عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالتزامن مع ارتفاع الأسعار

غش اللحوم والدواجن.. بوابة للكسب السريع

بوابة الوفد الإلكترونية

الغش أحد أهم أسباب الفوضى فى الأسواق، تتنامى أشكاله رغم وجوده عبر الأزمنة والعصور، إلا أنه ينتعش خلال الأزمات وموجات الغلاء وارتفاع الأسعار تحت شعار المكسب السريع، ويمارس بعض معدومى الضمير من التجار والمربين أساليب من الغش قد تؤدى إلى القتل، خاصة غش اللحوم والدواجن بالتزامن مع جنون أسعار الدواجن والمواشى والألبان.

فى الملف التالى ترصد «الوفد» أساليب المربين والتجار فى غش اللحوم، والأضرار الصحية التى قد تصيب الإنسان بسبب المضادات الحيوية وهرمونات النمو فى اللحوم والألبان والجبن والبيض، التى تتراكم فى خلايا الجسم مع مرور السنوات، وتسبب الإصابة بالأورام والفشل الكبدى والكلوى، وتحولات بيولوجية أخرى.

 

فشل كلوى وعقم وسرطان.. أبرز أمراض هرمونات النمو

التجار يتلاعبون فى هرمونات المواشى لتحقيق المكاسب

للمربين والتجار ألاعيب كثيرة فى غش اللحوم، وهو ما يسبب الأضرار الصحية التى تسببها متبقيات المضادات الحيوية وهرمونات النمو فى اللحوم والألبان والجبن والبيض، التى تتراكم فى خلايا الجسم مع مرور السنوات، وتؤدى للإصابة بالأورام والفشل الكبدى والكلوى، وتحولات بيولوجية أخرى.

الدكتور طارق المتناوى، أستاذ الطفيليات بالمركز القومى للبحوث، كشف مخاطر المضادات الحيوية «البيطرية» ومتبقيات الأدوية فى اللحوم والدواجن على صحة الإنسان، قائلا: إن بعض متبقيات المضادات الحيوية تمكث فى اللحوم والدواجن ومنتجاتهما، ومن المفترض إيقاف المضاد الحيوى قبل الذبح بـ10 أيام على الأقل، وبعض المربين لا يستشيرون أطباء بيطريين، ويعملون بالمضاد الحيوى طول الوقت، معقبا: «ممكن المربى يحقن اليوم مضاد حيوى وتانى يوم يبيع الفراخ».

وأكد أستاذ الطفيليات بالمركز القومى للبحوث، أن تلك النوعية من المربين تحتاج إلى كنترول وإشراف من وزارة الزراعة وإلزامهم بمتابعة أطباء بيطريين، حتى فى الزراعة نجد الفلاح يزرع الكرنب والقرنبيط والبطيخ ويرش مبيدات واسمدة وثانى يوم يبيع المنتج الزراعى فى السوق وهو حامل لمتبقيات المبيدات الحشرية القاتلة.

وأوضح: لو أكل الإنسان لحوما بها متبقيات مضاد حيوى من نفس عائلة المضاد الحيوى البشرى، تحدث مشكلة لديه، وقد يسبب له طفرة جينية، فيمكن أن يتحول المضاد الحيوى البيطرى إلى ميكروب تتغذى عليه البكتيريا داخل جسم الإنسان، وفى حال احتاج إلى هذه المضادات فى العلاج حال مرضه لن يستجيب الجسم، لأن خلايا الإنسان تعرفت عليه عند تناول اللحوم، وبالتالى لن تتأثر بالعلاج البشرى، بل بالعكس من الممكن أن تتغذى البكتيريا على ميكروب متبقٍ من اللحوم.

وأكد «المتناوى» أن المواد الكيماوية إذا زادت عن حدها تؤدى إلى فشل كلوى وكبدى وأورام، وكل المسكنات تؤثر على الكبد، فى أوروبا ممنوع صرف المضادات الحيوية والمسكنات دون روشتة الطبيب المعالج.

