رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخربون وليسوا متظاهرين!

هل مايقوم به الأخوان الآن، يُعد تظاهرا او اعتصاما سلمياً؟!
هل ضرب المولوتوف والقاء الشماريخ فى حرم الجامعة، هو التظاهر السلمى؟!

هل اعتصاما رابعة والنهضة كانا ضمن الاعتصامات السلمية؟!
هل "العصيان المدنى" هو فرض التوقف عن العمل والدراسة بالقوة على الآخرين، وقطع الطرق بالبلطجة؟!
أسئلة تبدو إجاباتها سهلة وقطعية، لكن الاخوان تنظيما وطائفةً يأبون الا أن يغالطوا ويمارسون فاشيتهم تحت شعارات السلمية!
كان ظهور الشماريخ الخضراء والخوذات المعدنية فى رابعة، قبل 30 يونيو بأسبوعين، علامة لا تخطئها عين. لم يكن أبدا اعتصامهم أو مظاهراتهم سلمية..شتان بين متظاهرى 25 يناير الذين واجهوا بصدور عارية رصاص وخرطوش وقنابل الغاز ولم يرفعوا أيديهم بطوبة واحدة، وبين متظاهرى الأخوان الذين يهتمون بانشاء سجون واماكن للتعذيب فى اعتصاماتهم.
 اعتصام وعصيان!
لعل أشهر اعتصام سلمى فى تاريخ مصر الحديث هو الذى حدث فى جامعة القاهرة فى يناير عام 1972..فى الساعة السادسة صباخا اقتحمت قوات الأمن المركزى الجامعة، وحاصرت قاعة الاحتفالات الكبرى التى كانت مقرا للاعتصام..تم انذار الطلاب بفض الاعتصام..ماذا فعل الطلاب الصغار أنذاك؟! لم يستغرق الأمر دقائق واخذوا قراراً بالخروج فى صف طويل حتى يجنبوا القاعة تخريبا او تدميرا يضر بها. خمسة ألاف طالب يخرجون واضعى أيديهم فوق رؤوسهم، وفجأة انبعث صفير من فم بعضهم يترنم بنشيد بلادى ..بلادى. ارتفع الصفير لينخرط الجميع فى عزف لحن بلادى بصفير حزين، بينما كان يتم شحنهم فى البوكسات الى معسكرات الأمن المركزى. هذا هو الاعتصام السلمى ومعناه..تظاهر واعتصم، وفى أقسى الأحوال اجلس فى مكانك حتى تأتى الشرطة وتأخذك الى الحبس.. أين هذا من اعتصامات الاخوان المسلحة بالرصاص والخرطوش والطوب؟!
أما العصيان المدنى، فأصوله لا تسمح بفرض ايقاف العمل على الآخرين، ولا قطع الطرق على الناس. ولعل اشهر عصيان مدنى فى عالمنا العربى المعاصر، الذى حدث إبان ثورة أكتوبر 1964 فى السودان. أعلن عمال السكك الحديد بأنفسهم ايقاف حركة القطارات، وأعلن الموظفون بمحض اراداتهم اغلاق المؤسسات الحكومية، أضرب الطلاب، حتى وصل الأمر الى الاذاعة فأعلن المذيع ايقاف الارسال. هو عصيان بمحض الارادة وليس بلطجة تفرضها أقلية على أغلبية..فرق كبير بين العصيان المدنى، وبلطجة العصابات قطاع الطرق!
 القمصان الصُفر
يبدو العنف متأصلا فى تاريخ الأخوان. لن نتحدث عن الاغتيالات، ولا عن اشعال الحرائق ورمى القنابل والتفجيرات التى ارتكبوها. سنتحدث عن الفاشية التى غزت عقل مرشدهم الأول، فاخترع لهم فرقاً وكتائب. أسماها "القمصان الصُفر". شباب غرر بهم ليكونوا كتائب تقوم بالهجوم على مؤتمرات الأحزاب الأخرى وأولها الوفد. أليس عجيبا أن علامة رابعة الصفراء تذكرنا بالقمصان الصُفر؟! ويا لسخرية القدر، فهاهم يلبسون ويرفعون العلامة الصفراء، ويقومون بكسر وحرق المحلات والمنشئات العامة، ويرمون بالطوب ويخلعون بلاط الأرصفة! أكثر من ثمانين عاما مرت. تغيرت أحوال

البشر والدول والمجتمعات. قامت ثورات، وتغيرت أنظمة حكم، وتطورت مفاهيم الديمقراطية وانتصرت حقوق الانسان، بينما ظلوا كما هم محلك سر.. ظلوا يلقون بالطوب، ويتعاملون بالشماريخ، يخربون ولا يتظاهرون!
هم أقرب الى عصابة من أن يكونوا تنظيماً! يأتمرون بأمر رئيسهم، فلا يفكرون ولا يقدرون العواقب. وهل ننسى مافعلوه بالاتحادية، عندما فضوا اعتصاما سلميا بالرصاص والشماريخ والمولوتوف؟! هل ننسى كيف حاولوا كتم أنفاس سيدة مسنة مثل المناضلة شاهندة مقلد؟! هل ننسى سلخانات التعذيب التى اقامها اتباع مرسى من قيادات الجماعة؟!
 لا وطنية لهم
عندما أتأمل كم السباب والشتائم والوقاحة التى يلوث بها الجدران صبيان الأخوان، ازداد اقتناعا بأنهم لم يعرفوا للوطنية معنى على الإطلاق. الوطنية- بالمناسبة- ليست صفة أخلاقية، ولكنها معنى علمى محدد. والاخوان لا يعترفون بوطن ولا دولة، هم يؤمنون بالخلافة ولا يؤمنون بالأوطان وبالدول الوطنية الحديثة. أى حمق يزين لهم أن يهاجموا جيش بلادهم، وأن يعملوا على تفتييته واهانته فى يوم انتصاره؟! كانت خطتهم استبداله بميليشيات من التكفيريين والجهاديين، لكن خطط مرسى قد فشلت. لا يفكرون الا فى التخريب والهدم، ويزعجهم البناء والتقدم!
ما يحدث الأن من اتباع مرسى هو التخريب بعينه. ليس تظاهرا ولا اعتصاما سلميا، فلكل شئ أصول، وهم لا يعرفون الأصول. يعرفون فقط التخريب والاغتيال البدنى، أما الاغتيال المعنوى فهم أساتذة فيه. اغتالوا كل من احسوا منه بمنافسة سياسية وشعبية. اسألوا البرادعى وحمزاوى وزياد! وما محاولاتهم الخسيسة لتشويه السيسى الا سيرا فى هذا الاتجاه.
ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين، كما قال حسن البنا عن اتباعه الذين اغتالوا القاضى الخازندار. كان قد أعطى الأمر بالتخلص منه، لكنه حاول التملص من الاتهام ومصالحة النقراشى فذهب الى ما قال!
ما حدث فى المنيل والدقى وشبرا بالامس يجعلنا نقول بكل ثقة:
ليسوا أبدا متظاهرين، ولكنهم مخربون..ليسوا سلميين، ولكنهم إرهابيون!!