقد قمة عربية طارئة فى 27 فبراير الجاري، التى تهدف تعزيز التعاون لمواجهة التحديات الراهنة. تؤكد هذه التحركات على التزام الدول العربية بدعم حقوق الفلسطينيين وتحصين موقفها أمام التهديدات الخارجية.

سمير فرج

وأوضح أبو الغيط  أن الدول العربية متمسكة بحل الدولتين وترفض أى تنازل عن الأراضى الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الطرح الأمريكى بشأن غزة يهدف إلى فرض رؤية تستدعى استجابة عربية موحدة، مؤكدًا أن «صفقة القرن» ستظل مرفوضة حتى فى حال إعادة طرحها من قبل الإدارة الأمريكية، وذلك وفقًا لتصريحاته لقناة «العربية»،

وحول استخدام أمريكا سلاح المساعدات للضغط على مصر والأردن، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، إن المساعدات العسكرية الأمريكية لم تعد تحمل نفس الأهمية التى كانت عليها فى السابق، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن قد أوقف تلك المساعدات قبل أربع سنوات دون أن تتأثر مصر بشكل كبير. وأوضح أن المليار و300 مليون دولار التى تُخصص كمساعدات عسكرية اليوم لا تكفى لشراء أكثر من عشر طائرات من طراز F-16، بينما كانت فى الماضى تتيح شراء نحو 100 طائرة.

حسين الديك المحلل الفلسطيني

وأضاف فرج أن المعونة الاقتصادية التى تبلغ 200 مليون دولار لا تمثل قيمة حقيقية، ولا تؤثر على الوضع المصري، مشيراً إلى أن هذه التصريحات ليست سوى «إعلام وفشخرة « لا تستدعى القلق. وأكد أن مصر قد تنوعت مصادر تسليحها، مما يجعل التهديدات الأمريكية أقل تأثيراً.

وعن القمة العربية المقرر عقدها فى القاهرة، اعتبر فرج أنها فرصة لتوحيد الصف العربي، وإظهار للعالم أن العرب متفقون على رفض تهجير الفلسطينيين إلى أى دول، خاصة مصر أو الأردن أو السعودية. 

اللواء إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية

وأوضح الدكتور حسين الديك المحلل الفلسطينى المتخصص فى الشؤون الأمريكية، لـ «الوفد» أن التهديدات بوقف المساعدات الأمريكية لا تمثل سوى تصريحات شعبوية جدلية، تعكس نظرة استعلائية من شخص مغرور يسعى لدخول التاريخ، ولكنه سيفشل فى ذلك. وأكد أن هذه التهديدات تستهدف الدولة المصرية، التى تُعتبر دولة ذات سيادة وتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، قبل قيام الولايات المتحدة الأمريكية.

الإعلامي علي وهيب

وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي، بأغلبه، يرفض هذه التصريحات، كما أن هناك رفضاً عربياً وإسلامياً ودولياً واسعاً لها. واعتبر أن هذه التصريحات تمثل نوعاً من «الوقاحة السياسية»، كما وصفتها صحيفة نيويورك تايمز، التى اعتبرت تصريحات ترامب الأكثر وقاحة لرئيس أمريكى منذ أكثر من مئة عام.

وأكد الديك أن هذه التصريحات تمثل تجاوزاً لكل الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي، وتعد انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول. وأكد أن هذه المواقف تسيء إلى سمعة الولايات المتحدة والقيم الديمقراطية والأخلاقية فى العالم.

قال اللواء إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية، إن التحديات التى فرضتها الظروف منذ تولى إدارة ترامب الحكم فى الولايات المتحدة، والتهديدات التى يلوح بها تجاه المعارضين لمقترحاته، تعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الشعوب العربية. حيث تعتبر الأرض بالنسبة لهم عرضًا، وليست مجرد وسيلة للبحث عن المال أو المتعة.

ابو الغيط

وأكد يوسف أن هذه هى الفرصة الأخيرة، والتى يعتبرها منحًا إلهيًا، لتوحيد ما تبقى من الدول العربية. محذرًا من أن ما شهدته العراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن قد يتكرر إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة نحو الوحدة. وشدد على أهمية الأمل فى تحقيق هذه الوحدة كسبيل لإنقاذ تلك الدول مما وقعت فيه نتيجة مخططات استعمارية خارجية.

وحث الخبير الأمنى على العمل من أجل تحقيق حلم الشعب الفلسطينى فى العيش بسلام، حتى فى ظل التحديات التى تطرحها الدول المعتدية. 

وأكّد نضال أبو زيد الخبير الاستراتيجى والعسكرى الأردنى أن زيارة ملك الأردن إلى واشنطن ولقاءه مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جاءت فى مرحلة حساسة، حيث تزايدت حدة الموقف الأمريكى الذى يتناغم مع الرؤية الإسرائيلية أكثر من العربية. وأشار إلى أن الملك استطاع التوازن بين موقف عربى موحد ومصلحة الأردن فيما يتعلق بقضية التهجير، حيث صرح قائلًا: «يهمنى مصلحة بلدي». كما أشار إلى وجود رؤية عربية موحدة سيتم تقديمها كبديل عن مشروع التهجير الذى طرحه ترامب، مما يعكس التوجه العربى نحو تنسيق الجهود.

وأضاف أبو زيد فى تصريحات لـ «الوفد « أن ارتفاع حدة الخطاب السياسى الأمريكى يشير إلى راديكالية طرح ترامب البعيد عن الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الخيار الذى أصبح أكثر وضوحاً هو أن نتنياهو، وبغطاء أمريكى يحاول إطالة مدة المرحلة الأولى من الاتفاق حتى لا يكون هناك انتقال للمرحلة الثانية، وهى المرحلة التى تعنى وقفاً كاملاً للحرب وليس وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار.

نضال أبو زيد الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني

وأكد الإعلامى على وهيب أن القمة العربية المرتقبة تمثل فرصة حقيقية لتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، مشدداً على ضرورة تشكيل جيش عربى يعكس قوة الإرادة المشتركة للدول العربية. وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول غزة، أبدى وهيب تعجبه من هذا الخطاب الذى يبدو كأنه يتعامل مع القضية الفلسطينية كموضوع تجاري، متسائلاً عن الجهة التى يمكنها شراء أو بيع أرض وطنية.

وانتقد وهيب  التصريحات التى تصف الوضع فى غزة بـ»الجحيم»، حيث اعتبر أن الاحتلال الإسرائيلى هو من يتحمل مسؤولية التدمير، بينما يُعاقَب الشعب الفلسطيني. وأكد أن الشعب الفلسطينى قد اتخذ قرار النضال للدفاع عن أرضه، معبراً عن تقديره للمواقف القوية التى عبرت عنها دول مثل مصر والأردن والسعودية، والتى تصفها بأنها تتحدث بلغة واحدة لدعم حقوق الفلسطينيين، لافتا إلى أن العالم العربى لن يكون لقمة سائغة أمام الضغوط الخارجية، وأن هناك التزاماً جماعياً بحماية القضايا العربية الأساسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.