ويقول أحمد طلبة، مربى ماشية، من قرية ديسا، بمحافظة الفيوم، إنه يجلب «عجول التسمين» من محافظات الوجه البحرى، ويزن العجل 200 كيلو 45 ألف جنيه، يدخل المزراعة خلال فترة الاستقبال التى تتراوح ما بين 40 إلى 50 يوما، يأكل خلالها «علفة خفيفة» مكوناتها: «الصويا – كسب مستخلص – تبن عالية – الردة» على وجبتين فى اليوم صباحا ومساء، على أن يتوسطهما «علفة سيلاج»، وهى عبارة عن ذرة «كمارة» تخزن فى باطن الأرض لفترة.

وأضاف: تأخذ الماشية خلال تلك الفترة 7 تحصينات وفيتامينات، ومنها: تحصين حمى قلاعية، وتحصين مضاد الفيروسات الناقلة عبر الهواء، وتحصين مضاد للجلد العقدى – وتحصين ضد الديدان إضافة إلى فيتامينات B12.

وقال إنه بعد 15 يوما من فترة الاستقبال، يتم منع «علفة السيلاج» عن الماشية، وإعطاء علفات مكثفة خلال فترة تتراوح ما بين 40 إلى 60 يوما، وخلالها تأخذ الماشية فيتامينات تجريع الديدان الكبدية مع منع تناول الخضرة وتدخل فى آخر مرحلة للتسمين، ففى بداية التسمين نقدم للماشية «4 كيلو تبن مع كيلو علف»، لكن فى المرحلة الأخيرة يكون العكس «4 كيلو علف مقابل كيلو تبن» مع إضافة قشر الفول الحراتى مع العلفات المكثفة، وإضافة الخميرة «يو إس إيه» وبيكربونات وبفرة «مضاد سموم» وأملاح وفيتامينات بدرة تساعد فى عملية التحويل.

وأوضح «طلبة»: «عجل التسمين» من المفترض أن يزن 650 كيلو ما بين 6 إلى 8 أشهر، ويأكل العجل الواحد ما بين 2 إلى 3 أطنان علف، بتكلفة تصل إلى 75 ألف جنيه، ويباع بــ90 ألف جنيه، وحسب نوعية «عجل التسمين»، وأفضلها الفرنساوى «أحمر ووجهه أبيض» والفرزيان «الهولشتاين» فهناك عجول تزيد كيلو فى اليوم، وعجول تزيد ثلاثة كيلو فى اليوم.

وحول حقيقة أن حقن الماشية وعجول التسمين «هرمونات نمو» تساعد فى عملية بناء اللحم سريعا، قال «طلبة» إنه يجلب عجول التسمين الخاصة بمزرعته من وجه بحرى، وقطور وبنها والشرقية والغربية، ولكن مرعى وجه قبلى والمنيا والصعيد الجوانى لا تنتج لحمًا ونسبة التحويل ضعيفة للغاية، مشيرًا إلى أنه يوجد بين مربى الماشية من يحقن هرمونات النمو فعلا، موضحا أن أى هرمون نمو يظل فى لحم الماشية لمدة تصل إلى ثلاثة شهور، ويمكن أن تذبح الماشية ويظل متبقيات الهرمون ويأخذها الإنسان.

وأشار إلى أنه شائع فى حال تناول الإنسان هرمون نمو عبر اللحوم بكثرة، يصاب بالفشل الكلوى ويسبب للاناث نوعا من العقم، وحسب نوعية الهرمون، مضيفًا: «هناك من يحقن الماشية بهرمون «الاكواجان» و«البولدينون»، لأنهما يربيان دهونا ولا يساعدان على عملية تحويل اللحوم سريعا، كما يشاع.

