رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العقيد حلمى زكى شاهد عيان على تسليم سيناء فى ٢٥ ابريل ١٩٨٢  لـ"الوفد"

كان قلبى يرفرف والجنود يرفعون علم مصر خفاقًا فوق الأرض

العقيد حلمى زكى
العقيد حلمى زكى

«25 أبريل ١٩٨٢ هو أجمل يوم فى حياتى كلها»، كانت أول كلمات البطل المصري العقيد حلمى زكى أول شاهد عيان ضمن الوفد المصرى في تسليم أرض سيناء إلى أحضان مصر فى ٢٥ أبريل عام ١٩٨٢، واليوم حلت الذكرى المجيدة، ورحيل آخر جندى إسرائيلى عن أرض سيناء الحبيبة بعد حرب الكرامة فى ٦ اكتوبر ١٩٧٣، وفى الذكرى الـ ٤٢ لتحرير سيناء يقول العقيد البطل: «كانت سيناء هى الحلم، منذ أن تخرجت من الكلية الحربية عام ١٩٦٩، وكنا نجلس أنا وزملائى لاحديث لنا سوى عن عودة الأرض واستعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، ولم أتوقع يوما أن أكون من ضمن الوفد الرسمى لتسليم الأرض فى ٢٥ ابريل ٨٢، ولكن كانت سيناء هى قلبى، وكانت هى مسرح البطولات العسكرية، حيث شاركت فى حرب الاستنزاف ضمن قوات الصاعقة فى منطقة رأس العش، وأثناء حرب أكتوبر كنت بمنطقة الدفرسوار، التى تفصل بين الجيش الثانى والثالث، وكانت منطقة مهمة لدرجة أن الرئيس الراحل أنور السادات وقيادات القوات المسلحة فى حرب أكتوبر كانوا يزورون المنطقة لأهميتها، وأنه كان ضمن لواء العظماء وهو اللواء 16 الذى كان يضم وقت حرب أكتوبر 1973 المشير محمد حسين طنطاوى، واللواء صالح عبدالعاطى،وفى أبريل 1973 قبل حرب أكتوبر، كنت ضمن وحدات من الصاعقة رغم أننى كنت من ضباط المشاة.. لكن أثناء الإعداد لحرب أكتوبر تم ضمنا لقوات الصاعقة وكان فخرا وسعادة لى ولضباط المشاة».

العقيد حلمى زكى 

ويضيف العقيد البطل: «خضت الحرب وكانت العزيمة والإصرار فى عيون الجميع لاستعادة الأرض والكرامة، وبعدها بدأت اتفاقيات كامب ديفيد لاستعادة كامل أرضنا، وكان يوم ٢٥ أبريل أحد أهم أيام حياتى، منذ أن تلقيت الدعوة من القوات المسلحة باختيارى لحضور استلام أخر جزء من أرضنا فى سيناء، وكانت هذه الدعوة بمثابة تكريم لى لأنى كنت مصابا فى حرب أكتوبر، وكان ذلك قبل يوم ٢٥ أبريل بأسبوع، وأنا أفكر كيف سأقابل الإسرائيلين المجرمين القتلة، وماذا أقول لهم؟ وهل سأحتمل الغطرسة فى الحوار معهم (ولو أنها انكسرت بعد حرب ٧٣) ونأتى ليوم ٢٥ أبريل بالفعل توجهت إلى مطار ألماظة مبكرا جدا، وبدأ توافد عدد من الضباط والصف والجنود، حتى اكتمل العدد إلى ١٥، ثم ظهر رجل مصرى وسيم وأنيق يرتدى بدلة كاملة وذهبنا معه إلى غرفة وتعرفنا عليه، وكان من الخارجية، وكانت محاضرة توجيه لما سيحدث فى المقابلة مع الإسرائيليين، وقال: الموضوع كله ساعتين، وكأنهم ضيوف، فلا داعى للحديث عن الحرب، سواء ٦٧ أو ٧٣، ولا داعى لتعبيرات الغضب على الوجوه، ويكون الحوار عادى جدا، خاصة وأنهم يتحدثون اللغة العربية والإنجليزية، وعدم اصطحاب كاميرات، وسلمنا أمرنا إلى الله، وركبنا الطائرة، ونحن نتبادل الحديث، وبمجرد وصولنا ساد الصمت، ووجدنا الإسرائليين فى انتظارنا، وصافحونا وكل مجموعة أخذت واحد منا، ودار حوار لمدة ١٥ دقيقة، ثم توجهنا إلى صالة كبيرة، وبعدها إلى منطقة العلم، وكان معنا بالطبع علم مصر، وبدأت المراسم وكانت لحظة ينخلع فيها القلب، عندما تم نزول العلم الإسرائيلى، وكان بجوارى مجندة إسرائيلية، وبدأت فى البكاء، فقلت فى نفسى إنها دموع التماسيح! ثم بدأ جنودنا فى رفع علم مصر، وكان قلبى يرفرف مثل العلم، وأنا أشعر بالسعادة الغامرة والعزة والكرامة والنصر والحب والانتماء، ثم جمع الوفد الإسرائيلى أدواته ومهامه وركبوا طائرتهم وجلسنا نسجد على أرض الفيروز، وكانت فرحة حياتى وأنا أمسك برمل سيناء الحبيبة، وأقبله، بعد سنوات من المفاوضات القوية، والتى انتزعنا سيناء من أنيابهم، لتعود لنا الأرض وكل شبر فيها.

«الحرب المقدسة»

وعن حرب الإرهاب فى سيناء، أكد العقيد حلمى زكى أن الحرب ضد الإرهاب فى سيناء هى حرب مقدسة فرضت على مصر، وكان الاختيار الذى أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو تحرير هذه البقعة الغالية من أرض مصر، مهما كانت التضحيات، وبالفعل سنوات من الحرب لو أى بلد أخر ما صمدت أمام هؤلاء التكفيريين، وحرب العصابات، وقد ضحت مصر بفلذات أكبادها من خير أجناد الأرض، لكي تبقى مصر مستقرة وآمنة، كما ضحت بأموال كانت ستصرف على تنمية بلدنا، ولكننا كان لابد وأن نقف وقفة قوية أمام هذه المخططات التى كانت تستهدف إسقاط الدولة، ومحاولة تقسيمها، وفرض الأمر الواقع عليها، وبتضحيات جنودنا البواسل، وبالتخطيط الجيد، تم استعادة سيناء مرة أخرى، ويأتى عيد تحرير سيناء هذا العام لنشعر بالفخر لاستعادة سيناء من خطر الإرهاب بل وتنميتها على اعلى المستويات. 

وعن التنمية فى سيناء أكد العقيد حلمى زكى أن قرار التنمية الذى اتخذته القيادة السياسية كان قرارا صعبا على أى دولة تحارب إرهابا منظما ويقوم بفرض حرب العصابات ضدها، وهو يستهدف عدم ترك أى منطقة لتكون نواة للإرهاب، وكانت قناة السويس الجديدة، هى البداية، وبعدها سحارة سرابيوم التى أطلقت المياه داخل سيناء للزراعة، وكذلك شبكات الطرق، وإنشاء المدارس والوحدات الصحية، ومحطات التحلية، ومحطات الكهرباء، وأنفاق سيناء التى ربطتها بكل ربوع الوطن، وكذلك التجمعات البدوية الجديدة، والإسماعيلية الجديدة شرق القناة، ومدينة رفح الجديدة، والمنشآت الرياضية، وتطوير ميناء العريش، والمطارات الحربية، وعودة الحياة فى العريش، الشيخ زويد وكافة مدن وقرى سيناء.