رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون يحيون طقوسًا فرعونية في شم النسيم

التنزه فى النيل من
التنزه فى النيل من مظاهر شم النسيم

 يوم شم النسيم تُعلن الهوية المصرية عن نفسها بوضوح داخل كل البيوت المصرية، وإن اختلفت المظاهر، ويشارك النيل في ذلك الاحتفال، ويبدو في ذلك اليوم رحبًا لكل زائريه.

 

 فقد كان عيد الربيع أهم الأعياد عند المصريين القدماء الذين كانوا يقيمون فيه الأفراح وتغنى فيها السيدات النبيلات المشتركات فى المواكب مع أصوات القيثارات والأغاني والأهازيج التى تصاحبها حركات راقصة .

 

عيد الشمو الفرعوني: 

 يوضح الدكتور عاطف مكاوي، باحث المصريات، أن عيد الشمو، وهو الذي اشتق منه الاسم الحالي لعيد الربيع ـ شم النسيم ـ كان يُغير معالم ما بين الفصول.

 ويضيف أن المصريين القدماء، إعتبروه عيدًا لارتباطه بالشمس والنهر، يتناولون فيه السمك والبصل والبيض وتلك المأكولات التى بقيت إلى الآن مظهرًا ثابتًا من مظاهر الاحتفالات بأعياد الربيع فى مصر منذ نهايات العصر الفرعوني وبدايات القبطي وبات تناول المصريين لهذه الأطعمة من العادات الباقية حتى اليوم.

 

السمك المُجفف من إسنا: 

 ولفت مكاوي، أن السمك المجفف كان أهم مظاهر الاحتفاء بهذا العيد «الفسيخ»، وكان المصريون القدامى يجلبونه من مدينة إسنا جنوب مصر.

 التى كانت تشتهر آنذاك بصناعة وتقديم الأسماك المجففة كنذور للآلهة داخل المعابد حتى صار السمك المجفف رمزا للمدينة فى العصر البطلمى «لاتيبوس»، أى مدينة قشر البياض .

وكشف الدكتور عاطف مكاوي، أن  المصريين القدماء  عرفوا أنواعا من الأسماك حرصوا على رسمها على جدران مقابرهم مثل سمك البوري والبياض والبلطي.

 كما عرفوا البطارخ منذ عصر الأهرام حتى أنهم فى أحد الأعياد كانوا يأكلون السمك المقلي أمام أبواب المنازل فى وقت واحد؛ وأن شم النسيم كانت تلازمه طقوس دينية.

شعائر الربيع: 

  يُتابع أن تلك الشعائر كانت مثل الطواف حول مبنى مقدس بالإضافة إلى تقديم الذبائح التى تصاحب الاحتفال وكانت هناك أنشودة تخلد ذكرى احتفال ما فى طيبه.

 تقول  «ما أشد سرور معبد آمون فى العام الجديد عند ذبح الضحايا عندما يتقبل آمون أشياءه الجديدة وتنحر ثيرانه بالمئات» . 

 وأبر الدكتورعاطف مكاوي، أن كهنة مصر القديمة، كانوا يحملون تمثال المعبود ويطوفون به فى موكب مهيب يشارك فيه الجميع.

 ويؤدى فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم كما تقام العروض المسرحية التى تصور أساطير معينة وكان الاهالى وليس الكهنة هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة والودودة ومن بين هذه المعبودات الإله «بس». 

مظاهر الاحتفال قديمًا: 

  أوضح الباحث أن الربيع كان أحد الأعياد المهمة لدى الفراعنة لارتباطه بالانقلاب الربيعي وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس فى برج الحمل وظل مرتبطًا حتى اليوم بالشمس والنهر.

 وكانت مظاهر الاحتفاء به عندهم تقام على ضفاف النيل ووسط الحدائق والساحات المفتوحة وبين الزهور التى لها مكانة كبيرة فى نفوسهم فهي رسمي للبلاد وهدية ثمينة يقدمها المحبوب لمحبوته؛ كما تذخر أعمدة المعابد الفرعونية بالأقصر والمزخرفة بطراز«لوتسي»، يُحاكى باقات براعم الزهور.

وقد صور المصريون أنفسهم على جدران مقابرهم ومعابدهم وهم يستنشقون الأزهار فى خشوع يوحى بسحر الزهور ومكانتها لديهم.

 وكان المصري القديم يقضى أكثر الأوقات بهجة وإشراقًا وإقبالًا على الحياة فى فصل الربيع ذلك الفصل الذى تتغير فيه كل الأشياء لتنبض بالحيوية والأمل والجمال.

  وتحرص فيه النسوة على ارتداء الملابس الشفافة والاهتمام بتصفيف الشعر والإسراف فى استخدام العطور للإظهار مفاتنهن هكذا كانت وستظل عودة الربيع التى تتميز بتفتح الزهور تقابل دائمًا بفرح وترحاب من عامة المصريين وخاصتهم على مر العصور.