رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

يقول أنيس منصور «نجاحك يعتمد على أحلامك ليست الأحلام التى تراها فى نومك وإنما التى فى اليقظة» وحينما قال أحمد الشيخ، رئيس البورصة، فى المؤتمر السنوى: «وداعا للمتلاعبين»، يبدو أنه كان حلم فى المنام، فالواقع يشير إلى غير ذلك فى العديد من الأسهم، خاصة الأسهم التى تم قيدها بسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كثيرا من هذه الأسهم حققت قفزات مستفزة، وتحولت إلى «غول» من التلاعبات، وكأن هذه الأسهم تم إدراجها بالبورصة ليست للاستفادة، من عمليات التمويل، ولكن لـ«نفخ» السهم بالطرق المشروعة وغير المشروعة، بل أن المشهد فى بعض الشركات تجاوز الحدود، خاصة عند بدء التداول والاستعانة بمسئولين ووزراء فى الحكومة، وكأنها تبعث برسالة تحمل بداخله «خضة» للجهات المعنية، وأنهم «مسنودين» بمعنى ممنوع الاقتراب أو التصوير.
حتى لا يقال أننا نثير البلبلة، فإن ما حدث ببعض الأسهم لا يسر عدو ولا حبيب، ومن هذه الأسهم سهم فتنس برايم للأندية الصحية، الذى منذ تداوله بالبورصة لم تشهد شاشة التداول الإعلان عن أخبار تسهم فى إغراء المستثمرين بالشركة وخططها، ولكن منذ إدراجه فى سوق الأسهم فى الربع الأخير من عام 2023، توقفت الأخبار عند إيقاف التعامل، تحييد أثر العمليات المنفذة على السهم، الذى أعلن أكثر من 10 مرات، رغم عمر السهم القصير بالبورصة، وهكذا الحال على مدار الأشهر الماضية منذ التعامل على هذا السهم «الفنكوش»، فى واقعة غير مسبوقة فى تاريخ البورصة، بأن تكون افصاحات الشركة من هذا القبيل، وكأن عبارة «تحييد أثر العمليات» كلمة السر فى الصعود الصاروخى للسهم، الذى ارتفع أكثر من 200%، ووصلت قيمته السوقية إلى نحو 488 مليون جنيه فى «غمضة عين» رغم أن قيمته الاسمية 50 قرشا، والقيمة العادلة وفقا لنشر الطرح 120 قرشا.. ليظل السؤال قائما.. ماذا فعلت البورصة؟
نفس المشهد فى شركة ديجيتايز للاستثمار والتقنية، والذى شهد قفزاته هو الآخر ولا فى «الأحلام» ولكن تدخل البورصة فى كثيرا من الأحيان للرصد، وتصحيح الأخطاء، عمل بعض «الكنترول» للسهم، وتحجيم تحركاته، لكن هل تم رصد التحركات غير المبررة فى السهم، واخطار الرقابة المالية لاتخاذ دورها الرقابى بالتفتيش ورصد المتلاعبين بالأسهم، أم ماذا حدث؟.
سهم التعمير والاستشارات الهندسية أيضاً فحدث ولا حرج، فلم «يفلت» هو الآخر من مصيدة التلاعبات، التى طارت بسهم الشركة إلى مستويات جنونية، رغم أن المتلاعبين فى السهم معلومين للجميع بالأسماء، وأوقفت الرقابة المالية بعض الاكواد المتلاعبة، مرات ومرات، إلا أن المتلاعبين لا يزالون، وكأنهم «يخرجون ألسنتهم» إلى البورصة والرقابة.
أتمنى أن يكون للبورصة دورا أكبر من ذلك، ولا يقتصر الأمر على التصريحات أنه لم يعد هناك متلاعبين، لكن لا بد أن يكون أكثر واقعية والتعامل مع مثل هذه الحالات بقوة وحزم، وسرعة إرسالها للرقابة المالية لاتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة، من تفتيش وإعلان للعقوبات إذا استدعى الأمر ذلك أن الرقابة حريصة على الحفاظ على الأموال، وحماية المستثمرين.

< يا سادة.. ضبط الأسواق المالية وحماية المستثمرين خاصة الصغار منهم، والحفاظ على أموالهم لا يكون بالأحلام ولا بالتصريحات الوردية، ولكن بالعمل واتخاذ الإجراءات الرادعة، خاصة أن قائمة الأسهم المثيرة لعلامات الاستفهام طويلة.. فهل تنجح البورصة فى ذلك أم يكون البكاء على اللبن المسكوب هو البديل؟.