رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفهوم التفكر في خلق الله

بوابة الوفد الإلكترونية

التفكر في خلق الله يعني التدبر والتأمل فيما خلقه الله -تعالى- وأوجده من ظواهر كونية ومن غرائب وعجائب في الخلق وفي سير الحياة بشكل متناغم متناسق، ويعتبر التفكر والتدبر من المناهج الربانية التي حثّ عليها الإسلام،ويعتبرالتفكر من العبادات التي يثاب عليها الإنسان لأنها تكشف عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الشخص ذا قلب حي نابض بالإيمان، وذا فكرٍ صافٍ سليم، جاء في الحديث النبوي:

 "وأكثِروا التفكرَ والبكاءَ"، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته يذهب مراراً إلى غار حراء ويخلو بنفسه هناك ليتأمل ويتفكر في الكون، حتى جاءه الملك جبريل أثناء تأديته لعبادة التفكر وأخبره بأنه النبي المبعوث لهذه الأمة.

ومن مفاهيم التفكر أن يتفكر الإنسان في نفسه وفي عيوبها وأن يفكر كيف يعالجها ويقوّم نفسه للابتعاد عن الأخطاء وتجنب الذنوب والآثام، وأن يفكر في تحصيل الراحة لنفسه ولعائلته ولمن حوله، أما أهمية التفكر فهي أنه يعطي الإنسان الحكمة ويجعل فيه الخوف من الله تعالى وخشيته، كما أنه يبيّن عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الإنسان يتواضع لربه، ويفتح له آفاق العلم والمعرفة، وفيه افتقار الإنسان لعظمة الله تعالى وقدرته بما يجعله يتذلل بعبوديته لله ويتواضع له ويزداد إيمانه بالله من خلال رؤيته لدقة إتقان الله تعالى في الخلق.

 

وقد جاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تحثّ الإنسان على التفكر، ومنها ما جاء يحثّ على التفكر في خلقه فقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)،[٨] فعلى الإنسان أن يتفكر في خلقه وكيف أن الله جمع بين الزوجين وجعل من مائهما نطفةً مستقرة في الرحم ثمّ أنشأ منها الجنين وأنشأ أعضاءه وعظامه ثمّ كساه باللحم وجعله يخرج إلى الدنيا.