بئر مسعود.. أساطير وحكايات
عندما تسير على كورنيش الإسكندرية للاستمتاع بجمالها وسحر بحرها، وباتجاهك إلى شرق المدينة وبخاصة منطقة ميامى، تجد على كتلة صخرية بئر الأساطير والحكايات «بئر مسعود»، الذى يأتى العديد من الزوار يوميًا لزيارته ورمى العملات المعدنية؛ أملًا فى تحقيق أحلامهم وأمنياتهم.
وتعددت الحكايات والروايات حولها فمنهم من يقول «ارمى جنيه تحصل على ما تتمناه»، ومنهم من يطلق عليها بئر الأمنيات، حيث يقوم الناس بوشوشة العملة المعدنية بالأمنية وإلقائها فى البئر، على نهج نافورة تريفى بمدينة روما.
واختلفت الأقاويل حول سبب تسميتها ببئر مسعود، وبسؤال الناس عن ماذا تعرف عن بئر مسعود، قال البعض إنها سميت على اسم طفل هرب من عذاب زوجة والده، واستقر عند البئر، وفى أحد الأيام وجد الطفل غريقًا فى البئر.
وتقول رواية أخرى إنها سميت على اسم أول رجل صعيدى عمّر المنطقة وشيد بها البيوت، وهناك رواية أيضًا أنها سميت مسعود لأنها تريح الناس من العذاب، وذلك يرجع إلى عهد الدولة الفاطمية إلى عبد حبشى كان يملكه ثرى عربى، ويعذبه باستمرار، فهرب العبد إلى مدينة الإسكندرية، ونام بجوار البئر، ومات فى اليوم التالى، واعتبر أهل المنطقة أنها بئر مسعود لأنه أراح العبد من العذاب.
أما الرواية الأكثر والأشهر تداولًا بين سكان المنطقة، أنها سميت على اسم شيخ صالح، كان يعيش بسيدى بشر، وكان يذهب يوميًا للتأمل عند البئر، ومات فى أحد الأيام بجوار البئر، وبعد وفاته غرقت المنطقة المحيطة بسبب البئر، واعتقد البعض أن ذلك رد فعل غاضب وحزين على موت الشيخ.
بينما كان لعلماء الآثار رأى فى هذه البئر، ورجحوا أن هذه البئر هى مقبرة، ترجع إلى عصر الدولة اليونانية، حيث اشتهر اليونانيون بإقامة مقابرهم بالقرب من البحر.