وأكد أن إضافة بودرة الجير المطفى على علف الحيوانات غير ضارة، وتعمل على قتل بكتيريا الأمعاء وتساعد على سرعة الهضم لدى الحيوان، وتخرج مع نفايات الماشية، ولا تدخل فى عملية تحويل اللحم، وليس لها خطورة على الإنسان، ويوضع 10 كيلو جير على طن العلف، ونفس الأمر بالنسبة للملح على الطن 10 كيلو فى الشتاء و7 كيلوات فى الصيف لارتفاع حرارة الجو.

وفى السياق ذاته يقول الدكتور نبيل ياسين، رئيس قسم الرقابة الصحية على الأغذية بكلية الطب البيطرى بالقاهرة، إن أشهر عقار منتشر فى مصر يستعمل كمحفز للنمو «هرمون أندروجين»، وهو عبارة عن هرمون الاستروجين المخلط، الذى يعمل على زيادة نسب البروتين والمياه فى اللحوم مع زيادة سرعة نمو العضلات.

وأشار إلى أن دول العالم تمنع محفزات النمو لأنها مسرطنة، ومواد هرمونية مخلقة، وللأسف تستخدم فى مصر، مؤكدا أن اللحوم المستوردة أكثر أمانا من اللحوم المحلية، فإن اللحوم المستوردة سواء من أستراليا أو أوروبا أو البرازيل، تكون لحما بقريا، واللحم الجاموسى يأتى من الهند، وقبل دخولها تفحص فى المعامل المركزية، ومعامل وزارة الصحة ومعامل الصادرات والواردات، وتلك المعامل لديها إمكانيات فحص المتبقيات من الهرمون فى لحم الحيوان والفحص البيولوجى لعينات اللحوم، وفى حال ثبات أن اللحوم المستوردة غير آمنة أو سبق حقنها بالهرمونات قبل الذبح «ترفض فورا».

وأضاف: لدينا فى مصر 475 مجزرًا فرعيًا، أكبرها المجزر الآلى فى منطقة البساتين، ليس لديها إمكانية الكشف عن متبقيات الهرمونات فى اللحوم المحلية مثل المعامل الثلاثة السابق ذكرها، لذلك تعتبر اللحوم المستوردة أكثر أمانا من اللحوم المحلية، وعلى الرغم من الجهود الحكومية وتشديد الرقابة على عدم استخدام هرمونات محفزة للنمو، إلا أن بعض معدومى الضمير من أصحاب المزارع يستخدمون تلك الهرمونات فى مزارع تسمين العجول والأغنام والدواجن، ولا يوجد معمل فى مجازر مصر يمتلك جهاز فحص المتبقيات الدقيقة، ويتواجد فى معامل فحص اللحوم المستوردة.

وأكد أن الاستروجين المخلط «محرم» ولكن معدومى الضمير يستخدمونه من الأبواب الخلفية للرقابة والتفتيش، موضحًا أن استمرار استهلاك اللحوم المهرمنة يؤدى إلى عدة أمراض، خاصة أن المواطنين يأكلون من «جزارين» ثابتين، وبعضهم يتعامل مع جزار واحد طوال حياته، ونفترض أن اللحوم مهرمنة، ستتحول الحالة الفسيولوجية للإنسان إلى ميول أنثوية، وتحول الخلايا إلى مسرطنة، وقد تكون من مسببات انتشار السرطان أخيرا، إلى جانب أن عوامل وراثية وطرق طهى اللحوم وتكوين مركبات هيدوركربونية «لونه بنى غامق أو مسود فى لحوم الشواء أو المحمرة» فى درجة حرارة عالية، تجعل اللحوم مسرطنة.

 

حملات تفتيش لمطاردة الغشاشين.. فى الأسواق والمحلات

مطالبات بتشديد الرقابة على الأسواق الشعبية

تواجه الحكومة أنواع الغش المختلفة فى الأسواق، عبر حملات التفتيش والضبطيات القضائية على محلات بيع اللحوم والدواجن، وتكثف وزارة التموين والجهات المعنية حملاتها على الأسواق خلال المواسم والمناسبات، وبالتزامن مع شهر رمضان المبارك، تشن الوزارة حملات يومية بجميع المحافظات، لملاحقة معدومى الضمير والباحثين عن الربح السريع على حساب الصحة العامة.

