مهرجان ميدفست| مينا النجار: صناعة الأفلام مسئولية صناعها
أقيم امس الأحد، على هامش فعاليات ملتقى «ميدفست- مصر» جلسة نقاشية مع المخرجين المشاركين بأفلامهم في المسابقة الرسمية، حيث تحدثوا عن رحلتهم في صناعة مشروعاتهم كما روا بعض تفاصيل من قصص نجاحهم وتجاربهم الخاصة.
حضر من صناع الأفلام المشاركة المخرجين: جميلة ويفي، ناجي إسماعيل، ملك الصياد، محمد هاني، هنا محمود، رانيا زهرة، مروان موفق.
وبدأت رانيا زهرة، مخرجة فيلم «رفقاء سكن» الحديث عن فكرة فيلمها حيث أكدت أن موضوع فيلمها وهو الخوف من فقد الأم، وأضافت: بدأت أصور الأشياء التي شعرت فيها بالخوف من فقد الأم كشعرها ونفسها الذي أراقبه وملابسها، وخلال مرحلة المونتاج عرفت أن خوفي الذي ظهر في تفاصيل الفيلم نابع من هاجس شخصي حيث فقدت أبي من قبل، لذلك زودت الجزء الخفي الخاص بالأب وذكراه في الفيلم لتوضيح فكرة الفقد.
وأكدت زهرة، أنها اختارت عنوان الفيلم خلال عملها به، حيث أننا بعد سن معين نصل إليه نكون مضطرين للجلوس مع أهالينا لأنه واجب في الحياة، وهنا يحدث صراعات كبيرة في العلاقة بين الأهل وابناءهم الذين يعاملونهم بطريقة الصغار ومن هنا جاءت فكرة الفيلم.
المخرجة ملك الصياد، أكدت أن فيلم "قولت لك" هو رحلة شخصية لها مع مرض بطانة الرحم المهاجرة، موضحة أنه ألم خفي لا يوجد له علاج معين منوهة أنها لم تركز على فكرة إظهار الآلام بشكل مجسد، موضحة أن المشكلة تتمثل في فكرة أن السيدات من الممكن أن تجلس سبع أو ثماني سنوات لا تعرف تشخيصها ويحاول الأطباء تبسيط الأمر، ولهذا السبب كانت تريد التعبير عن هذه المشاعر في فيلمها.
وأضحت الصياد، أن طبيعة فيلمها وثائقي، كان بالأساس مرسوما في دماغها، وساعدها في ذلك إيمانها الشخصي بالفيلم، خصوصا وأنه كان يمتلكها غضب داخلي عن إصابة امرأة من كل ١٠ سيدات بهذا المرض، مؤكدة أن المشروع نال دعم كل فريق العمل وعائلتها وأصحابها.
ونوهت الصياد، أن اللقطات التي صورتها مع والدتها كانت فيها واعية في البداية بوجود كاميرا ثم بدأت تتعامل مع الأمر بتلقائية، في حين أنها صورت مع والدها في البداية دون أن تخبره بالأمر.
محمد هاني مخرج فيلم " اليوم اللي شوفتك فيه"، أشار إلى أن العمل في البداية كان مقرر أن يكون بدون حوار، وتم تصويره في يوم واحد من خلال ورشة عمل، مؤكدا أنه غير في مسار الأحداث خلال مرحلة البوست برودكشن والتي مكث بالعمل فيها على مدار شهر كامل شعر خلالها أن الفيلم ناقص، لذلك أدخل فكرة استخدام السيجارة كعنصر مؤثر أحدث نوعا من الشكل الفنتازي للفيلم.
وأكد هاني، أنهم كصناع أفلام هناك أحداث يبنون عليها خيالات وبالنسبة له الفيلم لم يكن بهذا الشكل في خياله لكن خلال التصوير خرج بشكل مختلف تماما.
هنا محمود مخرجة فيلم "زي الشمس"، أوضحت أنها ترجمت فكرة الذكرى بلغتها كما تراها، موضحة أن كلا منا تختلف طريقة تفكيره في إحياء الذكرى عن الآخر، كما أوضحت أنها كانت تحكي الفيلم مثلما تتحدث، وقام بكتابته بطريقة حرة" free writing " أي كتابة بدون توقف.
كما أكدت أنه لا يوجد إجابات لشىء معين في الحياة ومن يعتقد ذلك لابد أن يشك في نفسه، منوهة أنها هناك مساحة للتخيل يشعر بها كل شخص وتختلف عن الآخر.
أما جميلة ويفي مخرجة فيلم "أحمر"، وهو مشروع تخرجها من المعهد العالي للسينما، أشارت إلى استعانتها وعودتها للأدب لتتحدث عن فكرة مشروعها الذي يتحدث عن العذرية، حيث قامت بالتفتيش في قصص والدتها وهي الأديبة مها عطية ووجدت بها قصة اسمها "تحليل دم"، مما تطلب مجهود كبير لتحويلها لعمل روائي.
وأكدت ويفي أنها خلقت عالم موازي هي ووالدتها للأحداث التي عملوا عليها لمدة عام، لتضفير فكرة العذرية لدى الفتاة والقهر الذي يمارس على المرأة، وأنها حاولت خلق قصة في حدث صغير من خلال مقابلة فتاتين تتعرى حياتهم في لحظة مفصلية تغير قرارتهم.
