خسائر فادحة متوقعة للمصانع المحلية المتكاملة..
ارتفاع أسعار خام الحديد عالمياً لأكثر من 25% منذ 5 سنوات
فى ظل تراجع شديد فى حجم الطلب على منتجات الصلب خاصة حديد التسليح ، وفى ظل صرخات المصانع المتكامله بارتفاع تكاليف التشغيل والإنتاج فى الوقت الذى تشهد فيه اسعار البيع بالسوق المحلى ثباتاً على مدار أكثر من 6 أشهر مما أدى إلى تراجع المبيعات والأرباح ، وإحداث خلل مدهش فى ميزانيات الشركات الكبيره وعلى رأسها مجموعة العز ، ومجموعة السويس للصلب ، ومجموعة بشاى ويليها فى الترتيب مجموعة المراكبى وإن كانت الأخيره بصوره أقل من الآخرون لإتجاهها إلى تكثيف الصادرات من اللفائف للأسواق الخارجية.
** أسعار خام الحديد تصعد بسرعة الصاروخ
منذ أكثر من 5 سنوات لم تشهد اسعار خام الحديد " الأيرن أور " زياده سعريه فى البورصات العالمية كما شهدت أمس، كان سعر خام الحديد حتى الربع الأخير من شهر سبتمبر الحالى لا تتجاوز 85 ، و 89 دولار على أقصى تقدير.
وكانت المفاجأه التى أصابت قطاع الصلب بالرعب والهلع وهى إرتفاع سعر خام الحديد من 89 دولار يوم الثلاثاء الماضى إلى 110 دولار اليوم لتكون نسبة الزياده نحو 25% وهذه النسبة تعد نسبه كبيره جدا، وتشكل عبئاً كبيرا على المصانع المتكامله التى تعتمد على خام الحديد ومعه الغاز بشكل رئيسى وبنسبه تتراوح بين 80 إلى 90 % لإنتاج الحديد المختزل ، وأحيانا قد تصل نسبة إعتماد المصانع المتكامله على خام الحديد إلى 100% .
المفاجئة الثانية التى حدثت فى سوق الصلب العالمى اليوم هى ارتفاع أسعار حديد التسليح بأسواق تركيا لأكثر من 630 دولار للطن بعد أن كان السعر الأسبوع الماضى لا يتجاوز 600 دولار للطن على أقصى تقدير.
** الصين تشترى كميات هائلة من خام الحديد
فى ظل القرارات التيسيرية والتحفيزية التى إتخذتها دولة الصين والمتعلقه بقطاع التشييد والبناء بهدف إنعاش القطاع العقارى وخلق طلب على منتجات الصلب ، وقطاع العقار ، قامت الصين بشراء كميات هائلة من خام الحديد من أستراليا ، والبرازيل تحسباً لوجود طلب كبير على منتجات الصلب بعد أن تراجع حجم الطلب بنسب كبيره جدا لم تشهدها صناعة الصلب الصينية من سنوات وسنوات .
** ورطة الصناعة المصرية
بعد إرتفاع أسعار خام الحديد إلى 110 دولارات للطن بنسبة إرتفاع تصل إلى 25% كما سبق أن أشرنا فى السطور الماضية أصبحت المصانع المتكامله وهى العز ، والسويس ، و بشاى فى ورطه كبيره لأن إرتفاع أسعار خام الحديد بهذا الشكل الضخم سيؤدى إلى تحملها تكاليف باهظه بالزيادة ، وتأتي هذه التكاليف فى ظل تراجع وإنكماش حجم الطلب ،و المبيعات بصوره كبيره وبالتالى تراجع الأرباح .. الأمر الآخر أن هذه المصانع الكبيره تحقق فى الاصل خسائر بسبب فرق العمله عندما تبحث عن نقد أجنبى من الدولار واليورو لتمويل صفقات إستيراد المواد الخام ومعدات وآلات الصيانه وغيرها ويكفى أن نؤكد أن مجموعة العز خسرت العام الحالى نتيجة فروق العمله أكثر من مليار جنيه ، وبالتاكيد مجموعة السويس ، أو بشاى ليست أسعد حالا من مجموعة العز .
