عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

لدينا فى مصر ملايين الضيوف الذين حلّوا بمصر ناعمين بأمنها وأمانها وترحيب أهلها الفطرى بالضيف أيا كان أصله ودينه وهويته، وهذا شأن مصر وطبعها وهواها منذ آوَت السيد المسيح عليه السلام وأمه العذراء مريم ضد الاضطهاد؛ وكم احتضنت مصر الملاحقين من الاستعمار الذى أهدر دمهم ظلما فنصرتهم وجعلت المضطهدين منهم ببلدانهم يشعرون أنهم بين أهليهم فى مصر «ادخلوها بسلام آمنين» وقد عاد بعض اللاجئين السياسيين الذين أمضوا سنوات بمصر دون أن يُطلق عليهم مصطلح «لاجئ» وأصبحوا بعد ذلك رؤساء ووزراء ووجهاء فى بلدانهم ولم ينسوا هذا الجميل لمصر وأهلها وقد أسهمت مصر فى دعم حركات التحرر واحتواء روُّادها ودعمهم بالمال والسلاح والخبرة، وهذا إرث مصر الذى لا يُنكر؛ أقول هذا بمناسبة ضيوف مصر الحاليين الذين تعدوا الملايين دون أن نسمع مصطلح «لاجئ» وهذا من كرم مصر المعهود ومن بين هؤلاء من امتهن تجارة العطور والحلويات والمأكولات وغيرها، وقد أثبت هؤلاء نجاحا ملموسا فى تجارتهم أمانةً ونظافةً وجودةً أيضا، ولا شك أن بين هؤلاء أدباء وفنانين مهرَة حبذا لو استثمرنا وجودهم لدينا وجعلناهم يشتركون معنا فى الندوات الأدبية والنقدية ومراسم الفنون ومعارضها ومنحناهم الفرصة فى الكتابة والرسم والنشر حتى نجد مدارس ومشارب جديدة فى الأدب والنقد والفن، فتتجدد أنهار الأدب والفن وتتلاقى مع أنهار جديدة مختلفة تحرك المياه الراكدة وتكسبها رؤى جديدة، وهذا لن يأتى إلا بالبحث عنهم واكتشافهم ودعوتهم للمشاركة وسيرحبون بذلك كثيرا، ولن يأتى دورهم على حساب أقرانهم المصريين بل سيمدونهم بجديدهم فى الأدب والفن فدعونا نستكتبهم وننشر أعمالهم ونقيم لهم المعارض الفنية حتى يعبروا عن ذواتهم وأحاسيسهم بين المصريين، ولدينا نماذج من الأدباء والأديبات والفنانين والفنانات ممن وفدوا إلى مصر فهلموا بها حبا وأنتجوا أعمالا أدبية وفنية عبرت عنهم وعبرت عن مصر أيما تعبير. لن ينافسوا المصريين بل سنخفف عنهم وطأة الغربة التى شعروا بها عند رحيلهم عن ديارهم وتلاشت بين أهليهم المصريين وسيضيفون لمصر أدبا وفنا ورؤى جديدة. فمصر أم الدنيا وهم ينتسبون إلى هذه الأم العظيمة
< خاتمة الكلام
قال أبومدين التلمساني:
لستُ أنسى الأحبابَ ما دمتُ حيّا
مذ نأَوا للنوى مكانا قصيّا
لم يك البعدُ باختيارى ولكنْ
كان أمرًا مقدّرًا مقضيّا
أنا ميتُ الهوى ويومَ أراهُم
ذلكَ اليومُ يومَ أبعثُ حيّا
[email protected]