عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

هذا العنوان ليس من عندى ولكنه توصيف دقيق لموقف الحكومة، من تناقص مساحة زراعة القطن الذى جاء على لسان الدكتور ياسر الهضيبى نائب الشيوخ ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، فى معرض تعليقه على أزمة تدهور القطن المصرى، وخروجه من السوق العالمى، خلال جلسة مجلس الشيوخ الأربعاء الماضى.

وما ذهب إليه النائب ليس غريبًا بخصوص محصول استراتيجى كالقطن، نامت الحكومة على إهماله أكثر من ثلاثة عقود حتى تراجعت مساحته، من 2 مليون فدان إلى 132 ألف فدان فقط عام 2016.

عشنا سنوات طويلة كان القطن هو الذهب الأبيض الذى يغمر بريقه الحكومة والفلاح معًا، حتى الأغنية الشعبية باتت تتغنى بموسم جنى القطن على لسان الصبية الصغار: (يا لوزة يا أم جلاجل.. يا لوزة خدك التاجر) فرحًا بموسم الجنى، وابتهاجًا بعائده الذى ينتظره الفلاح كل عام، ليزوج منه الابن ويشترى ذهب الزوجة ويجهز الابنة.

هكذا كان القطن للفلاح كما كان للدولة مبعث فخر كبير، حيث كان المادة الخام لقلعة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، التى تنتج الملابس الجاهزة وعلى رأسها القميص المصرى الذى يعد الآن أفضل هدية يعود بها المسافر من الخارج بعد أن توقف تصنيعه محليًا، وأصبحنا ننتج قطنًا لا نزرعه، ونستورد قطنا لتصنيع الغزل والنسيج!

ماذا حدث ولماذا هذا التدهور والإهمال حتى خرج القطن من السوق العالمى رغم أننا ما زلنا ننتج 20% من القطن طويل التيلة على مستوى العالم، من بين خمس دول عالمية تحتكر زراعته.

وإذا كانت لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، قد قدمت استراتيجية واضحة للنهوض بهذا المحصول حتى يعود بريقه من جديد، فنحن نطالب بتطبيقها فى أسرع وقت، ونضيف عليها ضرورة عودة الإرشاد الزراعى لزراعة القطن، وتوفير البذور المنتقاة، وكذلك الأسمدة والمبيدات بأسعار منخفضة فى متناول قدرات الفلاح، مع ارتفاع سعر القنطار من 10,000 جنيه للقطن طويل التيلة، و12,000 لقصير التيلة حتى تقترب أسعاره من السعر العالمى. باختصار نحن بحاجة إلى مؤتمر كبير للقطن، يضم جميع الخبراء المتخصصين فى زراعته، والباحثين فى أصنافه، والقائمين على تصنيعه، للوقوف على أسباب تراجعه وحل مشكلاته، ووقف أسباب تدهوره حتى يعود للذهب الأبيض بريقه.

تحية لنائب الوفد الشجاع على تعليقه الصريح بشأن هذه القضية الشائكة، ونطالب بتطبيق استراتيجية للنهوض بالقطن المصرى فى أسرع وقت، عسانا أن نفيق من (النوم فى العسل) قبل فوات الأوان!