قالت الدكتورة نجلاء رضوان، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى البيطرى، إن الدولة تبذل جهودا كبيرة فى حملات التحصين ومكافحة أمراض الحيوانات، وتنفذ حملات قومية على مدار العام تشمل جميع محافظات الجمهورية، وبعض تلك الحملات تستمر لشهور.

وأكدت رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى البيطرى حملات التحصين تشمل المربين فى ريف مصر، وأصحاب مزارع التسمين الخاصة التى تخضع لإشراف مباشر من وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية المعنية بالتفتيش والفحص والتحصين، وتصل تلك الحملات لأصغر قرية ونجع فى ربوع مصر، من خلال الوحدات البيطرية.

وقال الدكتور هانى كمال، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن الدولة تفرض رقابتها المشددة على أى نشاط جديد، فيما يتعلق بمزارع الدواجن والماشية، منذ إصدار تراخيص تشغيل المزارع الحيوانية والداجنة كما تراقب مراكز تجميع الألبان ومصانع الأعلاف، مع الحرص على تطبيق جميع الاشتراطات للأمان الحيوى لأى منشأة، وبدون توافر كل تلك الاشتراطات لا يتم منح الرخصة.

وأوضح رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن مزارع الثروة الداجنة تحتاج إلى نوعين من رخصة التشغيل، وهما رخصة إقامة «مبانى» ورخصة تشغيل حال كان النشاط قائمًا بالفعل، بشرط أن تكون المزرعة فى أراضى الظهير الصحراوى وليس فى أراضى الوادى والدلتا، بالإضافة إلى مجموعة من الاشتراطات الأخرى.

وتعمل وزارة التموين على ضبط وملاحقة كل من يتلاعب بغذاء المصريين فى الأسواق العامة والخاصة، وتواصل شرطة التموين مأمورياتها الضبطية بالمحافظات بشكل يومى للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين

 

الرائحة الكريهة.. دليل على غش لحوم الدواجن

ابحث عن الرائحة تجد الغشاش

طرق عديدة يمكن من خلالها غش لحوم الدواجن، والطريقة الوحيدة لكشف هذا الغش هى الرائحة، فحسب الخبراء فإن «الزفارة» هى قرينة كل لحوم مهرمنة أو مغشوشة.

أحد أقدم طرق الغش فى الدواجن، هو حقن الكتاكيت بهرمونات النمو، والتى تقفز بوزن الكتكوت إلى 2,5 كيلوجرام خلال 35 يوما إذا ما توفرت بيئة مناسبة وتمت إضافة مضادات حيوية وبروتينات وأملاح وعدد من المعادن الأخرى.

 وفى المضادات الحيوية البيطرية تكمن الكارثة، لأنها من نفس عائلة المضادات الحيوية البشرية، وتراكمها قد يؤدى إلى الإصابة بأمراض السرطان، مع إحداث تحولات جينية فى خلايا الإنسان.

يقول الدكتور علوى على عاشور- أستاذ تغذية الدواجن بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إن المضادات الحيوية فى الدواجن وغيرها تنتقل عبر اللحم والبيض، وتؤدى إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية البشرية وعدم فاعليتها فى علاج الإنسان، لأن هناك مضادات بيطرية مشابهة داخل الجسم، وهو ما سيؤدى إلى عدم استجابة جسم الإنسان لأدوية نزلات البرد، نظرا لقدرة الميكروبات التى تصيب الإنسان على تكوين مناعة ضد المضادات الحيوية، نتيجة لتعرضها لمستويات منخفضة من المضادات الحيوية «البيطرية» الموجودة فى الغذاء من اللحوم والجبن والألبان والبيض.

