رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

العالم العربى منقسم بشكل متزايد بين أولئك الذين يخسرون كل شىء، وأولئك الذين لديهم كل شىء.. إن كل شىء يبدو وكأنه مشبع بشعور الذنب الذى يشعر به الناجون، ولكن أيضاً بقدر ضئيل من العزيمة فى ظل إدراكنا أن الكوارث التى تمزق أوطاننا قد أغلقت المسافات بيننا. فى قلب كل هذا تقع فلسطين صدمة مفتوحة تطارد التفاعلات. وقد ساد الصمت، حيث كان الغضب والصدمة من قبل. أضف إلى هذا لبنان. فى الوقت نفسه، يعيش السودان منذ عام ونصف العام حرباً وحشية محيرة. وحتى فى الضفة الغربية المحتلة. أينما كان الأمر، يبدو الأمر وكأنه حرب واحدة، وأسبابها معقدة، لكن عواقبها على أولئك الذين يختبرونها بسيطة. نحن جميعاً فى ورطة. وإذا ما نظرنا إلى أبعد من ذلك، فسوف نجد أن المشهد فى مختلف أنحاء العالم العربى يبدو قاتماً تاريخياً. فالحرائق الكبيرة والصغيرة مشتعلة فى كل مكان. والعديد من البلدان ليبيا والعراق واليمن وسوريا إما منقسمة بسبب صراعات متقطعة منخفضة الدرجة، أو تكافح فى مواجهة أزمات إنسانية.

إن الخسائر التى تكبدتها السنوات القليلة الماضية مذهلة. ليس فقط من حيث عدد القتلى، بل أيضاً من حيث عدد النازحين. فقد تكررت مشاهد مئات الآلاف من اللبنانيين الفارين من القتال على مدى الأشهر السابقة فى مختلف أنحاء المنطقة. والواقع أن الإرث الذى خلفته هذه الأحداث هو رحلة مؤلمة من التنقل والانقسام وإعادة التوطين المضطربة. ويكاد يكون كل سودانى، داخل السودان وخارجه، يعيش مع أفراد آخرين من أسرته فى ظروف مؤقتة، ويعيش فى حقيبة سفر، فى انتظار المرة التالية التى يتعين عليه فيها الانتقال مرة أخرى. وهم المحظوظون، الذين نجوا من التطهير العرقى والمجاعة فى أجزاء أخرى من البلاد.

وهناك ثمن آخر أقل إلحاحًا عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت، يلوح فى الخلفية. فالمدن التاريخية الكبرى تتعرض للتدمير، وتجرى عملية محو حضارى. وقد تضررت أو دمرت جميع مواقع التراث العالمى لليونسكو فى سوريا. ودمر جيش الدفاع الإسرائيلى المسجد العمرى الكبير فى غزة، الذى يعود تاريخه إلى القرن الخامس والذى وصف بأنه «قلب غزة التاريخى». وصنفت مدينة صنعاء القديمة فى اليمن، التى يسكنها أكثر من 2500 عام، على أنها «فى خطر» منذ عام 2015. وفى السودان هذا العام، تعرضت عشرات الآلاف من القطع الأثرية، بعضها يعود إلى العصر الفرعونى، للنهب. يمكن إعادة بناء المدن، لكن التراث لا يمكن تعويضه. كل ما يمكن قوله للأصدقاء والغرباء، الذين أصبحوا الآن مواطنين، هو: أتمنى لكم السلامة. أتمنى أن تكونوا بخير. نحن معكم.