بدون رتوش
من جديد يتم تسليط الأضواء على ما يجرى فى ساحة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، ولهذا تصدر المشهد التطورات الميدانية الجارية بين الطرفين. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى قد أعلن مؤخرا بأن إسرائيل تسعى إلى أن تكون الحملة ضد حزب الله قصيرة قدر الإمكان، لكنها مستعدة لأن تستغرق وقتا طويلا إذا لزم الأمر. هذا وقد أعلن الجيش الإسرائيلى أنه قتل «إبراهيم محمد قبيسى» الذى وصفه بأنه قائد منظومة الصواريخ والقذائف فى حزب الله، إلى جانب قائدين آخرين من الوحدة الصاروخية. وأضاف الجيش أنه أطلق موجة غارات واسعة نحو عشرات الأهداف فى لبنان. وأشار المتحدث باسم الجيش «أفيخاى أدرعى» إلى أن طائرات حربية أغارت على البقاع فى عمق لبنان، وفى مناطق متفرقة من جنوب لبنان.
فى الوقت نفسه أعلن الجيش الإسرائيلى أن حزب الله أطلق قذائف صاروخية من منطقة «بنت جبيل» نحو «صفد» و«روش بينا»، كما رصد الجيش الإسرائيلى ثلاث مسيرات من لبنان تم اعتراض بعضها فى منطقة «الكرمل» التى انطلقت منها صفارات الإنذار. فى المقابل أعلن حزب الله أنه شن هجوما جويا بسرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية على قاعدة «عتليت» العسكرية التى تقع على ساحل البحر المتوسط جنوب حيفا فى إسرائيل. وقال الحزب إنه استهدف مقر وحدة المهام البحرية الخاصة «شييطت 13 فى قاعدة «عتليت» مستهدفة أماكن تموضع ضباطها وجنودها، مضيفا بأن الهجوم أصاب أهدافه بدقة.
الجدير بالذكر أن حزب الله تعمد إصدار بيانات متتالية مؤخرًا أعلن فيها عن استهدافه مواقع مختلفة شمال إسرائيل من بينها قاعدة «داوود العسكرية» التى أطلق نحوها تسعين صاروخا على مرحلتين، كما أطلق نحو ستين صاروخا من لبنان على إسرائيل، والتى تسببت فى إشعال حريق، وألحقت أضرارا بممتلكات قى شمال إسرائيل. كما أفادت الأنباء بأن حزب الله استهدف أيضا قاعدة «شمشون» وهى مركز تجهيز قيادى ووحدة تجهيز إقليمية إسرائيلية بصواريخ «فادى 3» وهو صاروخ جديد يعلن عنه فى الحرب الدائرة لأول مرة.
بادر «نتنياهو» وأرجأ سفره إلى نيويورك لحضور جلسة الأمم المتحدة، وذلك من أجل عقد مشاورات أمنية مع قادة المؤسسات العسكرية، وقيل إن ذلك جرى لمناقشة استعدادات إسرائيلية للقيام بعملية برية فى جنوب لبنان، ولهذا طالب الجيش الإسرائيلى من أهالى جنوب لبنان بعدم العودة إلى بيوتهم، والتى كانوا قد نزحوا عنها فى أعقاب الغارات الإسرائيلية على المنطقة. فلقد اضطر آلاف العائلات اللبنانية إلى النزوح من منازلهم هربا من الغارات الإسرائيلية المكثفة خاصة فى مناطق الجنوب إذ قال وزير الخارجية اللبنانى: (إن عدد النازحين جراء التصعيد فى الجنوب بين إسرائيل وحزب الله يقترب من نصف المليون). كما أعلن «عباس الحلبى» وزير التربية والتعليم العالى فى حكومة تصريف الأعمال اللبنانية تمديد تعطيل المدارس والجامعات عدة أيام فى جميع أنحاء البلاد نظرا لاستمرار الظروف الراهنة. وعليه نتساءل هل وصل التصعيد إلى مرحلة حرجة يتسع فيها نطاق وجحيم الغارات الإسرائيلية فى لبنان؟ وهل يمكن أن يؤدى إلى عملية عسكرية برية لإسرائيل داخل لبنان…؟