وأضاف أن ترسب المضادات الحيوية البيطرية فى جسم الإنسان تزيد من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض، مثل: الأورام والفشل الكبدى والكلوى، مشيرا إلى أن الجمعيات الأهلية والهيئات العلمية بمختلف دول العالم اتجهت نحو حظر استخدام المضادات الحيوية المنشطة، واستبدالها بأعلاف وأغذية عضوية تنتج لحومًا آمنة.

وأوضح «علوى» أنه فى سبعينيات القرن الماضى كان مربو الدواجن يستخدمون «حبوب منع الحمل» فى تسمين الدواجن، ومع الرقابة الشديدة انخفضت تلك الممارسات، موضحا أن إنتاج كتكوت بوزن 2 كيلو فى 35 يوما عبارة عن عملية «بيولوجية» عبر تركيبات وراثية تنتجها شركات عالمية تسمى «تهجين وراثة»، وتصدر لنا «الجدُود» ونأخذ منها «الأمهات» ومن ثم تتجمع قوة «الهجين» فى كتكوت التسمين بشكله النهائى، ومن هنا يمتلك الكتكوت جينات وراثية قوية تحتاج إلى ظروف بيئية مناسبة، تتمثل فى «الحرارة – الرطوبة – الأدوية – التغذية» تمكن الكتكوت من إنتاج وزن فى 35 يوما على الأكثر، وأكد أن الفراخ البلدى تحتاج من 90 إلى 120 يوما حتى تزن كيلو وربع.

وأضاف «علوى» أن تربية الدواجن فى مصر حاليا لا تعتمد على هرمونات نمو، ولكن على مواد طبيعية، مثل: الكائنات الحية النافعة التى تضاف إلى الأعلاف أو المياه، فتزاحم البكتيريا الضارة الموجودة فى أمعاء الطائر، وبدلا من ملء فراغ الأمعاء بكائنات ممرضة يُملأ بالبكتيريا النافعة، ومن هنا نقضى على البكتيريا الضارة وتنمو النافعة التى يتغذى عليها الطائر، كما تتم الاستعانة بالسكريات المعقدة التى تغذى البكتيريا النافعة داخل أمعاء الطائر نفسه، فضلا عن الأحماض العضوية والخمائر والإنزيمات وبدائل المضادات الحيوية.

وأكد أنه فى 2006 منع الاتحاد الأوروبى استخدام المضادات الحيوية «البيطرية» كمحفز نمو، وقصر استخدامها على الحالات العلاجية فقط، فكل مضاد حيوى له فترة سحب أو تصريف من جسم الدواجن، ومن المفترض ألا يتم الذبح خلال فترة تصريف المضاد الحيوى، والبيع يكون بعد 10 أيام من وقت الجرعة حتى يتم تصريف رواسب المضاد الحيوى، خاصة أن المشكلة أن بعض المربين يرغبون فى بيع الدواجن فور زيادة وزنها دون انتظار لانتهاء فترة تصريف المتبقيات.

 وأضاف أن المشكلة الأكبر فى أن هناك حقنة تحت الجلد مباشرة تُؤخذ قبل البيع بيوم، تمنح الدواجن قوة على تحمل عوامل الجو، فتصل إلى المستهلك دون فترة تصريف، ولهذا كثيرا ما نجد شخصًا مصابًا بنزلة برد، وأخذ مضادات حيوية وحقن ولكنها لا تؤثر فيه بسبب الأدوية فى اللحوم والألبان والبيض، مشيرا إلى أن الدواجن المهرمنة تكون رائحتها «زفرة».

وحول طرق وأساليب أصحاب المجازر فى غش لحوم الدواجن، قال الدكتور علوى عاشور، إن المجازر تتقن أساليب عديدة لغش اللحوم، فمنهم من يفتح صدور الدواجن ويخمرها فى مياه بالليمون والخل حتى تتشبع بالمياه، ثم يضعها فى الفريزر حتى تتجمد فتزيد فى الوزن، وعندما يشترى المستهلك كيلو «بانيه» وعند تصفيته من المياه يزن 750 جراما، كذلك الأمر بالنسبة للدجاجة الكاملة فإنه يضع خرطوم المياه داخلها ويضعها فى الفريزر تتجمد.

