رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

لا تزال كلماتى موجهة فى هذه الأسطر إلى وزارتى «التربية والتعليم» و«التعليم العالى» حول قصة الشاب الصغير إسلام، وكل من هم أمثاله وفى حالته المرضية القاسية من الإصابة بمرض السرطان، وللتذكير إسلام تم اكتشاف إصابته بسرطان فى المخ متأخراً وفى المرحلة الرابعة، رغم ذلك أصر بدعم من أسرته خلال فترة علاجه الصعبة التى تتواصل للآن على اجتياز امتحان الثانوية العامة بمجموع تسعة وسبعين فى المائة، ودعماً له ولمنحه الأمل، منحه مستشفى السرطان منحة دراسية هو وعدد آخر من أمثاله المرضى لدخول الجامعة، فالتحق بكلية حاسبات ومعلومات 6 أكتوبر.
دخل إسلام امتحانات العام الأول للكلية فى لجنة عادية، ورفضت الكلية ومن فوقها وزارة التعليم العالى عمل لجنة خاصة له مراعاة لحالته المرضية، فكان بديهى أن ينجح بصعوبة، طالب ذو رؤية مزدوجة، وآلام بشعة بالرأس، وضعف فى السمع، وعدم توازن، ومشاكل فى الكلى والتهابات فى البول، ومشاكل فى الأعصاب الطرفية وتحت العلاج الكيماوى الذى يفتت الجسم من الألم، ومركب له صمام بالمخ له خرطوم من الجنب لشفط المياه الزائدة بالمخ، بديهى ألا تكون كفاءته كطالب عادى مهما اجتهد وذاكر، ومهما بذل من جهد للإجابة عن أسئلة الامتحانات فى نفس التوقيت الممنوح للطلاب العاديين، لذا لم يتمكن من الحصول على تقدير جيد، وهو التقدير المطلوب لاستمرار المنحة الدراسية من المستشفى.
وللأسف كانت نتيجته فى السنة الأولى السبب فى إلغاء المنحة، حيث رسب فى مادتين، وقام بأداء امتحانهما فى الصيف ونجح، لكن نجاحه لم يشفع له للاحتفاظ بالمنحة، فتحملت الأسرة نفقات الكلية الخاصة، وفى الواقع السبب الحقيقى فى فقده للمنحة هو عدم التماس الرحمة لحالته، ورفض الجامعة ووزارة التعليم العالى كل طلبات أسرته المدعومة بالتقارير الطبية لعقد لجنة خاصة له مراعاة لظروفه الصحية، وهكذا اضطرت الأسرة التى غيرت كل حياتها وانتقلت من المنصورة إلى القاهرة من أجل علاجه فى مستشفى السرطان، اضطرت إلى أن تتكفل بمصاريف الكلية لتضاف على كاهلها أعباء أخرى جديدة لا قدرة لها على مواجهتها.
انتقل إلى السنة الثانية بالكلية، ودخل امتحانات الترم لهذا العام، ولأن حالته الصحية لم يبارحها السوء، ولم يخف عنها الألم، ومع رفض الكلية أيضاً عمل لجنة خاصة له، نام إسلام بالقرب من لجنة الامتحان من شدة الألم والتعب، وفاته امتحان إحدى المواد، وعاد لبيته باكياً مدمراً، لا يعرف ماذا يقول لأمه وأبيه اللذين ينتظران أى خبر مفرح لابنهما يهدئ من روعه وروعهما، ويطمئن قلوبهما بأن الدنيا لا تزل بخير وأن القادم أفضل، فإذا بإسلام يصاب بانهيار نفسى لتتعقد حالته الصحية، لأنه نام أمام اللجنة، ولم ينتبه أحد زملائه لغيابه عن الامتحان أو حتى يوقظه لدخول اللجنة، بديهى فى يوم الامتحانات الكل مشغول بنفسه.
الآن إسلام وصل إلى حالة صحية خطيرة، رفض معها الطبيب إعطاءه الجرعات الكيميائية، وقال إن جسده بلغ إلى مرحلة من الضعف والألم لا يمكنه معها تحمل المزيد من الجرعات، والكلية تطلب تقارير طبية متواصلة فى كل غياب له عن حضور المحاضرات أو السكاشن أو تعثر فى أداء امتحان مادة، رغم أنه مسجل لديها مريض سرطان، وحالته واضحة، وكثيراً ما تحدث له مضاعفات فى ليلة المحاضرات أو الامتحان، فلا يتمكن من الذهاب للكلية، وبدلاً من أن تراعى الكلية حالته وتعفيه من نسبة حضور المحاضرات، وتسمح له بأداء الامتحان فى يوم آخر، ترفض وتتمسك بالتقرير الطبى أولًا، وتضيع عليه فرصة تعويض امتحان المادة.
ما يذهلنى فى قصة إسلام عدم الرحمة من الكلية ومن وزارة التعليم العالى التى من المؤكد أن الكلية تنفذ أوامرها بعدم عمل لجان خاصة لمن هم فى مثل حالة إسلام الصحية، وللحديث بقية.

[email protected]