رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

جميع معاهدات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، والدساتير الوطنية فى شتى أنحاء العالم، أكدت حق الإنسان فى الصحة, وإلزام الحكومات بتهيئة الظروف التى يمكن فيها لكل فرد الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والميسورة التكلفة ذات الجودة المناسبة فى التوقيت المناسب.

واهتم الإسلام بالصحة ووصفها المصطفى صلوات الله عليه بأنها من أجلِّ النعم وأعظمها فقال موضحا ذلك «من أصبح منكم معافى فى جسده آمنا فى سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

كما أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح وإذا أمسى سأل ربه العافية: «اللهم إنى أسألك العافية فى الدنيا و الآخرة اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى»، ووجَّه أمته إلى سؤال الله تعالى العافية حين قال: «سلوا الله العافية واليقين، فما أعطى أحد بعد اليقين شيئا خيرا من العافية، فسلوهما الله تعالى».

فحرى بالعبد أن يأخذ بأسباب السلامة والعافية، وأن يحافظ على صحته ويقوى بدنه فإن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كل خير».

وقرر صلى الله عليه وسلم أن لهذا البدن على صاحبه حقا، فقد قال عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟». قلت : بلى، قال : «فلا تفعل، قم ونم، وصم وأفطر، فإن لجسدك عليك حقا...» الحديث.

وإذا نظرنا إلى تشريعات الإسلام فى هذا الجانب فسنجدها تحث العباد على المحافظة على الصحة والأبدان بوسائل شتى.

والحقيقة ان الفترة الأخيرة شهدت عدة إنجازات فى مجال الصحة لا تخطئها العين, ولا ينكرها إلا كل جاحد أو مغرض,أو مشكك فى أى تقدم تفعله الدولة المصرية, منها على سبيل المثال صدور قانون التأمين الصحى الشامل سعيا لوصول الخدمات الصحية الأساسية لكافة المواطنين وبجودة عالية, وإحراز عدة خطوات إيجابية لتحقيق التنمية المستدامة، والتى تتضمن خدمات الرعاية الأولية، والصحة الإنجابية، وتنمية الطفولة المبكرة، والتغذية وصحة طلاب المدارس وكذلك خدمات الصحة النفسية.

و مبادرات الرئيس المتتالية «100 مليون صحة- على سبيل المثال» والتى تستهدف الكشف المبكر عن الأمراض السارية وغير السارية، للوقاية من الأمراض وعلاج المواطنين وتأهيلهم، فضلا عن إجراء المسح على ملايين النساء وتوعيتهم بضرورة الكشف المبكر عن الثدى والعناية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، فضلا عن أهمية الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية مثل السكرى وضغط الدم والسمنة.

ولكن هناك بعض «الهنات» التى قد تضيع كل هذه الجهود إما عن جهل أو عمد, منها طوارئ المستشفيات التى ما زالت الملاذ الأخير لمعظم المواطنين, ومنها طوارئ مستشفى الهرم المثال الصارخ على الإهمال والامبالاه, ما أن تخطو بقدميك إلى المبنى الذى يشغل «بدروم» المستشفى حتى تشعر بالغربة والوحشه, فلا أحد يجيبك وإذا أردت أحد النواب -بعد الحاح مرة والتلويح بالشكوى مرات- قيل لك صراحة «لقد استدعينا وانت وحظك - كدة عملنا الى علينا- ممكن تيجى بكرة العيادات أفضل - كدة كدة مش هيعملك حاجة حالتك مستهلش».

العبارات السابقة سمعتها بأذنى و جاءت على لسان أطباء وتأكدت من ذلك بعد قراءة التعريف المعلق على ملابسهم, وكأن من يأتى الطوارئ من المواطنين يريد أن يتسلى ويضيع وقت.

يا سادة المصريون بطبيعتهم يكرهون المستشفيات لما لها من سمعة سيئة عندهم, ومن يذهب مجبرا من الألم يتحمل الكثير من «السخافات» أولها نظرة الطبيب له أن الحالة لا تستدعى طوارئ ,ويمكنه التحمل.

أنقذوا ما تم من إنجازات بتحسين الخدمة فى الطوارئ ولا تتركوها تنهش فى جسد المنظومة الوليدة التى نرجوا جميعا لها التوفيق.

[email protected]