عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

بصرف النظر عما يتحدث عنه قادة «تل أبيب»، بحتمية الرد العسكرى على هجوم الصواريخ والمسيرات الإيرانى، تظل ضربة«الوعد الصادق»، علامة فارقة فى تاريخ الصراع«المكتوم» بين البلدين، منذ قيام دولة إسرائيل، قبل 76 عاماّ، باعتبار أنها الضربة الأولى، التى انطلقت من الأراضى الإيرانية مباشرة، واستهدفت قواعد عسكرية فى العمق الإسرائيلى، ثم أنها من منظور استعراض القوة، أن تكون إيران قد حازت زمام المبادأة، التى كانت دائما قيد العمليات الاستخبارية وحتى العسكرية، التى نفذتها إسرائيل على الأراضى الإيرانية وخارجها، وبالتالى يمكن القول أن الضربة غيرت قواعد اللعبة، وأسقطت امتياز «البداية» لأى هجوم إسرائيلى. 
< ومع أنه لم تصدر بيانات دقيقة- حتى اللحظة- عن خسائر الجانبين، رغم التهويل فى حجم الخسائر، الذى يدعيه كل طرف على الآخر، هناك من التقييمات العسكرية والسياسية، ما يقول إن «طهران» حققت نصراً إستراتيجياً، ربما يعوضها عما تعرضت له من إحراجات، فى كل مرة استهدفتها إسرائيل بعمليات خاطفة ضد منشآت، أو اغتيال علماء وقادة عسكريين كبار، مثلما جرى مع محسن فخرى زادة، الذى كان يلقب بـ»أبو البرنامج النووى الإيرانى»، الذى أُغتيل فى العام2020 بالقرب من العاصمة «طهران»، وأخيراّ القائد العسكري فى الحرس الثورى، محمد رضا زاهدى، الذى قضى مع آخرين، فى قصف قنصلية بلاده فى العاصمة السورية«دمشق»، أول أبريل الجارى. 
< والنصر الاستراتيجى هنا، أن إيران كسرت نظرية التفوق العسكرى الإسرائيلى، عندما تجاوزت صواريخها الباليستية والطائرات المسيرة، وسائل الدفاع على طول خط المواجهة، وتمكنت من تدمير قاعدتين عسكرتين فى صحراء النقب، باعتراف الكيان الصهيونى نفسه، وبالتالى تكون إيران- رغم فقدانها غالبية الصواريخ والمسيرات- قد اختبرت قدرتها على قيادة أى عمليات هجوم كبيرة، مقابل اختبار إسرائيل والحليف الأمريكى، لأصعب عمليات الدفاع، حتى يمكنها التقليل من الخسائر، وبذلك تكون خريطة العمليات العسكرية فى الميدان، باتت أكثر وضوحاّ وسيطرة للجانب الإيرانى، الذى صار يتوعد الجانب الإسرائيلى برد مدمر، فى حال رد بعمل عسكرى. 
< الدرس القوى فى هذه الضربة، أن ما اعتبره كثيرون مجرد مسرحية، جرى الاتفاق عليها عبر رسائل متبادلة، ربما بدت هكذا على مدى 12 يوماّ، ما بين قصف القنصلية وقبل الهجوم بساعات، عندما كانت تهديدات القادة الإيرانيين، تنطلق من «طهران» بصورة متكررة ضد إسرائيل، من دون القيام بأى عمل عسكرى على الأرض، وكانت هناك خيبة أمل واضحة، عند شرائح واسعة فى المجتمعين العربى والإسلامى، إلى أن تكشف الهدف الحقيقى وراء التأخير، فيما يتعلق بالهجوم، وهو أن «طهران» أرادت استنزاف الجيش والاقتصاد فى إسرائيل، وتلك الحالة من الرعب والفزع، الذى انتهى إلى «كابوس» أصاب المجتمع الإسرائيلى بالانهيار. 
< ماذا لو تعاملنا مع نتائج هذه المواجهة، على أنها فرصة واسعة، لأن يستفيد منها المجموع العربى، بممارسة المزيد من الضغوط على«تل أبيب»، حتى تتراجع عن منهج التصعيد، على المستويين الإقليمى والفلسطينى، حتى لا تتمادى فى ابتزاز الغرب أكثر مما هى عليه، من أجل الدعم السياسى والعسكرى، لما تصر على القيام بعمل عسكرى مضاد لإيران، الأمر الذى ينذر بخروج الترقب العسكرى بين البلدين، من الظل إلى ساحات المعارك، ما قد تكون شرارة حرب إقليمية، أو ما نتخوف أن تكون عالمية، وإسرائيل لا تعنيها النتائج، بقدر ما يبحث قادتها المتهورون، عن مجرد نصر يمسح عنهم ذل«الوعد الصادق» من إيران، ومن قبله «طوفان الأقصى» من غزة. 
[email protected]