عام مر على أحداث 7 أكتوبر.. بعد الهجوم الناجح للمقاومة الفلسطينية على مواقع إسرائيلية داخل الأراضى المحتلة.. عام والقوى الإسرائيلية الباطشة تدك كل شبر فى غزة فى محاولة بائسة لإنهاء المقاومة بمختلف أشكالها.. هذا العام امتدت يد العدوان الإسرائيلى إلى لبنان واليمن.. وتضررت منه جميع دول المنطقة بما فيها مصر.. عام والعالم يشاهد المذابح ترتكب يوميا وبشر يقتلون بلا سبب أو ذنب سوى أنهم فى منازلهم يختبئون.. عام رأينا فيه قوة الشعب الفلسطينى ورأينا فيه محاولات جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة.
ففى هذا العام وإن تم تقييمه بمعايير المكسب والخسارة سنجد أن المنطقة كلها خاسرة بما فيها إسرائيل التى تضرر اقتصادها رغم الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة وحلفائها فى الغرب.. وخسر العرب الكثير بداية من الصورة الذهنية لهم أمام العالم وحتى الاقتصاد العربى وأصبح الكل يعانى من أوضاع اقتصادية عطلت جميع خطط التنمية المعلنة فى أغلب البلاد العربية.. حتى غزة تحول شمالها إلى أكوام من الرماد وفقدنا أكثر من 45 ألف شهيد ومئات الآلاف من المصابين أى أجيالاً كاملة ستعانى من آثار هذه المحرقة الإسرائيلية ضد غزة، حتى الشعب الإسرائيلى خسر أمنه وأمانه الذى كانت الحكومات المتتالية تعدهم به.
ولكن هناك مكسب واحد فقط وهو صعود القضية الفلسطينية إلى قمة الأولويات فى العالم ورأينا التعاطف الشعبى العالمى الواسع معها وأصبحت الكوفية الفلسطينية رمزا لدعم نضال الشعب الفلسطينى تنتشر فى كل مكان على الكرة الأرضية.
ففى هذا العام عرف العالم من يعرقل عملية السلام فى المنطقة، وعرف العالم من يريد إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية فى المنطقة ومن الذى يريد فرض منطق القوة فى العالم مرة أخرى وعرف العالم أن الدول العربية عاجزة عن وقف هذا العبث ولا تملك إلا الإدانة والشجب ولم تمارس أى ضغوط على داعمى البلطجة الإسرائيلية لوقف هذا العدوان.. فقد مرّ عام وفقدنا فيه قيادات اتفقنا أم اختلفنا معها كانت لديها خبرات فى إدارة المعارك الطويلة فقدنا إسماعيل هنية وحسن نصر الله وعددا كبيرا من قيادات حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامى وهم قيادات كانت تمتلك خبرات كبيرة فى مراوغة العدو الصهيونى والتلاعب به.
وبعد عام من أحداث 7 أكتوبر أصبح الأمر الحتمى الآن أن تنتهى حالة الانقسام الفلسطينى فورا وأن تعود القيادة إلى ما نص عليه الدستور الفلسطينى وأن تتحول حركات المقاومة إلى أحزاب سياسية وأن يتم فورا بناء الجيش الفلسطينى حتى يواجه العدو الصهيونى حالا كما يجب على إيران أن تطلب من أذرعها فى اليمن والعراق ولبنان العودة إلى مفاوضات السلام ووقف الحروب الأهلية خاصة اليمن وأن مصلحة اليمن والعراق فى وحدتهما وليس تقسيمهما كما تريد إسرائيل.