** السناريوهات القادمة فى السوق المحلى
بقراءة متانية للأحداث الساخنه بالبورصات العالمية ، وخبرات تراكمية المتخصصه فى الكتاية عن قطاع الصلب على مدار أكثر من 22عاما أستطيع الجزم والتأكيد على عدة حقائق واحداث لا مفر من حدوثها فى سوق الصلب المحلى خلال الأيام القليله القادمه ، بل خلال الساعات القادمه وهى كالتالي،
اولا :
أصبحت المصانع المتكامله مضطره ومجبره على تحريك أسعار منتجاتها بالزيادة بعد إرتفاع أسعار خام الحديد باستراليا والبرازيل
ثانيا :
إن مجموعة العز والسويس هما أكبر الشركات التي ستتعرض لتكاليف رهيبة في الإنتاج خلال المرحلة القادمة خاصة أن هناك قضية إغراق مرفوعة على مجموعة عز يتم التحقيق فيها من جانب المفوضية الأوروبية وهى قضية اللفائف المدرفله على الساخن المرفوعة ولا تزال القضية المجحفة قيد التحقيقات من جانب لجنة الإغراق بالاتحاد الاوروبى، ومؤخرا قامت دولة كندا بفرض رسوم إغراق نسبتها 8.6% على مجموعة السويس في قضية لفائف الأسلاك.
ثالثا :
ستضطر مصانع الدرفله مرغمه على تحريك أسعار حديد التسليح خلال الساعات القليلة القادمه علما بأن أسعار الجارحى ، والعشرى خلال شهر سبتمبر كانت 38 ألفا و400 جنيها للطن ، والمصريه 38 ألفا و 500جنيها ، وبقية أسعار مصانع الدرفله تقل عن أسعار الجارحى ، والعشرى بنحو 500 ، وألف جنيها فى الطن
رابعا :
سيكون هناك معادله صعبه جدا على المصانع المتكامله فك طلاسمها والتعامل معها وهى ، كيفية تصريف وبيع منتجاتها بعد زيادة اسعار منتجاتها نتيجة الزيادات الكبيره فى الخامات بالبورصات العالمية ،وهى التى كانت تعانى فى الاصل من تباطؤ حجم الطلب وإنكماشه قبل الزياده !
خامسا :
قد تضطر الحكومه إلى إجراء حوار مفتوح مع أصحاب مصانع الصلب لاتخاذ عدة قرارات هامه لإنقاذ صناعة الصلب وهى اهم صناعه مصرية على الإطلاق حيث لا حضاره ولا نمو فى مصر أو فى اى دوله على وجه المجره بدون صناعة صلب وحديد وتسليح خاصة أن الصناعه أصبحت مكبله ومقيده بتكاليف باهظه جدا وأهمها اسعار الخامات ، اسعار الطاقه خاصة الكهرباء التى من الممكن ان يكون هناك زياده لها ، وقد تكون الزياده 160 قرشا لكل كيلو وات / الساعه عند الجهد الفائق ، و174 قرشا لكل كيلو وات / الساعه عند الجهد المرتفع ، و 194 قرشا لكل كيلو وات عند الجهد المتوسط ، وربما قد تضطر بعض مصانع الدرفله إلى إطفاء افرانها لعدم قدرتها على مواصلة الإنتاج ..
خلاصة القول ، أن صناعة الصلب أصبحت فى امس الحاجه إلى قرارات داعمه ومسانده لها مع الإشاره إلى أن كل دول العالم المنتجه للصلب أصبحت تتخذ إجراءات حمائية وجمركية بهدف خدمة مصالح صناعاتهم وصناعهم ، ومصانع بلادنا ؛ وصناع بلادنا هم الأولى بالحماية والرعاية .