رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

نواصل حكاية الشهيد عاطف السادات الذى طلب من أخيه الرئيس فى جلسة خاصة وفى حضور جيهان السادات أن يسمح له السادات بأن يقود مجموعة انتحارية من القوات الجوية المصرية، ويذهبوا إلى أرض سيناء المحتلة لمقاتلة العدو والاستشهاد بعد القضاء عليهم، ولكن السادات رفض ذلك.

يحكى آيرون بن شتاين أحد الجنود الإسرائيليين الذين شهدوا اللحظات الأخيرة فى حياة البطل عاطف السادات القصة كما جرت، ليضيف بعدا آخر لواقعة استشهاده قائلا: «كان عمرى وقت الحرب عشرين عاما، وكنت مجندا بالقوات الجوية الإسرائيلية بمطار «المليز» فى سيناء، فى هذا اليوم كان أغلب الضباط والجنود فى إجازة «عيد الغفران» ولم يكن بالمطار إلا حوالى ٢٠ فردا، وفى الثانية والربع ظهرا فوجئنا بطائرتين من طراز «سوخوى» و«ميج» تهاجمان المطار، قام الطيار الأول بمهاجمة الممرات وحظائر الطائرات ودمرها تماما, بينما قام الثانى بهاجمة صواريخ الدفاع الجوى المسئولة عن حماية المطار وكانت من طراز «سكاى هوك».

انسحب الطيار الأول بعد أن أدى مهمته، واستمر الثانى فى مهاجمة الصواريخ فى دورته الثانية, ولكوننا مدربين على أكثر من طراز من الأسلحة، أطلقت أنا وزميلى النار من مدفع مضاد للطائرات، إلا أن هذا الطيار فاجأنا بمواجهتنا بطائرته وإطلاق الرصاص من مدفعه بقدرة مدهشة على المناورة، فأصاب زميلى بإصابات بالغة بعد أن فشلنا فى إسقاطه، إلا أن زميلا آخر لى نجح فى إصابته بصاروخ محمول على الكتف فى دورته الثالثة، بعد أن دمر وشل المطار تماما.

ويقول «شتاين» فى روايته، فإنهم كجنود لم يكونوا على علم وقتها باندلاع الحرب، وكانت صدمتهم قوية عندما علموا أن قائد تلك الطائرة هو نفسه شقيق رئيس مصر، ويضيف: «شعرنا لحظتها بمشاعر مختلفة وتخوفنا من انتقام مصر لمقتل شقيق الرئيس، خاصة فى ظل حالة الارتباك التى أصابت القيادة الإسرائيلية وقتها، وأذكر أنه عندما حضر الصليب الأحمر لاستلام جثمانه الذى كان قد احترق داخل الطائرة قمنا بتأدية التحية العسكرية له احتراما لشجاعته.

وبسبب مهارته فى الجو تداول الجنود الإسرائيليون شائعات بأن هذا الطيار لا يمكن أن يكون مصريًا وأنه مأجور من دولة أوروبية، وخلال معركة طويلة فى الجو تمكن جندى إسرائيلى من ضرب طائرة «عاطف» باستخدام صاروخ حديث تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة، واستشهد «عاطف» فى طائرته، وأشيع أن الطيارين الإسرائيليين أدوا له التحية العسكرية بعد وفاته. 

وفى منتصف اليوم الأول لحرب أكتوبر، وبعد الضربة الجوية الأولى أخبر اللواء حسنى مبارك، قائد القوات الجوية القيادة العامة للقوات المسلحة، بأن هناك اثنين من الطيارين استشهدا، وهما المقدم طيار كمال والرائد طيار عاطف. 

اتصل مبارك بالمشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، وأبلغه بنتائج الضربة، وقبل انتهاء المكالمة أخبره بأن عاطف شقيق الرئيس السادات استشهد، وقرر المشير أحمد إسماعيل عدم إخبار الرئيس السادات بوفاة عاطف فى تلك اللحظة، حيث كان الرئيس ينتظر بفارغ الصبر انتهاء المكالمة ليسمع نتائج الضربة.

بعد انتهاء المكالمة، أخبر المشير الرئيس السادات بالمعجزة التى حدثت، ولكنه لم يذكر استشهاد عاطف، وظل الخبر مخفيًا عدة أيام حتى تحسنت الأوضاع على الجبهة، ثم أخبر المشير الرئيس السادات قائلًا: «عاطف استُشهد». 

وتفاجأ أحمد إسماعيل برد فعل السادات الذى قال كلمتين فقط: «كلهم أولادى»، وهذا ما ذكره الرئيس السادات بنفسه فى مذكراته «البحث عن الذات». 

قال السادات نصًا: «لو قالولى وقتها مكنش الأمر هيختلف.. عاطف ابن مصر.. زيه زى كل زمايله ولاد مصر.. قبل ما يبقى أخويا».

وأراد السادات أن يدفن جثمان أخيه الشهيد بعد انتهاء الحرب والعثور على رفاته، وتحققت رغبته فى 31 مارس سنة 1974، وتمكن من دفن رفاته فى مسقط رأسه فى ميت أبوالكوم بالمنوفية.. لتتبقى وقائع قصة بطولة أخرى شاهدة على عظمة أبناء مصر.

 

حفظ الله مصر وأهلها

 

[email protected]