رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حدث في الثالث عشر من شهر رمضان .. قصة محمد علي باشا

بوابة الوفد الإلكترونية

حدث فى مثل هذا اليوم الموافق الثالث عشر من شهر رمضان عام 1265 هجرية، الموافق لعام 1849 ميلادية، توفى محمد علي باشا، مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر لنحو قرن ونصف، وشاع وصفه بمؤسس مصر الحديثة نظرا للتقدُّم الكبير الذي شهدته الدولة المصرية في عهده

ويذكر ان توفى فى شهر مضان بقصر رأس التين بالإسكندرية ، فنُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في الجامع الذي كان قد بناه قبل زمن في قلعة المدينة.

 

تعود أصول محمد على باشا إلى أسرة ألبانية، وجاء إلى مصر نائبا للكتيبة التي أرسلتها الدولة العثمانية إلى مصر لانتزاع البلاد من سيطرة الفرنسيين، قبل أن يستطيع اعتلاء عرش مصر بعد أن بايعه أعيان الشعب عام 1805 ميلادية.

خاض محمد علي باشا في بداية حكمه العديد من الصراعات ضد الإنجليز والمماليك، قبل أن يستطيع فرض نفوذه كاملا على مصر ويبدأ في تأسيس دولته الجديدة متأثرا بالنمط الأوروبي.


استطاع توسيع حدود دولته بضم السودان، قبل أن يتحوَّل إلى مهاجمة الدولة العثمانية في محاولة للانفراد بحكم مصر، حيث هاجم الجيوش العثمانية في الشام و الأناضول وقد كان قاب قوسين أو أدنى من إسقاط الدولة العثمانية، ولكن بسبب المصالح المشتركة بين العثمانيين وأوروبا، تدخَّلت القوى الغربية وأرغمت محمد علي على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمَّها.

 

شهدت مصر في عهده نهضة كبيرة زراعيا وصناعيا وتجاريا وتعليميا، ويُشار إليه بوضع حجر الأساس لقيام الجيش المصري الحديث.


ووفقا لكتاب "تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)" لجرجى زيدان، في منتصف عام 1848 توعك مزاج محمد علي باشا وازدادت فيه ظواهر الخرف، فلم يعد ثَم بد من تولية إبراهيم باشا، فتوجه هذا إلى الآستانة في أوغسطس من تلك السنة لأجل تثبيته على ولاية مصر خلفا لأبيه، فثبته السلطان بنفسه، فعاد لمعاطاة الأحكام. ثم راجعه المرض واشتد عليه بغتة ففارق هذا العالم في 10 نوفمبر عام 1848، وبعد وفاته بإحدى عشرة ساعة دُفن في مدفن العائلة الخديوية بجوار الإمام الشافعي بالقاهرة.
 

وكان عباس باشا غائبًا في مكة فاستُقدِمَ حالًا لاستلام زمام الأحكام، فوصل القاهرة في 24 دسمبر بعد أن قضى فروض الحج، وبما أنه أكبر أبناء العائلة لم يكن ثم اعتراض على توليته، فجاء الفرمان الشاهاني من الآستانة مؤذنًا بذلك فتولى الأمور.

 

كل ذلك ومحمد علي باشا في الإسكندرية وقد أخذ منه الضعف مأخذًا عظيمًا وما زال يهزل جسدًا وعقلًا إلى 2 أغسطس عام 1849 فتوفي، ولم يستغرب الناس ذلك لأنه مكث في حالة النزاع مدة طويلة، وفي يوم 3 من الشهر نفسه تقاطر الناس من الأعيان والقناصل إلى سراي رأس التين في الإسكندرية لحضور مشهد ذلك الرجل العظيم، فإذا هو في قاعة الاستقبال موضوعًا في محمل تغطيه شيلان الكشمير، وعلى صدره سيفه والقرآن الكريم، وعلى رأسه طربوشه الجهادي أحمر تونسي، وحوله العلماء في الملابس الرسمية يتلون القرآن بأنغام محزنة، وكان سعيد أكبر من وُجد في الإسكندرية من عائلة الفقيد، فكانت تُوجَّه نحوه خطابات التعزية، وقد نُقلت جثة الفقيد ودُفنت في جامعه في القلعة، ولا تزال هناك إلى الآن.