وأضاف «علوى» أنه يوجد بالأسواق البيض البودرة «المجفف»، وفى مصر يستهلك 84% من البيض طازج، و16% يستهلك كمنتجات بودرة، وهناك عملية فصل بين البياض والصفار أو تجفيف البيضة كاملة، ثم يطحن قشر البيض والأحشاء ويدخلان فى عملية تصنيع كإضافات على الأعلاف.

وأوضح أن الفرق بين البيض «البيور» والعادى، هى مواد التغذية، فزيادة أوميجا 3 على أعلاف الدواجن البياضة، تنتج بيضا غنيا بالأوميجا 3، وهكذا يسير الأمر فى مختلف المعادن، أما البيض الطبيعى فينتج من دواجن تتغذى على ذرة وصويا ومستخلصات طبيعية دون أى مواد كيميائية.

من جانبه، أكد الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، على حقيقة حقن الدواجن بهرمونات نمو تساعد فى عملية التحويل «تحت الجلد والرقبة» قائلا: إنها شائعة قديمة ولا أعتقد أنها ما زالت قائمة، فأصحاب المزارع الآن يسيرون وفق نظام غذائى محدد يحتوى على بروتينات تساعد فى عملية النمو، وذلك يحدث فى العالم كله.

وأضاف رئيس شعبة الدواجن، أن الحديث عن وجود تغييرات فى طعم لحوم الدواجن، شائعات يطلقها المستهلك بسبب ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أنه فى حال حقن الدواجن بهرمونات النمو يكون لها «رائحة زفرة» وذلك مثبت علميا.

وأضاف أن أغلب مربى الدواجن يعتمدون على الذرة والصويا ونسب بروتين محددة وأدوية وقائية فى عملية التمثيل الغذائى للدواجن، وبناء عليه يحدث النمو خلال مدة محددة تتراوح ما بين 35 إلى 45 يوما، أما الحديث عن حقن هرمونات فهو «كلام للاستهلاك المحلى» ليس له قيمة.

وعن كيفية التفرقة بين اللحوم المحقونة بالهرمون وغيرها، قال رئيس شعبة الدواجن: أن أكبر مشكلات تواجه مربى الدواجن هو إعطاء مضادات «الأنتى بيوتيك» للدواجن، التى يأخذها الإنسان فى حال مرضه، وهى متشابهة تمامًا مع البيطرية، والمربى يحقن دواجنه بمضادات حيوية لها فترة تصريف، وهناك لقاحات تصريفها أسبوع أو عشرة أيام، ويجب إلا يتم الذبح إلا بعد تصريف المضادات الحيوية، وللأسف المتبقيات لا يتم التخلص منها خلال عملية الطهى، ولأن التصريف يكون عن طريق المخلفات قبل الذبح خلال فترة محددة، وإذا ذبح الطائر قبل هذه الفترة يكون هناك متبقيات فى اللحوم يتناولها المواطن، ولكن ليس هناك آثار جانبية على المواطن نفسه إذا ما أخذ الأنتى بيوتيك والمضادات الحيوية، ولديه ترسيب من متبقيات اللحوم داخل جسمه.

 

بالفورمالين والكربونات والجير.. الموت فى «شربة لبن»

حملات التفتيش درع الحكومة لحماية المواطنين

يتداول المواطنون حكايات حول غش منتجات الألبان والجبن، سواء بتخفيفه بالماء أو إضافة النشا والجيلاتين لزيادة قوامه.. ومع ارتفاع أسعار منتجات الألبان زادت الشكوى من فساد اللبن وتحول وجه القشطة من اللون الأبيض إلى اللون الأحمر تارة والأصفر تارة أخرى، مع تغيير رائحته وقوامه.

