رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أبوسيف يوسف هو مثقف مصرى مرموق وواحد من كبار قادة الحركة اليسارية فى مصر منذ أربعينيات القرن الماضى، وُلد فى مدينة قوص بمحافظة قنا فى صعيد مصر فى عام 1922 وتخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة أحد مؤسسى حزب التجمع وتولى مهمة امانة الإعلام بالتجمع وانتخب اكثر من مرة فى القيادة المركزية للحزب.
عمل محررًا فى العديد من الصحف والمجلات المصرية منذ عام 1945 ومنها: «الفجر الجديد والبلاغ وصوت الأمة وروز اليوسف والطليعة»، وانخرط منذ شبابه المبكر فى صفوف الكفاح الوطنى من أجل الاستقلال والدفاع عن حقوق الشعب المصرى فى مواجهة الاستعمار البريطانى والسراى الملكية والفساد المحلى.
جاءت ولادته غداة ثورة مصر الحديثة بقيادة سعد زغلول. ولم يكد يبلغ العشرين من عمره حتى بدأت مواهبه الفكرية والسياسية تبرز بوضوح. وهى المواهب التى أهَّلته لأن يمارس دوراً مميزاً فى الحركة الوطنية المصرية فى الفترة التى أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية. وكان من أوائل نشاطه الفكرى، وهو فى العشرين من عمره، كتاب يرد فيه على عباس محمود العقاد أحد أقطاب الفكر الليبرالى المصرى، مدافعاً عن الماركسية. إذ كان أبو سيف يومها قد حصل على إجازته فى الفلسفة من كلية الآداب فى عام 1940. وصار مؤهلاً فى ذلك العمر، بفعل ما كان قد اكتسبه من ثقافة ومعرفة، لأن يناقش مفكراً بقامة عباس محمود العقاد.
ويذكر الكاتب والمفكر اليسارى لطفى الخولى أن كتابه ذاك مفاجأة سارة فى وسط المثقفين المصريين من أهل اليسار وأهل اليمين على حد سواء. وكان العقاد فى ذلك الحين قد أعلن انسلاخه عن حزب الوفد وانحاز إلى أحزاب الأقلية. وكان أول ما قام به هو إعلان الحرب على الاشتراكية وعلى دعاتها من أهل اليسار. لكن أبو سيف ظلَّ يصعد بسرعة فى حركة تطوره السياسى والفكرى. وإذا به فى عام 1943 يلتقى مع مفكر يسارى آخر غير ملتزم هو محمد مندور، الذى صار فيما بعد أحد رواد النقد الأدبى الحديث فى مصر والعالم العربى. التقيا ليصدرا معاً وبمشاركة عدد آخر من كبار مثقفى مصر هم أحمد رشدى صالح وعبد الرحمن الشرقاوى وأحمد صادق سعد ونعمان عاشور مجلة «الفجر الجديد»، المجلة اليسارية الأولى فى مصر. وتوكل رئاسة تحريرها إلى أحمد رشدى صالح وتوكل أبو سيف يوسف مهمة سكرتير التحرير. وكان أبو سيف قبل ذلك قد مارس العمل محرراً فى مجلة «الأسبوع» التى كانت تصدرها «لجنة نشر الثقافة الحديثة».
وقد ساهم فى الكتابة فى مجلة  «الفجر الجديد « إلى جانب الذين ساهموا فى تأسيسها عدد كبير من كبار كتَّاب وأدباء مصر. نذكر منهم محمد اسماعيل محمد الذى كان مديراً للإذاعة فى ذلك الحين، وعلى الراعى وسعد مكاوى وسعيد خيال وفؤاد مرسى وفؤاد حداد وسعد لبيب وكمال عبد الحليم ومحمود توفيق والفنان سمير رافع. وكتب فيها عميد الأدب العربى طه حسين مقالاً يرد فيه على أحد المقالات الذى نشر فيها. ولم تتحمل حكومة اسماعيل صدقى فى ذلك الوقت استمرار صدور تلك المجلة بنكهتها اليسارية الواضحة، فأقفلتها فى عام 1946. 
(وللمقال تتمة فى عدد قادم)