ونوهت ويفي لضرورة التحضير الجيد للفيلم قبل التصوير، موضحة أنها عندما أختارت قصتها حدث كثير من المشادات بينها وبين والدتها نتيجة لفارق العمر، وبعد موافقة المعهد على الفكرة، أجرت بروفات مع الممثلين والاستايلست، مشيرة إلى أن الفيلم كله تدور أحداثه في مكان واحد لذلك كان المكان هو البطل، مما جعلها تبحث عن شقة للتصوير لتقليل تكاليف بناء ديكور، وقامت بالتصوير في ١٨ ساعة.
ناجي إسماعيل مخرج فيلم "ماما"، أكد على أنه كان لديه رغبة في صناعة فيلمه بالأبيض والأسود بالإضافة إلى أن بطلة الفيلم حياتها تمتلىء بالقتامة ولا يوجد بها ألوان برغم كونها تعيش على البحر لذلك كانت فكرة الأبيض والأسود مناسبة للأحداث.
وأوضح أن تاريخ الحكايات مبني على الأساطير، وجزء من الحكي له علاقة بالسحر والغموض، وأكد أن الأفلام تعكس إيقاع أصحابها، واعتبر أن أهم شىء في صناعة الفيلم هي التحضير، مشددا إلى أنه يحب قبل أن يذهب إلى التصوير أن يكون كل شىء محضر جيدا.
ونوه إسماعيل، إلى أنه استمتع بوجود الطفل في الفيلم، لكونه كان ذكي جدا، ولديه وعي كبير بالتصوير وكانت والدته ومدرسة التمثيل متواجدين معه طول الوقت، مؤكدا أنه يشعر أن الأطفال أكثر الأشخاص الذين يستوعبون التعليمات جيدا.
مروان موفق مخرج فيلم "أبي لم يمت بعد"، أكد أن التفكير في شخصية الأب ضمن أحداثه فيلمه كان يتطلب وجود مرجعية لتاريخ علاقته بالعائلة قبل وفاته، حيث يتناول الفيلم العلاقة بين الشقيقين بعد وفاة الأب، منوها أن الممثلين كانوا على وعي كبير بالأدوار باعتبار أن لديهم أشقاء أولاد.
وأكد موفق أن الفيلم يطرح فكرة المسئولية الاجتماعية على الأخ الأكبر ودوره في مراعاة العائلة، مشيرا إلى أن الفيلم مشروع تخرجه من مدرسة الجزويت.
وأكد موفق، أنه لا يوجد أشياء كثيرة نستطيع فعلها في إنتاج الأفلام، مشددا إلى أنه كان معه فريق مخلص يريد نجاح الفيلم، فهو عمل تشاركي بامتياز، ومؤكدا أنهم صرفوا على الفيلم بامكانيات محدودة باستثناء التصوير في شادر العزاء، منوها لضرورة استغلال مصادرنا لأبعد مدى في ظل التكاليف الإنتاجية الباهظة.
ومن جانبه، وجه مينا النجار، الشكر لصناع الأفلام في نهاية الجلسة، وقال: شكرا للأعمال التي قدمتموها، لأنها تضمنت رسائل كثيرة وكانت المناقشات كل منها يطرح أفكار كثيرة، فالمهرجان لا يقوم الإ بشغلكم، فصناعة الأفلام والمهرجان مسئولية صانع العمل نفسه فأنتم تحملون كل الأفكار والمشاعر، وأتمنى مشاركة المخرجين الأجانب لتوسيع حلقات النقاش وتكوين الشراكات والأحاديث المؤثرة في الصناعة.
وعلى مدار أيام المتلقى، عرض العديد من الأفلام التي تضمنت الحديث عن فكرة العلاقات الإنسانية كما هو شعار دورته، من خلال أربعة برامج أساسية ضمن المسابقة الرسمية للملتقى وهي: برنامج "صورة العيلة" وعرض من خلاله أفلام: رفقاء سكن (روائي - مصري)، كل شيء سيكون على مايرام (روائي – كندا)، طوال الليل (روائي – المملكة المتحدة)، قلت لك (تسجيلي – أمريكي، مصري).
وضمن برنامج "صورتي أنا وأنت" تم عرض أربعة أفلام: اليوم الذي رأيتك فيه (مصر)، أسبوع ويومين (مصر)، Ghost Gear (استراليا)، بتتذكري (لبنان)، ايميلي (أمريكا).
وفي برنامج "برواز فاضي" عرضت أفلام: أبي لم يمت بعد (مصر)، زي الشمس (مصر)، ماما (مصر)، 9 متر (الدنمارك).
أما برنامج "برواز مكسور" تضمن أفلام: ليس في الثمانينات (ألمانيا)، أحمر (مصر)، عضلة (أمريكا)، لاشئ ينتهي تماما (النرويج).
ملتقى ميدفست مصر
جدير بالذكر أن ملتقى ميدفست- مصر، هو أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تأسس في عام 2017، يستكشف المهرجان التداخل بين السينما والصحة، حيث يستخدم الأفلام السينمائية كوسيط ووسيلة لرفع الوعي بالقضايا الصحية الهامة.
أقيم المهرجان في الفترة من 12 لـ 15 سبتمبر الجاري في الجامعة الأمريكية، يجمع الملتقى عشاق السينما من صناع الأفلام والأطباء، ويهدف إلى مشاركة القصص الإنسانية مع الجمهور والطلاب والفنانين وصناع الأفلام والأطباء وخاصة الأطباء النفسيون، من خلال ورش عمل مختلفة، وحلقات نقاشية وعروض أفلام تعمل على مناقشات موضوعات غير مقبولة مجتمعيا بإرساء دعائم نهج أكثر قبولا للجمهور العام في جميع أنحاء مصر والعالم.