كما هناك من يؤكد غش الألبان عبر إضافة كربونات أو بيكربونات الصوديوم وهيدروكسيد الصوديوم لمعادلة الحموضة فى اللبن، وإضافة الفورمالين كمادة حافظة، ونزع القشطة وإضافة دهون نباتية، إلى جانب غش الجبن بالجير المطفى وإضافة بطاطس مهروسة إلى الزبدة البلدى كنوع من الغش لزيادة الوزن.

تقول الدكتورة أميمة الطاهر، أستاذ بحوث صحة الألبان بمعهد بحوث الحيوان بمركز البحوث الزراعية، أنه فى حال إنتاج الألبان فى بيئة ملوثة، يُحدث تلوثا بكتيريا أو كيميائيا، والتلوث البكتيرى يسبب أمراضا مثل: البروسلا وحالات تسمم غذائى مصحوبة بأعراض التسمم تؤدى للوفاة إذا كان التسمم فى الأطفال.

وأكدت أستاذ بحوث صحة الألبان، أن اللبن «السايب» أكثر خطورة وعرضه للتلوث بشكل كبير، لأنه يفترض حفظ اللبن فى درجة حرارة 4 درجات فور حلبه، وإذا دخل فى المعاملات الحرارية، مثل: البسترة والتعقيم يكون أفضل للقضاء على الميكروبات الموجودة فيه.

وأشارت إلى أن غش اللبن بالماء لا يشكل خطرًا على صحة الإنسان ولكن يقلل من القيمة الغذائية فيه، وقالت: «اللبن المبرد أفضل فى تقليل العد البكتيرى، ويفترض أن تغلى ربة البيت اللبن لمدة 20 دقيقة مع التقليب لقتل البكتيريا، موضحة أن طريقة البسترة تكون أفضل فى حال غلى اللبن ووضع اللبانة وسط إناء ملىء بالثلج، لأن ذلك يحدث صدمة للميكروب ويقضى عليه.

وأوضحت أن «اللبان» المتجول غير مضمون، ولا نعرف كيف جمع اللبن، وخلال توزيعه يتعرض اللبن للحرارة فيضطر البائع إلى إضافة مادة حافظة بطريقة بدائية لإطالة عمر اللبن، والأغلبية تضيف مادة الفورمالين غير المسموح بها، مؤكدة أن معهد بحوث الألبان يستقبل ضبطيات قضائية بعينات ألبان مغشوشة بالفورمالين والكربونات.

وأضافت أن مادة الفورمالين تستخدم لحفظ الموتى، وهى مادة مسرطنة وتؤدى إلى فشل كلوى وكبدى وأمراض خطيرة فى الجهاز الهضمى، ومحظور على الإنسان تناولها، وإذا استمر شخص فى شرب لبن يحتوى على مادة الفورمالين على فترات طويلة سيصاب بإحدى الأمراض سالفة الذكر.

وقالت إن غش اللبن ببودرة السيراميك، مجرد أحاديث متضاربة على ألسنة الناس والإعلام، ولكن لم نصادف فى عملنا أو الضبطيات القضائية التى تأتى إلينا نوع من هذا الغش، موضحة أن بودرة السيراميك عبارة عن كبريتات كالسيوم، يتم إضافتها كمصدر للكالسيوم ومادة تعطى بياضا للبن، وهناك احتمالات بغش الألبان بها، بالإضافة إلى مواد غش اخرى، مثل بيكربونات الصوديوم وهيدروكسيد الصوديوم.

وأضافت الدكتورة أميمة الطاهر أن المواد الكيماوية «سموم» وجسم الإنسان لا يستطيع التفاعل معها أو مقاومتها، وتسبب فشل أجهزة الجسم، والناس تشرب الألبان للاستفادة وليس الضرر، وإذا ما تذكرنا مشكلة الصين عام 2008، عندما أُضيفت مادة الملامين لألبان الأطفال، راح ضحيتها مئات الأطفال، وتلك الأنواع من الغش عبارة عن قتل عمد.